responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : تفسیر القرآن الکریم نویسنده : الملا صدرا    جلد : 1  صفحه : 122

فيكون هذه الثانية طبيعة أصليّة و الكلام فيها عائد من أنّ ما يكون عارضا غريبا لها يزول عنها بسرعة، فعلم من هذا انّ أكثر أحوال الشي‌ء الخير و السلامة و الآفة و الشرّ من النوادر الاتّفاقية.

و أمّا حديث الانتقام الإلهي بالغضب و العقوبات الدائمة للكفّار فسيأتي الكلام فيه في تحقيق قوله تعالى: غير المغضوب عليهم. و لنرجع إلى ما كنّا بصدده إنشاء اللّه.

مشاهدة إشراقية

اعلم إنّ الصراط الذي إذا سلكت عليه و ثبّت اللّه عليك أقدامك حتّى (كذا) أوصلك إلى الجنّة صورة الهدى الذي أنشأته لنفسك في الدار الدنيا بما هداك اللّه من الأعمال القلبيّة و البدنيّة فهو في هذه الدار لا يشاهد له صورة حسيّة و أما في القيامة و على منظر أصحاب البصيرة الغالب عليهم شهود النشاة الآخرة، فقد مدّ لك جسرا محسوسا على متن جهنّم أوله في الموقف و آخره على باب الجنة. كل من يشاهده يعرف إنّه صنعتك و بناؤك و يعلم إنّه قد كان في الدنيا جسرا ممدودا على متن جهنمك‌ 147 من نار طبيعتك التي فيها ظلّ حقيقتك‌ 148 ظلّ ذو ثلاث شعب غير ظليل لا يغنيها من اللهب بل هو الذي يقودها إلى لهب الشهوات و يضرم فيها نار النفس الحيوانية.

فالإنسان الكامل السالك إلى اللّه، المهتدي بنوره، يعجل بقيامته بإطفاء نار جحيمه بنور إيمانه و نار توبته في الموطن الذي ينفعه لقيامته و يقبل منه توبته و هو موطن الدنيا فإنّ بعد قيامة الدار الاخرى، لا ينفع فيها عمل إذ لا تكليف فيها بعمل لأنّها موطن الجزاء.

و الصراط قد علمت إنّه صراطان: صراط الوجود، و صراط الايمان و التوحيد.

فالمشرك لا قدم له على صراط التوحيد و له قدم على صراط الوجود و المعطّل لا قدم له‌ 149 على صراط الوجود أيضا.

نام کتاب : تفسیر القرآن الکریم نویسنده : الملا صدرا    جلد : 1  صفحه : 122
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست