نام کتاب : تفسیر القرآن الکریم نویسنده : الملا صدرا جلد : 0 صفحه : 32
الجاهلين و المتفلسفين، ملمحا إلى ما يرومه من الحقّ و النظر الأدقّ.
قال:
[26] «إنّ العاقل اللبيب بقوة الحدس يفهم من كلامه ما نحن
بصدد إقامة- البرهان عليه حيث يحين حينه، من أن جميع الوجودات الإمكانية و
الإنيّات الارتباطية التعلقيّة اعتبارات و شئون للوجود الواجبي، و أشعّة و ظلال
للنور القيّومي ... فالحقيقة واحدة، و ليس غيرها إلّا شئونها و فنونها و حيثيّاتها
و أطوارها، و لمعات نورها و ظلال ضوئها و تجليّات ذاتها.
كلّ ما في الكون وهم أو خيال
أو عكوس في المرايا أو ظلال
و أقمنا نحن بفضل اللّه و تأييده برهانا نيّرا عرشيّا على هذا المطلب
العالي الشريف، و المحبوب الغالي اللطيف. و سنورده في موضعه كما وعدنا به- إن شاء
اللّه العزيز- و علمنا فيه رسالة على حدة، سمّيناها بطرح الكونين».
ثم كرّر هذا الوعد و أشار إليه في مطاوي فصول الكتاب:
[28] «و مما يجب أن يعلم أن إثباتنا لمراتب الموجودات
المتكثّرة و مواضعتنا في مراتب البحث و التعليم- على تعدّدها و تكثّرها- لا ينافي
ما نحن بصدده من ذي قبل إنشاء اللّه [تعالى] من إثبات وحدة الوجود و الموجود ذاتا
و حقيقة كما هو مذهب الأولياء و العرفاء من عظماء أهل الكشف و اليقين، و سنقيم
البرهان القطعي على أن الوجودات و إن تكثّرت و تمايزت إلّا أنها من مراتب تعيّنات
الحق الأول و ظهورات نوره و