responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : تفسیر القرآن الکریم نویسنده : الملا صدرا    جلد : 0  صفحه : 23

اليقيني. و هذا هو الأساس المعتمد عليه في حكمته المتعالية، التي سمّى بها كتابه الكبير: «الأسفار الأربعة» و سلك في أكثر مباحثه الدقيقة هذا المسلك. [6] «ثمّ إن بعض أسرار الدين و أطوار الشرع المبين بلغ إلى حدّ هو خارج عن طور العقل الفكري، و إنما يعرف بطور الولاية و النبوّة. و نسبة طور العقل و نوره إلى طور الولاية و نورها، كنسبة نور الحسّ إلى نور الفكر. فليس لميزان الفكر كثير فائدة و تصرّف هناك».

و هو يفصّل وصوله إلى هذا المسلك في مقدّمة تفسير سورة الواقعة:

«و إني كنت سالفا كثير الاشتغال بالبحث و التكرار و شديد المراجعة إلى مطالعة كتب الحكماء النظّار، حتى ظننت أني على شي‌ء. فلما انفتحت بصيرتي قليلا و نظرت إلى حالي، رأيت نفسي- و إن حصّلت شيئا من أحوال المبدأ و تنزيهه عن صفات الإمكان و الحدثان، و شيئا من أحكام المعاد لنفوس الإنسان- فارغة عن علوم الحقيقة و حقائق العيان.

مما لا يدرك إلا بالذوق و الوجدان. و هي الواردة في الكتاب و السنّة من معرفة اللّه و صفاته و أسمائه ... مما لا يعلم حقيقتها إلا بتعليم اللّه و لا- ينكشف إلا بنور النبوّة و الولاية.

و الفرق بين علوم النظّار، و بين علوم ذوي الأبصار كما بين أن يعلم أحد حدّ الحلاوة، و بين أن يذوق الحلاوة ... فعلمت يقينا أن هذه الحقائق الايمانية لا تدرك إلا بالتصفية للقلب عن الهوى، و التهذيب عن أعراض الدنيا، و العزلة عن صحبة الناس- خصوصا الأكياس- و التدبّر في آيات اللّه و حديث رسوله و آله عليهم السلام، و التسيّر بسيرة الصالحين في بقية من العمر القليل، و بين يدي السير الطويل. فلما أحسست بعجزي‌


[6] شرح الأصول من الكافي: الحديث الثالث من باب ان الأرض لا يخلو من حجة ص 461.

نام کتاب : تفسیر القرآن الکریم نویسنده : الملا صدرا    جلد : 0  صفحه : 23
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست