نام کتاب : تفسیر القرآن الکریم نویسنده : الملا صدرا جلد : 0 صفحه : 127
التي نطق به القرآن و الحديث إلا بصورها و هيئاتها التي جاءت. بل
اكتفي بظاهر الذي جاء إليه من النبي و الأئمة.- سلام اللّه عليهم- و مشايخ
المجتهدين- رضوان اللّه عليهم أجمعين-.
اللهم إلا أن يكون ممن قد خصّصه اللّه بكشف الحقائق و المعاني و
الأسرار، و إشارات التنزيل و تحقيق التأويل. فإذا كوشف بمعنى خاص أو إشارة و تحقيق
قرّر ذلك المعنى من غير أن يبطل صورة الأعيان، لأن ذلك من شرائط المكاشفة، إذ قد
مرّ أن ألفاظ القرآن يجب حملها على المعاني الحقيقية- لا على المجاز، و الاستعارات
البعيدة- و كذا ما ورد في الشرع الأنور من لفظ الجنة و النار ... و لا يؤوّل شيئا
منها على مجرد المعنى، و يبطل صورته- كما فعله في باب الأعيان المعاديّة كثير من
العقلاء المحجوبين بعقلهم و فطانتهم البتراء، التي كانت البلاهة أدنى إلى الخلاص
منها- بل يثبت تلك الأعيان كما جاء و يفهم منها حقائقها و معانيها.
فاللّه تعالى ما خلق شيئا في عالم الصورة إلا و له نظير في عالم
المعنى. و ما خلق شيئا في عالم المعنى- و هو الآخرة- إلا و له حقيقة في عالم الحق-
و هو غيب الغيب- إذا لعوالم متطابقة، الأدنى مثال الأعلى، و الأعلى حقيقة الأدنى-
و هكذا إلى حقيقة الحقائق.
فجميع ما في هذا العالم أمثلة و قوالب لما في عالم الآخرة. و ما في
الآخرة هي مثل و أشباه للحقائق و الأعيان الثابتة، التي هي مظاهر أسماء اللّه
تعالى. ثم ما خلق في العالمين شيئا إلا و له مثال و أنموذج في عالم الإنسان».
[20] «كن أحد رجلين: إما المؤمن بظواهر ما ورد في الكتاب
و الحديث