responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : آيات الأحكام نویسنده : الأسترآبادي، محمد بن علي    جلد : 1  صفحه : 307

و روى الثعلبيّ 1 بإسناده عن محمّد بن الحنفيّة عن عليّ بن أبي طالب أنّ رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله كان إذا قام من الليل سوّك ثمّ ينظر إلى السماء ثمّ يقول‌إِنَّ فِي خَلْقِ السَّماواتِ» إلى قوله‌ «فَقِناعَذابَ النَّارِ».

«رَبَّناإِنَّكَ مَنْ تُدْخِلِ النَّارَ فَقَدْ أَخْزَيْتَهُ» أي فقد أبلغت في إخزائه، و هو نظير قوله‌ «فَقَدْفازَ»* و من كلامهم نحو من سبق فلانا فقد سبق، و الجملة استئناف في مقام التعليل للطلب المتقدّم على جهة التأكيد و الإلحاح فيه بتهويل المستعاذ منه و إظهار شدّة الخوف و العجز عن احتمال ذلك تعرضا لرحمته الواسعة، أو على جهة الاستشفاع بسعة رحمته و وفور كرمه لقبول ما تقدّم من معرفة اللّه تعالى و الايمان به و تنزيهه عمّا لا يليق به، و الدعاء له و الاستعاذة به، فلا يبلغ في إخزائه الغاية بل يدركه بالعناية الكاملة الّتي يقبل بها القليل و يعطي الجزيل.

فكأنّ ذلك بالنظر إلى مزيد عنايته باثابة خلقه و تعلّق إرادته بتعريضهم لثوابه بدلا عن عقابه، يناسب أن لا يكون بالنسبة إلى أهل معرفته و المتعوّذين بجلال رحمته، بل إنّما يناسب المستغرقين في ظلم نفوسهم بجهل جلاله و التمرّد عن كبرياء سلطانه فلذلك قال‌ «وَما لِلظَّالِمِينَ مِنْ أَنْصارٍ».

في الكشاف اللام إشارة إلى من يدخل النار و إعلام بأن من يدخل النار فلا ناصر له بشفاعة و لا غيرها، و كأنّ ذلك بالنظر إلى أنّ من لم يخلد فيها كأنّه لم يبلغ في إخزائه الغاية، و إن كان الخزي حاصلا في الحالين، و قيل: الخزي إنّما هو بالخلود في النار.

و في تفسير القاضي 2: أراد بهم المدخلين، و وضع المظهر مقام المضمر للدلالة على أنّ ظلمهم تسبّب لإدخالهم النار؛ و انقطاع النصرة عنهم في الخلاص، و لا يلزم من نفي النصرة نفي الشفاعة لأن النصرة دفع بقهر و على هذا ينبغي أن يحمل إبلاغ الخزي على المبالغة و الشدّة بالنسبة إلى الخزي بغير دخول النار.

1- المجمع ج 1 ص 554. 2- البيضاوي 2/ 61.

نام کتاب : آيات الأحكام نویسنده : الأسترآبادي، محمد بن علي    جلد : 1  صفحه : 307
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست