responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : آيات الأحكام نویسنده : الأسترآبادي، محمد بن علي    جلد : 1  صفحه : 175

و ربما احتمل جمع المساجد هنا أن يكون إشارة إلى أنّ المنع و إن كان من واحد، إلّا أنه كمنع الجميع كما في قتل النفس، فيمكن اختصاصه بمثل المسجد الحرام، أو بيت المقدس. لكن العموم أنسب بإطلاق اللفظ و اللّه أعلم.

و يقرب منه الذكر و لا يبعد أن يراد به مطلق العبادة، و ينبغي أن يراد بمن منع العموم أيضا لأولئك المانعين بأعيانهم.

«وَسَعى‌» أي عمل‌ «فِيخَرابِها» الكشاف: بانقطاع الذكر أو بتخريب البنيان و كأنه أراد به تفسير خرابها فالتخريب مصدر مجهول مضاف إلى المفعول، قيل و نحوه قول القاضي بالهدم أو التعطيل فتأمل.

أما كونه تفسيرا للسعي في خرابها فموضع نظر، لأنه أعمّ من ذلك، اللهمّ إلّا أن يراد أو نحوهما، فإن «في» إن كان للسببيّة فهو كلّ ما يعمل لخرابها، و إن كان بمعنى إلى فكلّ ما ينتهى إلى خرابها، أو كل ما يقصد به انتهاؤه إلى ذلك، أما كونه للظرفية فبعده ممّا لا يخفى، و الخراب ضدّ العمران لم يأت بمعنى التخريب، و المرجع في خرابها إلى العرف.

و الآية تدلّ على تحريم السعي فيه و نفس تخريبها أظهر أفراده تحريما و قيل إنّه يفهم بطريق أولى، و قد يجعل قوله‌ «وَسَعى‌ فِي خَرابِها» كالتعميم بعد التخصيص أو إيرادا لما تقدّم بعنوان آخر توضيحا لقبحه و بيانا لشدّته و مبالغة في التفضيح و التشنيع، فيفيد أنّ المنع من الذكر سعى في خرابها.

و قد يشعر بأنّ في المنع تخريبا و في الذكر تعميرا، بل بأنّ المنع تخريب و الذكر تعمير، و في بعض الروايات ما قد يؤيّده، و لهذا قيل بوجوب شغلها بالذكر على الكفاية، و إلّا لزم التعطيل، قال في الكنز: فكلّ ما يعدّ تخريبا فهو حرام، فمنه هدم جدرانها و أخذ فرشها و إطفاء السراج و الإضواء فيها، و شغلها بما ينافي العبادة و غير ذلك.

«أُولئِكَ» المانعون‌ «ماكانَ» ينبغي لهم أن يدخلوا مساجد اللّه إلّا خائفين على حال التهيّب و ارتعاد الفرائص من المؤمنين أن يبطشوا بهم، فضلا عن أن‌

نام کتاب : آيات الأحكام نویسنده : الأسترآبادي، محمد بن علي    جلد : 1  صفحه : 175
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست