يعرفون نعمه و أنّها منه ثمّ ينكرونها بعبادة غيره، و قولهم إنّها
بشفاعة آلهتنا أو باعراضهم عن شكرها، و قيل نعمة اللّه نبوّة محمّد صلّى اللّه
عليه و آله، و قيل إنكارهم قولهم ورثناها من آبائنا.
و قيل قولهم لو لا فلان ما أصبت كذا، لبعض نعم، و إنّما لا يجوز
التكلّم بنحو هذا إذا لم يكن باعتقاد [يعتقد] أنّها من اللّه، و أنّه أجراها على
يد فلان، و جعله سببا في نيلها، فيدلّ على تحريم هذا القول، و يدلّ عليه بعض
الاخبار أيضا فلا بدّ من الاحتياط و الاجتناب.
روي عن الصادق عليه السّلام 1 أنّ المراد بذلك قريش حين منعوا رسول
اللّه صلّى اللّه عليه و آله دخول مكّة و المسجد الحرام، و به قال بعض المفسّرين و
قال بعضهم إنّهم الروم غزوا بيت المقدس، وسعوا في خرابه إلى أن أظهر اللّه
المسلمين، و قيل هو بختنصر و أصحابه غزوا النّصارى و خربوا بيت المقدس و أعانهم
على ذلك جماعة من النصارى من أهل الرّوم، فقيل بغضا ليهود، و قيل من أجل قتلهم
يحيى بن زكريّا هذا.
و قوله
«أَنْيُذْكَرَ» ثاني مفعول «مَنَعَ» و يجوز أن يحذف حرف الجرّ مع أن، و يحتمل نصبه بكونه مفعولا بمعنى
كراهية أن يذكر، و لا يرد أنّه حينئذ يفيد تحريم المنع المعلّل المقيّد لا المطلق،
فيفهم جواز غير ذلك، و لو في الجملة، لأنه إنّما يفيد أن لا أشدّ منه في الظلم، و
لو مبالغة في الإفراط فيه، فغاية ما يفهم منه أنّ المنع لا لذلك ليس بالغا هذا
الحدّ، اما الجواز فلا.
و اعترض عليه الكنز 2 بأنه لا بدّ لمنع من مفعولين، و الثاني لا يمكن
أن 1- المجمع ج 1 ص 189.