responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : آيات الأحكام نویسنده : الأسترآبادي، محمد بن علي    جلد : 1  صفحه : 137

فبعد أمر اللّه بذلك لا يتوجه الإنكار و طلب العلّة و المصلحة فلا يبعد أن يكون المقول في الجواب هذا المقدار لا غير، كما هو المناسب لترك تطويل الكلام مع السفهاء، و عدم الاشتغال ببيان خصوص مصلحة مصلحة.

فما بعد هذا خطاب للنبيّ صلّى اللّه عليه و آله تسلية له عن عدم إيمانهم و امتنانا عليه و على المؤمنين بهدايتهم لدين الإسلام، أو بما هو مقتضى الحكمة و المصلحة، و تأييدا و تنشيطا لهم و يجوز دخوله في الجواب كما هو ظاهرهم توبيخا لهم، و تبكيتا على عدم هدايتهم و العناية بتحصيل استعدادها كما لا يخفى.

«يَهْدِيمَنْ يَشاءُ إِلى‌ صِراطٍ مُسْتَقِيمٍ» هو ما يقتضيه الحكمة و يستدعيه المصلحة قيل: من توجيههم تارة إلى بيت المقدس، و اخرى إلى الكعبة، و الأوّل مثل توجّههم في تلك الأزمنة إلى بيت المقدس و بعدها إلى الكعبة.

الثاني [و ما جعلنا القبلة الّتي كنت عليها.]

وَ ما جَعَلْنَا الْقِبْلَةَ الَّتِي كُنْتَ عَلَيْها إِلَّا لِنَعْلَمَ مَنْ يَتَّبِعُ الرَّسُولَ مِمَّنْ يَنْقَلِبُ عَلى‌ عَقِبَيْهِ. (143) «الَّتِيكُنْتَ عَلَيْها» ليست صفة للقبلة، بل ثاني مفعول جعل أي ما جعلنا القبلة بيت المقدس، إلّا لامتحان الناس، كأنه يعني أن أصل أمرك أن تستقبل الكعبة و أنّ استقبالك بيت المقدس كان عارضا لغرض.

و قيل: يريد و ما جعلنا القبلة الآن الّتي كنت عليها بمكّة أي الكعبة، و ما رددناك إليها إلّا امتحانا، لأنّ رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله كان يصلّي بمكّة إلى الكعبة، ثمّ أمر بالصلاة إلى صخرة بيت المقدس بعد الهجرة تألّفا لليهود، ثمّ حوّل إلى الكعبة.

و هذا لم يثبت، بل الثابت عندنا ما روي عن ابن عباس 1 أنّ قبلته بمكّة كانت بيت المقدس، إلا أنه كان يجعل الكعبة بينه و بينه، فربما أمكن أن يراد ذلك باعتبار جعله الكعبة بينه و بين بيت المقدس، فكأنه كان قبلة له في الجملة، و يمكن بوجه 1- انظر الكشاف ج 1 ص 200 و انظر المجمع ففيه في تفسير الآية بيانات مفيدة لا يستغنى أحد عن الاطلاع عليها.

نام کتاب : آيات الأحكام نویسنده : الأسترآبادي، محمد بن علي    جلد : 1  صفحه : 137
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست