الذي يأتيهم بما قالوه ودع كذبهم بأن اللّه عهد إليهم ما زعموهقَدْ جاءَكُمْ
رُسُلٌ مِنْ قَبْلِي بالمعجزاتبِالْبَيِّناتِ الدالة على صدقهم في
ادعائهم الرسالة و دعوتهم الصالحةوَ بِالَّذِي
قُلْتُمْ
من القربان الذي تأكله النارفَلِمَ
قَتَلْتُمُوهُمْ أي قتلهم اسلافكم و القوم أبناء القومإِنْ كُنْتُمْ
صادِقِينَ
في زعمكم ان اللّه عهد إليكم و انكم تجرون على عهد اللّه و تتبعون
البينات و عهد اللّه في الإيمان. هذا و لم اعرف من الحديث من هم الرسل الذين جاؤوا
بقربان تأكله النار و قتلهم بنو إسرائيل
182فَإِنْ كَذَّبُوكَ يا رسول اللّه مع ما جئت
به من الحجج الباهرة و الكتاب المنير فهذا دأب الضالينفَقَدْ كُذِّبَ
رُسُلٌ مِنْ قَبْلِكَ جاؤُ بِالْبَيِّناتِ في حججهم و المعجزاتوَ الزُّبُرِ قيل انها الكتب المشتملة
على الحكم و المواعظوَ الْكِتابِ الْمُنِيرِ بشرائعه و معارفه و حكمه
183كُلُّ نَفْسٍ ذائِقَةُ الْمَوْتِ و في ذلك تسلية لرسول
اللّه و المؤمنين فإن دنيا هؤلاء الضالين فانية و ليس عليكم من أوزارهم من شيءوَ إِنَّما
تُوَفَّوْنَ أُجُورَكُمْ يَوْمَ الْقِيامَةِ الخطاب للمؤمنين كما يتضح
من الآية الآتية و فيه بشرى للمؤمنين بأن التوفية بالجزاء التام انما هي في الأجر
و اما جزاء ما يتفق من السيئات فهو معرض للمسامحة و التكفير و الغفران لمن يشاء
اللّهفَمَنْ زُحْزِحَ عَنِ النَّارِ أي نخي عنهاوَ أُدْخِلَ
الْجَنَّةَ
و ليس الإدخال في الجنة قيدا زائدا إذ لا واسطة بين الجنة و النار بل
المراد انه من يزحزح عن النار يكون من اهل الجنةفَقَدْ فازَ وَ
مَا الْحَياةُ الدُّنْيا التي هي قبل الموتإِلَّا مَتاعُ
الْغُرُورِ
أي متاع زائل يغتر به المغترون 184لَتُبْلَوُنَ بلاه و ابتلاه بمعنى واحد
و يجيء في الخير و الشر كما في سور الأعراف 167 و الأنبياء 34 و النمل 39 و الفجر
14 و 16 و معناه ان يورد عليهم في هذه الحياة الدنيا تكاليف
الواضح. رقد الجاني الحال إلى ذكر هذا و أمثاله فإني رأيت بعض
الناس يمشون في خوارق العادة وراء النزعة العصرية فتنبث من كلماتهم بذور سيئة في
منابت السوء