الستين بعد المائة حتى الثانية و الستين من السورة [1] و قد قال اللّه تعالى في الطائفتينوَ اللَّهُ
وَلِيُّهُما
و في ذلك دلالة على ان اللّه عصمهما عما همتا به. و قد ذكر في الآيات
المشار إليها من ذم اللّه لعبد اللّه و أصحابه و مقته لهم شيئا كثيرا و انهم للكفر
يومئذ اقرب منهم للإيمان و قوله تعالى «إِذْهَمَّتْ» بدل من
«إِذْغَدَوْتَ»وَ عَلَى اللَّهِ فَلْيَتَوَكَّلِ الْمُؤْمِنُونَ فإنه وليهم و ناصرهم و لا
يهنوا عن نصر الدين بنفاق البعض و خذلانه. كيف
119وَ لَقَدْ نَصَرَكُمُ اللَّهُ
بِبَدْرٍ
ذلك النصر الباهر على أعدائكم ذوي العدد المناهز للألف و العدة
الكاملة من الخيل و النعم و السيوف و الدروعوَ أَنْتُمْ
أَذِلَّةٌ
بقلة عددكم إذ كان جميع جيشكم ثلاثمائة و ثلاثة عشر رجلا و بوهن
عدّتكم «و المأثور ان معظم سلاحهم جريد النخل و ليس معهم من الخيل إلا فرسان.
و إبلهم أباعر معدودة يتعاقب عليها بعضهم و بعضهم مشاة و لم يخرجوا
باهبة حرب و لا عزة محاربفَاتَّقُوا اللَّهَ في نصر دينه و التوكل عليه
و عدم التخاذل بنفاق المنافقلَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ أي لغاية ان تشكروا اللّه
على ما يمنحكم من عظائم النعم و النصر الباهر «إِنْتَنْصُرُوا
اللَّهَ يَنْصُرْكُمْ»
[1] قال الطنطاوي في تفسيره 2 ج ص 143 س
20 (عليم) بنياتكم و ما يصيبكم بترككم مراكز القتال لما انهزم عبد اللّه بن أبي
سلول فهمت بنو سلمة من الخزرج و بنو حارثة من الأوس و هما كانا جناحي العسكر انتهى
و من معلوم التاريخ ان المسلمين ما تركوا مراكز القتال لانهزام عبد اللّه بن أبي
سلول بل لم يكن عبد اللّه و أصحابه معهم فجاهدوا و غلبوا المشركين و هزموهم فتركوا
مراكزهم لانكبابهم على الغنائم من رحال المشركين او كما يزعم هو في الصفحة
المذكورة لاتباعهم مدبرّي المشركين و انظر صفحة 153- و من المعلوم ايضا ان ابن
سلول لم ينهزم هو و أصحابه بل رجعوا من بعض الطريق قبل ان يصل النبي (ص) و أصحابه
إلى احد و قبل ان ينظم عسكره و معسكره و يبوء المؤمنين مقاعد للقتال او يكون
لعسكره ترتيب و جناحان. فابن أبي سلول و أصحابه من القاعدين عن الجهاد و التوجه
إلى ميدان الحرب لا من المنهزمين .. و من المعلوم من سياق القرآن الكريم و اتفاق
التفسير كما ذكره هذا المفسر ايضا صفحة 156 ان ابن أبي سلول و أصحابه هم الذين حكى
اللّه قولهم بقوله تعالى في الآية ال 160لَوْ نَعْلَمُ
قِتالًا لَاتَّبَعْناكُمْ- 162الَّذِينَ
قالُوا لِإِخْوانِهِمْ وَ قَعَدُوا: فهم القاعدون الذين لم يتبعوا الجيش للقتال لا من المنهزمين