و صلب هو الذي كان من أصحابه و أخذ من اليهود ثلاثين درهما فدلهم على
المسيح ليقتلوه.
و نحوه في التفسير الذي أبطلنا نسبته للإمام العسكري (ع). كما حكى
نحو ذلك في إنجيل برنابا و انه يهوذا الاسخريوطي. و اللّه العالم. و لعل السر في
هذا التشبيه هو انه لو غيب عنهم المسيح و رفع إلى السماء في الخفاء لا تهموا اهله
و المؤمنون به بإخفائه فعمهم البلاء و كثر فيهم القتل و التنكيل و فضيحة النساء
طلبا لإظهاره. و لو رفع الى السماء ظاهرا بمرأى من الناس لاستحكمت شبهة ألوهيته و
سرت حتى إلى بعض المؤمنين و اللّه خير الماكرين فإن مكره و تدبيره الخفي لا يكون
إلا جاريا على الحكمة لا يفوته اللطف بالعباد
51إِذْ ظرف لمكر اللّهقالَ اللَّهُ
يا عِيسى إِنِّي مُتَوَفِّيكَ أي آخذك من بين الناس و من
عالم الأرض و قد مضى الكلام على ذلك في الفصل الرابع من المقدّمةوَ رافِعُكَ
إِلَيَ قال جل شأنه (الي) و هو لا يحويه مكان و لا يخلو منه مكان تكريما
للمسيح و تفخيما لغاية الرفع من الأرض التي فيها الكافرون و الفساق الى السماء
الممحضة لتسبيح اللّه و تقديسه فكنى عن ذلك برفعه إلى اللّهوَ مُطَهِّرُكَ
مِنَ الَّذِينَ كَفَرُوا اي من رجس قربهم و الابتلاء بمجاورتهموَ جاعِلُ
الَّذِينَ اتَّبَعُوكَ فَوْقَ الَّذِينَ كَفَرُوا اما النصارى فليسوا ممن
اتبع المسيح كيف و قد أشركوا باللّه و ألهوا المسيح، و ثلثوا الآلهة و لم يبقوا
لهم شريعة و أن أناجيلهم و كتبهم لتقول ان المسيح لم يبطل شريعة التوراة بل هم من
بعده أبطلوها. و أن الذين اتبعوه على دين الحق ملة ابراهيم انما هم المؤمنون
الموحدون حق التوحيد من قومه و من بعدهم المسلمون بدعوة رسول اللّه. و عبر بالماضي
باعتبار المؤمنين من قومه فإن جنس الذين اتبعوه قد مضى له التحقق باعتبار بعضه فهم
فوق الذين كفروا مستمرين على ذلكإِلى يَوْمِ
الْقِيامَةِ ثُمَّ إِلَيَّ مَرْجِعُكُمْ بالحشر جميعافَأَحْكُمُ
بَيْنَكُمْ فِيما كُنْتُمْ فِيهِ تَخْتَلِفُونَ من التوحيد و الإيمان و
شريعة الحق 52فَأَمَّا الَّذِينَ كَفَرُوا فَأُعَذِّبُهُمْ عَذاباً شَدِيداً
فِي الدُّنْيا وَ الْآخِرَةِ وَ ما لَهُمْ مِنْ ناصِرِينَ كما ابتلوا بذلك البلاء العظيم
من القتل العام و الذلة الشاملة في