نباتا حسنا. و المراد من كلا الوجهين حسن نشأتها و تربيتها في صلاحها
و كمالهاوَ كَفَّلَها زَكَرِيَّا أي جعل زكريا كفيلها و
القائم بأمرها بحسب التقدير او بجعل القرعة، بالأقلام له و أكرم به من كفيل صالح
أمين رؤفكُلَّما دَخَلَ عَلَيْها زَكَرِيَّا الْمِحْرابَ المسجدوَجَدَ
عِنْدَها رِزْقاً في رواية القمي المتقدمة يجد عندها فاكهة الصيف في الشتاء، و فاكهة
الشتاء في الصيف. و نحوه ما أخرجه ابن جرير عن ابن عباس. و
في الدر المنثور أخرج ابو يعلى عن جابر حديث الزهرا (ع) و الجفنة
التي ملئت خبزا و لحما ببركة اللّه و عطائه ان رسول اللّه
(ص) سألها عن ذلك فقالت هو من عند اللّه فقال (ص) الحمد للّه الذي جعلك شبيهة
بسيدة نساء بني إسرائيل و روى الشيخ في أماليه عن حذيفة بن اليمان ما يشبه ذلك
قالَ يا مَرْيَمُ أَنَّى لَكِ هذا و من أين جاءكقالَتْ هُوَ
مِنْ عِنْدِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يَرْزُقُ مَنْ يَشاءُ بِغَيْرِ حِسابٍ لا في الجريان على العادة
و لا على مقدار الضرورة
36هُنالِكَ أي حين ما رأى زكريا
المعجز بوجود فاكهة الشتاء في الصيف و فاكهة الصيف في الشتاء رجا ان يرزقه اللّه
ولدا و إن صار شيخا كبيرا و كانت امرأته عاقرا. ودَعا
زَكَرِيَّا رَبَّهُ قالَ رَبِّ هَبْ لِي مِنْ لَدُنْكَ ذُرِّيَّةً طَيِّبَةً الذرية النسل و الولد. و
الطيبة الصالحة. و هذا إجمال لما سبق نزوله في سورة مريم المكية من قولهفَهَبْ لِي مِنْ لَدُنْكَ
وَلِيًّا يَرِثُنِي وَ يَرِثُ مِنْ آلِ يَعْقُوبَ وَ اجْعَلْهُ رَبِّ رَضِيًّاإِنَّكَ
سَمِيعُ الدُّعاءِ القادر على اجابتهفَنادَتْهُ
الْمَلائِكَةُ أي نوعهم تمييزا عن نداء نوع البشر و إن كان المنادي واحدا كما يقال
قتله الجنوَ هُوَ قائِمٌ يُصَلِّي فِي الْمِحْرابِ 37 أَنَّ اللَّهَ
يُبَشِّرُكَ بِيَحْيى فكان ذلك بشرى بالولد الذكرمُصَدِّقاً
بِكَلِمَةٍ مِنَ اللَّهِ و هو المسيح رسول اللّه كما سيأتي إن شاء اللّه في الآية الثالثة و
الأربعين و قوله تعالى في سورة النساء 169وَ كَلِمَتُهُ
أَلْقاها إِلى مَرْيَمَ باعتبار أنه مخلوق بكلمة «كن» لا بالتناسل العادي. و ان التصديق برسالة المسيح من الكهنة الذين
بيدهم الرئاسة الشرعية على بني إسرائيل