لهذه المزاعم مردودة بالحل و النقض و لزوم التناقض و سخافة ابتنائها
في عدد العقول على موهومات الهيئة القديمة في الأفلاك و حصر عددها بالتسع و قد
أشير إلى شيء من ذلك في فصول العقائد لنصير الدين الطوسي قدس سره و آخر الجزء
الثاني من المدرسة السيارة و مع هذا كله يسمى القائلون بمزاعم العقول بالعرفاء و
اهل الوصول و المكاشفات «مثلما سمي اللديغ سليما» تعالى اللّه عما يقولونمَنْ يَشاءُ من عباده بحسب جده و ما
حصله باختياره من كونه أهلا لهذه الرحمة و النعمة و التوفيق لهاوَ مَنْ
يُؤْتَ بالبناء للمفعول و الجزم باداة الشرطالْحِكْمَةَ مفعول ثانيفَقَدْ أُوتِيَ
خَيْراً كَثِيراً وَ ما يَذَّكَّرُ بما ذكر به من آيات القرآن
الكريم في الإنفاق و غيره من الأخلاق و الأحكام و يكون له نصيب من الحكمةإِلَّا أُولُوا
الْأَلْبابِ
الظاهر في اللب القلب و القرآن ينسب التعقل و التفهم إلى القلب و
المراد هنا من لم يعم قلبه بالتمادي على الضلال و غفلة الجهل البسيط و ضلال المركب
و هو اقبحه فإنه كأنه لا قلب له و لا لب و ربما فسر اللب هنا بالعقل و كأنه تفسير
بما يئول اليه المعنى المكنى عنه
269وَ ما أَنْفَقْتُمْ مِنْ نَفَقَةٍ «ما» موصولة متضمنة معنى الشرط
صلتها أنفقتم و عائدها ضمير محذوف يفسره و يبينه «من نفقة» سواء كان الإنفاق في
الطاعة ام في المعصية مقرونا بالإخلاص ام بالرياءأَوْ
نَذَرْتُمْ مِنْ نَذْرٍ عطف على أنفقتم. و النذر المشروع ان يقول للّه عليّ ان افعل أو أترك
كذا. أو للّه عليّ ان كان كذا ان افعل أو أترك كذا و يشترط ان يكون المنذور طاعة
للّه. و قد يكون النذر للطاغوت او في معصيةفَإِنَّ
اللَّهَ يَعْلَمُهُ على ما هو عليه و يجازي عليه بجزائه. و الجملة خبر للموصول و الرابط
هو الضمير في «يعلمه»
و الخبر ساد مسد الجزاء للشرط و لذا دخلت عليه الفاءوَ ما
لِلظَّالِمِينَ في إنفاقهم او نذرهم للطاغوت أو في المعصية او في مخالفتهم للنذر
الصحيح للّهمِنْ أَنْصارٍ ينصرونهم على اللّه و
يعارضونه و يمنعونهم بالقوة من عقابه 270إِنْ تُبْدُوا
الصَّدَقاتِ
التي يراد بها وجه اللّه من الواجبة و المندوبةفَنِعِمَّا
هِيَ اي فإن الصدقة نعم شيئا هي في ذاتها و لا يذهب إلا بداء لها بفضلها
إذا لم يعرض عليها بسببه شيء من الرياء أو إذلال المتصدق عليه. و اماما ذكره