يزيد الصوم مرضه او يبطؤ بسببه برؤهأَوْ عَلى
سَفَرٍ و بيان السفر و مقداره موكول الى السنةفَعِدَّةٌ بالرفع كما عليه مصاحف المسلمين
و قراءتهم المتداولة حتى القراءات السبع. و التقدير فالذي كتب الصيام فيه في
الحالين كما يدل عليه اللفظ و السياق و لا دلالة على تقدير غيره هو عدةمِنْ أَيَّامٍ
أُخَرَ في غير المرض و السفر و العدة هي بمقدار الفائت بالسفر و المرض كما
يدل عليه قوله تعالىأَيَّاماً مَعْدُوداتٍ و سوق الشرط و الجزاء يدل
على ان الصيام في المرض و السفر المذكورين غير مكتوب و لا مشروع كما انه في الأيام
الأخر هو المكتوب و الواجب المشروع و على ذلك اجماع اهل البيت «ع» و أحاديثهموَ عَلَى
الَّذِينَ يُطِيقُونَهُ أي يأتون به جهد طاقتهم. قال في النهاية الطوق اسم لمقدار ما يمكن ان
يفعل بمشقة منه. و منه حديث عامر بن فهيرة «كل امرء مجاهد بطوقه» أي أقصى
غايته. و اخرج ابن جرير عن ابن عباسالَّذِينَ
يُطِيقُونَهُ يتكلفونه. و من طريق آخر عنه من لم يطق الصوم إلا على جهد. و فيما
ورد من قراءته يطوّقونه. اخرج ابن جرير كما عن الأنباري عنه يتجشمونه و يتكلفونه.
و قد كثرت الرواية في الكتب ان ابن عباس كان يقرأ يطوقونه لهذا المعنى. و رويت هذه
القراءة عن عائشة و عكرمة و عطا و مجاهد و سعيد بن جبير.
و اخرج ابن جرير عن علي امير المؤمنين «ع» ان الآية نزلت في الشيخ الكبير
و كثرت الرواية بذلك عن ابن عباس و تصريحه بأنها غير منسوخة. و عن
أنس بن مالك انه ضعف عن الصوم عاما قبل موته فأفطر فصنع جفنة من ثريد فدعا ثلاثين
مسكينا فأطعمهم كما ذكر كل ذلك و نحوه في تفسير الطبري و الدر المنثور.
و في الصحيح عن الباقر «ع»
قوله تعالىوَ عَلَى الَّذِينَ يُطِيقُونَهُ فِدْيَةٌ طَعامُ مِسْكِينٍ قال الشيخ الكبير و
الذي يأخذه العطاش. و نحوها مرسلة ابن بكير عن أبي عبد اللّه. و رواية العياشي عن أبي
بصير و رفاعة عن الصادق «ع».
و الروايات في نفس الحكم مستفيضة و فيها العجوز الكبيرة و المرأة
تخاف على ولدها و عليهمفِدْيَةٌ لكل يومطَعامُ مِسْكِينٍ و قدر في الروايات بمد من
حنطةفَمَنْ تَطَوَّعَ خَيْراً تقدم تفسير ذلك في الآية
السادسة و الخمسين بعد المائةفَهُوَ أي التطوعخَيْرٌ حاصللَهُ و لا دليل على اختصاصه بزيادة الإطعام بل هو عام و من موارده الصوم