و كما لكم من العبادة و الطاعة و الشكر لنعمي أعد عليكم بالجزاء و
اللطف و النعمة و المزيد.
و لأجل المقابلة اللفظية جرى التعبير عن ذلك بقوله تعالىأَذْكُرْكُمْ
وَ اشْكُرُوا لِي نعمائي عارفين بهاوَ لا
تَكْفُرُونِ
لا تكفروني نعمتي لا تجحدوني نعمتي كفره حقه جحده
151يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا
اسْتَعِينُوا
في امر دينكم و عبادتكم و طاعتكم للّه و اجتناب معاصيه و في مصائبكمبِالصَّبْرِ فانه نعم المطية و مفتاح
الفرج و وسيلة البشرى بالصلوات من اللّه و الرحمةوَ الصَّلاةِ عطف على الصبر فانها باب
اللّه في مناجاته و الاستعانة به و معراج السعادة و الناهية عن الفحشاء و المنكرإِنَّ اللَّهَ
مَعَ الصَّابِرِينَ و كفى بذلك بشرى 152وَ لا
تَقُولُوا لِمَنْ يُقْتَلُ فِي سَبِيلِ اللَّهِ همأَمْواتٌ بَلْ همأَحْياءٌ وَ
لكِنْ لا تَشْعُرُونَ بحياتهم لأن عالمهم غير عالمكم. و قد اخبر اللّه جلت آلاؤه عما
لحياتهم السعيدة من الكرامة و الحبور كما في الآية الثالثة و الستين بعد المائة و
اللتين بعدها من سورة آل عمران 153وَ
لَنَبْلُوَنَّكُمْ يا ايها الذين آمنوا كما يقتضيه سياق الخطاب. او يا ايها الناسبِشَيْءٍ مِنَ
الْخَوْفِ وَ الْجُوعِ وَ نَقْصٍ مِنَ الْأَمْوالِ وَ الْأَنْفُسِ وَ الثَّمَراتِ
وَ بَشِّرِ الصَّابِرِينَ على ذلك رضى بما قضى اللّه و تسليما لحكمته فلا يصدهم ما ذكر عن شكر
ما هم فيه من نعمة و لا عن عبادته و طاعته و الجهاد في سبيله بل هم 154الَّذِينَ إِذا
أَصابَتْهُمْ مُصِيبَةٌ قالُوا إِنَّا لِلَّهِ و كل ما هو لنا من حياة و نعمة
إنما هو من عنده بدون استحقاق لنا في أقل شيء من ذلك يفعل بحكمته ما يشاءوَ إِنَّا
إِلَيْهِ راجِعُونَ في الآخرة فيعاملنا بصبرنا او جزعنا الذي هو كفران لنعمه 155أُولئِكَ
عَلَيْهِمْ صَلَواتٌ مِنْ رَبِّهِمْ ثناء جميلوَ رَحْمَةٌ بالثواب و الجزاءوَ أُولئِكَ
هُمُ الْمُهْتَدُونَ الى الحق بصبرهم و تسليمهم للّه