أي باعوا. و يمكن أن يراد به معنى الاشتراء المتعارف على نحو ما
ذكرناه في الآية الثامنة و الثمانينبِهِ
أَنْفُسَهُمْ لَوْ كانُوا يَعْلَمُونَ فانه أقبح الأثمان و أخسها
101وَ لَوْ أَنَّهُمْ آمَنُوا وَ
اتَّقَوْا لَمَثُوبَةٌ مِنْ عِنْدِ اللَّهِ خَيْرٌ لهم مما يريدونه بعمل
السحر و تعلمه فضلا عن كمال الإيمان و التقوى و خسة السحر و نقصه و اللام رابطة
لجواب «لو» و مثوبة بمعنى ثواب مبتدأ و خير خبره و الجملة جواب لو. و نكرت «مثوبة» لبيان ان فردا و اقل مصداق
مما عند اللّه من الثواب خير لهم مما اتبعوهلَوْ كانُوا
يَعْلَمُونَ
و لو هنا بمعنى التمني جريا على ما يستعمله الناس في المحاورات في
مثل المقام و اللّه يجل و يتقدس عن حقيقة التمني 102يا أَيُّهَا
الَّذِينَ آمَنُوا
اخرج احمد في مسنده عن ابن عباس و في الدر المنثور اخرج ابو نعيم
في الحلية عن ابن عباس قال قال رسول اللّه (ص) ما أنزلت آية
فيها يا ايها الذين آمنوا إلا و عليّ رأسها و أميرها. و في الحلية ان
الناس يروون هذا الحديث و في الينابيع أخرجه موفق بن احمد عن مجاهد و عكرمة عن ابن
عباس عن رسول اللّه (ص) و قال موفق رواه جماعة من الثقاة هم الأعمش و الليث و ابن
أبي ليلى و غيرهم عن مجاهد و عكرمة و عطا عن ابن عباس عن رسول اللّه. و في الصواعق
أخرجه الطيراني و ابن أبي حاتم عن ابن عباس و اللفظ إلا و علي عليه
السلام أميرها و شريفها. و في كشف الغمة من نحو هذا كثير عن ابن مردويه بأسانيده عن ابن
عباس و حذيفة.
و لا معنى للرواية إلا أن عليا (ع) رأس الذين آمنوا و أميرهم و
شريفهملا تَقُولُوا راعِنا وَ قُولُوا انْظُرْنا جاء في الآية التاسعة و
الأربعين من سورة النساء ان اليهود يحرفون الكلم عن مواضعه و يقولون راعنا ليا
بألسنتهم و طعنا في الدين.
و في تبيان الشيخ قال ابو جعفر (ع) يعني الباقر هذه الكلمة «يعني راعنا» سبّ
بالعبرانية اليه كانوا يذهبون
قال الحسين بن علي المغربي فبحثت عن ذلك أي عن السب الذي ذكره الباقر
(ع) فوجدتهم يقولون راع على وزن قال بمعنى الفساد انتهى أقول و قد تتبعت العهد
القديم العبراني فوجدت ان كلمة «راع»
بفتحة مشالة الى الألف و تسمى عندهم «قامص» تكون بمعنى الشر او
القبيح. و من ذلك ما في الفصل الثاني و الثالث من السفر الأول من توراتهم و بمعنى
الشرير واحد الأشرار. و من ذلك ما في الفصل الأول