و بيان لحقيقة الأمر و هو انمَنْ كَسَبَ بسوء اختيارهسَيِّئَةً وَ
أَحاطَتْ بِهِ خَطِيئَتُهُ اي لزمته و استولت عليه استيلاء الشيء المحيط به و لم يكفرها عنه
الايمان و التوبة بعد الكفرفَأُولئِكَ أشير بالجمع باعتبار الجمع في معنى من كسبأَصْحابُ
النَّارِ هُمْ فِيها خالِدُونَ الى الأبد
(80)وَ
الَّذِينَ آمَنُوا وَ عَمِلُوا الصَّالِحاتِ أُولئِكَ أَصْحابُ الْجَنَّةِ هُمْ دون غيرهمفِيها
خالِدُونَ 81 وَ إِذْ أَخَذْنا مِيثاقَ بَنِي إِسْرائِيلَ اي و اذكروا إذ قلنا لهم
أقوالا و اوصيناهم بها و أخذنا منهم العهد الموثق بالعمل بهالا تَعْبُدُونَ
إِلَّا اللَّهَ وحده لا شريك له في العبادة و الإلهية و الجملة خبرية يراد بها النهي
و الخبرية في مقام الطلب ابلغ من الانشائية و هي و الجمل المعطوفة عليها معمولة
للقول المدلول عليه بأخذ الميثاقوَ
بِالْوالِدَيْنِ إِحْساناً إحسانا مصدر نائب عن الفعل و هذا السبك أبلغ و آكد من ان يقال و
أحسنواوَ ذِي الْقُرْبى وَ الْيَتامى وَ الْمَساكِينِ عطف على الوالدين في الأمر
بالإحسان بهموَ قُولُوا لِلنَّاسِ حُسْناً و هذه الوصايا غير مختصة
ببني إسرائيل بل هي من أهم ما يقتضيه اللطف بكل امة أرسل إليها رسول.
روي في الكافي بسند معتبر عن الصادق (ع) في قوله تعالىوَ قُولُوا
لِلنَّاسِ حُسْناً قال قولوا للناس حسنا و لا تقولوا الا خيرا حتى تعلموا ما هو
و روى ابن بابويه بسند معتبر عن الباقر عليه السلام قولوا للناس احسن
ما تحبون ان يقال فيكم الحديث
وَ أَقِيمُوا الصَّلاةَ وَ آتُوا الزَّكاةَ ثُمَّ تَوَلَّيْتُمْ و ادبرتم في المخالفة لذلك
الميثاقإِلَّا قَلِيلًا مِنْكُمْ وَ أَنْتُمْ مُعْرِضُونَ عن الميثاق متمردون على
أوامر اللّه و نواهيه 82وَ إِذْ أَخَذْنا مِيثاقَكُمْ التفات الى خطاب اليهود
اما باعتبار أخذ الميثاق على أسلافهم او باعتبار ان إيمانهم برسالة موسى و توراتهم
التزام بالوصية الشاملة لهم و إعطاء للميثاق عليها كاسلافهملا تَسْفِكُونَ
دِماءَكُمْ
لا يسفك بعضكم دم بعضوَ لا
تُخْرِجُونَ أَنْفُسَكُمْ مِنْ دِيارِكُمْ لا يخرج بعضكم بعضا من
بلادكم