responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : أعيان الشيعة نویسنده : الأمين، السيد محسن    جلد : 9  صفحه : 51

وطحنتهم رحى المنون وانا إليهم صائرون وانا إليه راجعون إذا كان هذا حال من كان قبلنا * فانا على آثارهم نتلاحق ومن صاحب الأيام في العمر مدة * فلذاتها لا بد من طوالق فاسمع الخطاب وحقق الجواب وان لكل أجل كتاب:
وفوض إلى الاقدار امرك كله * إذا جرت الاقدار لا ينفع الحذر وما كل من يشكو يغاث إذا شكي * وهلا تنفع الشكوى لمن مسه الضر يثاب الفتى رغما عليه بصبره * وليس ينال الأجر من فاته الصبر ولازم هوى الأيام واصبر لحكمها * فمن عاند الأيام عانده الدهر ومن قامر الأيام في ثمراتها * فاجدر بها ان تنثني ولها القمر ولا تبرمن امرا له الدهر ناقض * فهل ممكن ابرام ما نقض الدهر فأقول لذلك القائل المطيل من الوعظ حيث لا طائل أ ما علمت ان الامر عظيم والخطب جسيم وفي القلب جراح وما على كل ميت يناح يؤنبني جهلا وما بين أضلعي * لهيب الغضا يزداد وقدا على وقد ويكثر من لومي عذولي وأدمعي * تخبره ان الملامة لا تجدي فيا ليتني لم اسمع مقالة من نعاه فإنه ما نعى الا دروس المدارس وخمول المجالس وتعطيل القوانين وتعظيم شعائر الدين كيف لا وهو العالم النحرير والعالم المبرز في النحرير والتقرير فحقيق للمدارس ان تنعاه وللمساجد ان تندبه وترعاه وللمفاخر ان تحزن عليه مدى الأبد وللفضائل ان تبكي عليه بدمع سرمد واقسم لولا مخافة ان أكون خارجا من ربقة قوم إذا أصابتهم مصيبة قالوا إنا لله وإنا إليه راجعون.
لنحت كما ناحت على صخرها التي * قد اتخذت من بعده العمر مأتما ورحت أضاهي في البكا بعد مالك * زمام المعالي والفخار متمما بيد أني رأيت كثرة النوح لن ترجع ما فات وشدة البكا لن تدفع ما هو آت إلا كل شئ ما خلا الله باطل * وليس سوى الله العظم بدائم ولو كان في الدنيا يخلد واحد * لخالد خير الناس من ولد آدم فمن أجل ذلك تعزينا بعزاء الله وسلمنا له عز وعلا ما جرى من محتوم قضاه سائلين من كرم جوده العميم وفضل احسانه القديم ان يلهمنا وأهله على ما أصابنا الصبر الجميل ويمنحنا بما نابنا الاجر الجزيل وفي الله جل عن كل فائت لنا خلف.
ولي سلوة عن كل ماض بفتية * وجوههم في الناس كالأنجم الزهر لهم فلك العليا محل بدورهم * محمد من أوفى سناء على البدر فتى جمع المعروف كهلا ويافعا * وساد الورى بالمكرمات وبالفخر وبدر جرى والنجم في حلبة العلا * فحاز رهان السبق في مركز النسر همام تردى بالمكارم فاغتدى * منيع الذرا سامي المراتب والقدر نشرت مزاياه بنظمي فانبرى * نظامي من أوصافه طيب النشر ومن بعده المهدي فرع العلا ومن * به أضحت العلياء مشدودة الأزر فيا أيها الأمجاد صبرا على الردى * فلا شئ أولى بالكرام من الصبر بقيتم لنا ذخرا وللفضل موئلا * وللخائف اللاجي أمانا من الضر ودمتم مدى الأيام كهفا لأهلها * ولا أمكم من بعده صارف الدهر ولما نصب له أعلى الله تعالى مقامة مجلس الفاتحة ثلاثة أيام وعقد له في الحضرة المقدسة أيضا مجلس الترحيم العام رثيته بحسب الإمكان بهذه الأبيات في ذلك المقام وهي هذه:
هو البين لم يستبق في القوس منزعا * ولم يبق للعاني من الوجد مفزعا غداة أخو المعروف والفضل محسن * حليف العلا والمجد بالرغم أزمعا نوى ظعنا والوجد باق وقد غدا * له جلدي يوم الرحيل مشيعا ولي كبد قد شفها بعده النوى * وقلب براه الحزن حتى تقطعا وأحشاء ملهوف معنى أذابها * جوى البين فانهالت من العين أدمعا ولا عجب ان بت حلف كآبة * أخا حسرات شاحب الجسم موجعا فاني سلبت الصبر قسرا وقد غدا * لي الوجد لا ما يدعيه من ادعى فيا ظاعنا لأمسك السوء انني * لفقدك لا انفك مضنى مروعا ويا هاجرا حاشاه لا عن ملالة * ومودعنا نار الجوى يوم ودعا علمنا بان المجد قوض والأسى * تزايد والمعروف اضحى مضيعا إذا هتفت بي غر أوصافك التي * سمت أنجم الأفلاك نورا وموضعا تأوهت عن وجد وأصبحت من أسى * يزيل القوى أطوي على الجمر أضلعا لئن غالبتك الحادثات فكم غدا * بجدواك روض الفضل والجود ممرعا وان تمس رهنا في التراب مغيبا * غريبا وشمل العلم يمسي موزعا فكم كنت للأيام انسا وبهجة * وللفضل والتقوى محلا ومجمعا فيا واحد الأيام وابن عميدها * وأكرم ندب من لوي تفرعا سعيت إلى كسب المعالي ونيلها * فكنت بحمد الله أكرم من سعى لك الخير هل من أوبة تثلج الحشا * وتطفي لهيبا بين جنبي مودعا فكم جدت بالوصل الذي أنت اهله * ولم تتخذ الا الوفا لك مهيعا سقى عهدك الماضي ملث سحابة * أبي مدة الأيام ان يتقشعا 112:
الشيخ محسن بن فرج النجفي الجزائري.
توفي في حدود سنة 1150.
كان فاضلا عالما أديبا شاعرا فمن شعره قوله:
لعمرك ما البعاد ولا الصدود * يؤرقني ولا ربع همود ولم يجر الدموع حداء حاد * ولا ذكرى ليال لا تعود ولكن أسبل العينين خطب * عظيم ليس يخلقه الجديد عشية في الطفوف بنو علي * عطاشى لا يباح لها الورود تذاد عن الفرات وويل قوم * تذودهم أ تعلم من تذود إلا ويل الفرات ولا استهلت * على جنبيه بارقة رعود أ لم يعلم لحاه الله ان قد * قضى عطشا بجانبه الشهيد أ لم يجنبه ضيفا قراه * صوارمها وخرصان تميد به غدرت بنو حرب بن عبد * وأعظم آفة المولى العبيد ألا لا قدست سرا وبعدا * لتابعها كما بعدت ثمود فما حفظت رسول الله فيه * هناك وما تفارقت العهود بل استاقته ما لو قد أرادت * مزيدا فيه أعوزها المزيد عشية عز جانبه وقلت * توابعه وقد سفه الرشيد أرادت بسطه يمني مطيع * وابن أبيها مما تريد ودون هوان نفس الحر هول * يشيب لوقع أدناه الوليد وقوله في أمير المؤمنين وولده الحسين من قصيدة:
هو العلي تعالى الله بارئه * سواه ما اختار من ذا الكون انسانا أ لم يكن خيرهم أصلا وأكرمهم * فرعا وأعظمهم علما وإيمانا

نام کتاب : أعيان الشيعة نویسنده : الأمين، السيد محسن    جلد : 9  صفحه : 51
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست