responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : أعيان الشيعة نویسنده : الأمين، السيد محسن    جلد : 9  صفحه : 287

واني رأيت الدار منه بلاقعا * جهشت بمسرى عيسها وجيادها فقالت على الدنيا وقاطنها عفا * إذا جد بالعلياء سفر جوادها وسار إلى الجنات مدل بسفره * رحال الأماني قد نحت لمرادها لتبك له العافون في كل مشهد * وتبدله خود العلي بحدادها 680:
الشيخ محمد رضا الشبيبي ابن الشيخ جواد ولد في النجف الأشرف وتوفي ببغداد سنة 1965 م وقد ناهز الثمانين ونقل جثمانه إلى النجف فدفن فيها.
نشأته وأساتذه نشأ كما كان ينشأ لداته في تلك العصور من أبناء الأسر العلمية، فأول شئ يتوجه اليه هو الكتاتيب لتعلم القراءة والخط وختم القرآن، وكان نصيب الطفل رضا ان يختم القرآن على سيدة صالحة مقرئة هي السيدة مريم البراقية.
وكان في النجف يومذاك بيت من بيوتها تتسلسل فيه مهنة تعليم الأطفال هو آل حصيد فتولى الشيخ هادي حصيد تعليم المترجم له الخط في مكتبه مع غيره من الأحداث. ثم تقدمت به السن فدرس علوم اللغة العربية على أساتيذ كان في مقدمتهم الشيخ محمد حسن المظفر والشيخ محمد جواد الجزائري، ودرس المنطق على السيد مهدي الطباطبائي والسيد حسين الحمامي والسيد هبة الدين النهرستاني، ودرس علم الفقه وعلم الأصول على أكثر من أستاذ. ولكن طبيعته الأدبية وموهبته الشعرية اتجهت به نحو دروس الأدب وعلومه فتخرج على السيد حسين القزويني والشيخ هادي الجعفر وعلى والده الشيخ جواد الشبيبي وآخرين. على أنه لم يتخل عن متابعة الدراسات الفقهية والأصولية العالية فحضر دروس الشيخ كاظم الخراساني في الأصول والشيخ فتح الله النمازي المعروف بشيخ الشريعة في الفقه.
عمله في الاصلاح وكان ذلك في أواخر عصور الدولة العثمانية. اي قبل نشوب الحرب الكونية الأولى. وهو عصر امتاز بيقظة فكرية ظهرت في الأقطار التابعة للدولة العثمانية ومن جملتها العراق. وكان هدف تلك اليقظة المطالبة باصلاح شؤون الدولة حيث أسهم المترجم له مع شباب ذلك العصر من عراقيين وغيرهم في الدعوة إلى الاصلاح. ثم كانت له جولات معروفة في الصحافة خصوصا السورية والمصرية ومن يتصفح بعض صحف مصر والشام ولبنان والعراق الصادرة في ذلك العصر يقرأ له فيها شعرا اجتماعيا أو سياسيا غير قليل ومقالات أدبية وتاريخية ولغوية وكان لجمهرة المتأدبين شغف بالغ بقصائده وحفظها وروايتها في تلك الفترة. حمل المترجم لواء الدعوة إلى الاصلاح السياسي والاجتماعي في شعره ونثره منذ نشأ وكانت له رسالة من هذا القبيل في بلاد العرب والعراق وفي أقاليم الفرات خاصة.
ويقول مؤرخو الأدب العراقي الحديث انه في أوائل من طرق الموضوعات الاجتماعية وتناولها في شعره بين شعراء العراق وأولهم على الاطلاق بين شعراء النجف. وكان ذلك حوالي سنة 1320 للهجرة 1905 م كما كان عمره إذ ذاك حوالي الخمس عشرة سنة، وله ديوان شعر عنوانه ديوان الشبيبي طبع في القاهرة سنة 1940 م.
بحوثه ودراساته وللشبيبي دراسات وبحوث تاريخية وأدبية وسياسية بعضها مطبوع وأكثرها مخطوط من ذلك بحث عنوانه فن التربية في الاسلام ألقاه على طلبة كلية التربية ببغداد سنة 1377 1958 ودراسة في اللغة عنوانها أصول ألفاظ اللهجة العراقية وأخرى في الأدب موضوعها أدب المغاربة والأندلس في أصوله المصرية ونصوصه العربية. وهي محاضرة ألقاها على طلبة معهد الدراسات العربية العالية في القاهرة. هذا إلى بحوث غير قليلة في التاريخ والأدب واللغة ألقيت في دورات مؤتمر المجمع اللغوي في القاهرة وعددها خمس عشر دورة. وقد نشرت محاضر الدورات المذكورة وفيها أمثلة من تلك البحوث و المحاضرات. واخر مجهود ظهر له كتاب عنوانه رحلة في بادية السماوة نشرت في بغداد.
مساهمته في الحرب الأولى ولما أعلنت الحرب الكونية الأولى واندلعت في العراق سنة 1914 شارك في هذه الحرب إلى جانب الجيش العثماني. وحضر معركة الشعبية الطاحنة التي خذل فيها الجيش المذكور. ومن ثم عاد مع فلول الجيش المتقهقر إلى مدينة الناصرية.
بعد انتهاء الحرب العامة الأولى ولما عقدت الهدنة العامة سنة 1918 أي بعد انتهاء الحرب الكونية الأولى باندحار ألمانيا وحليفتها تركية وعقب احتلال العراق قام المحتلون بانشاء حكومة قوامها فريق من ضباط الجيش.
ولم يحسب للشعب العراقي حساب في تأليف هذه الحكومة، ومن ذلك التاريخ شرع العراقيون بمقاومة تلك السلطة الأجنبية وبدأوا يطالبون الإنكليز بالجلاء والوفاء بعهودهم التي قطعوها للعرب بشأن حقهم في تقرير المصير. وهذه العهود عبارة عن مراسيم أصدرها في العراق الحلفاء وأذاعوها مذيلة بتواقيع رؤساء حكوماتهم بعد تقهقر الأتراك في ميدان الحرب العراقية إلى شمال الموصل واحتلال بغداد، وفي هذه المراسيم ما فيها من الأماني المعسولة والمواعيد الخلابة في إسداء العون للعرب في كفاحهم لنيل حريتهم وبعث تراثهم المجيد في الحضارة. وألح العراقيون على الإنكليز بان تتكون في العراق حكومة مستقلة ذات سيادة. وكان للشبيبي في هذا العهد جهود معروفة في مقاومة دسائس المحتلين والمطالبة بما قطعوه للعرب والعراقيين من عهود ووعود. ولما اضطرت حكومة لندن إلى تكليف نائب الحاكم السياسي العام في العراق السر ارنولد ولسن باستفتاء العراقيين. وجه الحاكم العام المذكور بواسطة حكام الأقاليم من الضباط والسياسيين أسئلة معينة إلى اهل العراق في اجتماعات كانت تعقد في مكاتب الحكام المذكورين ويشهدها فريق من الوجوه والزعماء وكان السؤال الأول عن جنسية الحاكم الذي يريدونه والثاني عن شكل الحكم. والثالث عن حدود العراق. فكانت أجوبة العراقيين مغايرة تماما لرغبة الإنكليز.
طالب الشبيبي في الاجتماع الذي عقد في مدينة النجف بحكومة دستورية يرأسها ملك عربي. وعبر بذلك عن رغبات أحرار العراق على صورة أثارت امتعاض الحاكم العام فقاطعه في تلك الجلسة ضاربا اي


[1] مما استدركناه على الكتاب (ح) [2] طبع كتاب أدب المغاربة والأندلسيين في القاهرة سنة 1960

نام کتاب : أعيان الشيعة نویسنده : الأمين، السيد محسن    جلد : 9  صفحه : 287
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست