responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : أعيان الشيعة نویسنده : الأمين، السيد محسن    جلد : 9  صفحه : 242

الليل أمطرت السماء مطرا عزيرا فدق عليه الباب ففتح له فقال أ لم أقل لك لا تبت خارج المراح قال نعم ولكن هل عندك علم الغيب قال لا قال فمن أين علمت ان السماء ستمطر قال عندي كلبة والدة فرأيتها أول الليل أدخلت جراءها إلى المراح ومن عادتها انها إذا فعلت ذلك تمطر السماء.
هل للبهائي ذرية لم يذكر أحد من المترجمين له ذرية وبعضهم يقول إنه كان عقيما وان ذلك مما ساعده على السياحة ثلاثين سنة وان من كان له أولاد وعائلة لا تطاوعه نفسه على فراقهم كل هذه المدة وعليه فما اشتهر من أن آل مروة العامليين وهم بيت علم وفضل وتقوى وصلاح من ذريته غير صحيح ويمكن ان يكون لهم به علاقة بالنسب من بعض الوجوه لا انهم من ذريته والله أعلم.
حديث ان القلوب تمل كما تمل الأبدان واستفادة تلامذته منه أيام التعطيل عن السيد نعمة الله الجزائري أنه قال في كتابه المعروف بالمقامات في مقام حثه على رعاية حال النفس وتحذيره الناس عن الارتكاب لموجبات ملالها وإعياثها: يا أخي قال مولاك أمير المؤمنين ع ان هذه القلوب تمل كما تمل الأبدان فابتغوا لها طرائف الحكمة وروي عن ابن عباس انه كان يقول عند ملله سن دراسة العلم حمضونا حمضونا فيخوضون عند ذلك في الأخبار والأشعار وقد حكى لي أوثق مشائخي ان تلامذة شيخنا البهائي عطر الله مرقده كانوا يستفيدون منه يوم تعطيل الدروس أكثر من الدرس لأنه كان يلقي عليهم يوم التعطيل من فنون العلم ونوادر الأخبار والأشعار الفائقة والحكايات الرائقة ففيه الاستفادة لعلوم جديدة ونشاط واستعداد لأيام الدرس وطلب العلم ولعل طرفا من الانبساط ونوعا من الحكايات والمطايبات محصل للنشاط أيضا وقد يقع الملال أيضا في العبادات والمداومة على نوع منها فينبغي التنقل في أنواع العبادات والطاعات حتى يحصل من التنقل الاقبال على العبادة قال مولانا أمير المؤمنين ع ان للقلوب اقبالا وادبارا فإذا أقبلت فاقبلوا على النوافل وإذا أدبرت فدعوها وقد استنبطت في شرح تهذيب الحديث من هذا التحقيق وجها لطيفا لما وقع من النوافل والأدعية المأثورة في جميع الأوقات خصوصا بين الصلاتين لا سيما المغرب والعشاء فان ما بينهما من الوقت يضيق عما شرح فيه من الدعاء والعبادة ولا يجوز التكليف بعبادة في وقت يضيق عنها كما قرر في الأصول.
عدم اشتهار الكتب في عصر مؤلفيها ومما ذكره السيد نعمة الله في الكتاب المذكور: ان بعض الأفاضل من اهل عصره صنف كتابا مفيدا لكنه لم يشتهر مع وفور مؤلفه فقيل له في ذلك فقال كتابي هذا لم يشتهر لأن له عدوا فإذا ذهب اقبل الناس على كتابه فقيل له من هذا العدو قال انا وكان الحال كما قال ثم ذكر ان بهاء الملة والدين لما صنف كتابه شرح الأربعين حديثا أتى به بعض الطلبة إلى حضرة المحقق المدقق جامع العلوم السيد محمد باقر الداماد فلما نظر فيه قال إن هذا العربي رجل فاضل لكنه لما جاء في عصرنا لم يشتهر ولم يعد عالما آه ويبعد هذه الحكاية أو ينفيها ما تواتر به النقل من اعتراف الداماد بفضل البهائي وانهما كانا بغاية المصافاة والوداد وكانت بينهما خلطة تامة ومؤاخاة عجيبة قلما يوجد مثلها بين متعاصرين وذلك مما يبعد معه أو يمتنع صدور مثل هذا الكلام من الداماد الذي لو صح لكان قدحا في مقام الداماد مع اشتهاره بالتقوى والفضل والسداد.
ما جرى للبهائي والداماد بصحبة الشاه عباس ومما يحكى ان الشاه عباس ركب يوما إلى بعض متنزهاته وكان البهائي والداماد في موكبه إذ كان لا يفارقهما غالبا وكان الداماد عظيم الجثة والبهائي نحيفها فأراد الشاه ان يختبر صفاء الخواطر بينهما فقال للداماد وهو راكب فرسه في مؤخرة الجمع وقد ظهرت عليه آثار الإعياء والتعب والبهائي في مقدمة الجمع: يا سيدنا أ لا تنظر إلى هذا الشيخ كيف تقدم بفرسه ولم يمش على وقار كما تمشي أنت فقال الداماد أيها الملك ان جواد الشيخ قد استخفه الطرب بمن ركبه فهو لا يستطيع التأني ألا تعلم من الذي ركبه، ثم قال للبهائي يا شيخنا أ لا تنظر إلى هذا السيد كيف أتعب مركبه بجثمانه الثقيل والعالم ينبغي ان يكون مرتاضا مثلك خفيف المئونة فقال البهائي أيها الملك ان جواد الشيخ أعيا بما حمل من علمه الذي لا يستطيع حمله الجبال فعند ذلك نزل الشاه عن جواده وسجد لله شكرا على أن يكون علماء دولته بهذا الصفاء فأكرم به من ملك كامل وسلطان عادل وأكرم بهما من عالمين مخلصين. وحكايات ما وقع بينهما من المصافاة والمصادقة كثيرة وهكذا يسعد الزمان وأهله بأمثال هؤلاء العلماء وهؤلاء الملوك.
نسبته إلى التصوف عن السيد نعمة الله الجزائري التستري في كتاب المقامات عند ذكره ان السيد المرتضى كان يترجل عند مروره بقبر أبي إسحاق الصابي تعظيما لعلمه والمشهور ان الصابي مات على دين الصابئة أنه قال إن هذا التعظيم له مما لا تسمح به النفس حذرا من قوله تعالى: يوادون من حاد الله. وهذه المسامحة كانت أيضا في الشيخ الأجل بهاء الدين محمد طاب ثراه وذلك حيث انك تراه يعظم كثيرا من الصوفية الأغوياء والملاحدة الأشقياء في جملة من مؤلفاته ومنظوماته مثل قوله في حسين بن منصور الحلاج:
روابا شدانا الحق از درختي * جرابنود روا از نيك بختي ولذلك كانت كل طائفة من طوائف المسلمين تنسبه إليها وسمعت الشيخ الفاضل الشيخ عمر من علماء البصرة يقول إن بهاء الدين محمدا من اهل السنة والجماعة الا انه كان يتقي من سلطان الرافضة، وكذلك الملاحدة والصوفية والعشاق سمعت كل هؤلاء يقول إنه من اهل نحلتنا ومن هذا كان شيخنا المعاصر أبقاه الله يعني محمد باقر المجلسي يزري عليه بهذا وأمثاله وفيض الله التفريشي لم يوثقه في كتاب الرجال وان اثنى عليه في العلم والحفظ وغير ذلك والحق انه ثقة معتمد عليه في النقل والفتوى آه وفي اللؤلؤة ربما طعن عليه بالقول بالتصوف كما يتراءى من بعض كلماته وأشعاره والحق في الجواب عن ذلك ما أفاده المحدث العلامة السيد نعمة الله الجزائري التستري قدس سره وهو ان الشيخ المذكور كان يعاشر كل فرقة وملة بمقتضى طريقتهم ودينهم وملتهم وما هم عليه قال السيد المذكور فأظهرت له كتاب مفتاح الفلاح وكان معي فعجب من ذلك وذكر جملة من الحكايات المؤيدة لما ذكره ثم استدل له بقوله في القصيدة الآتية:

نام کتاب : أعيان الشيعة نویسنده : الأمين، السيد محسن    جلد : 9  صفحه : 242
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست