responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : أعيان الشيعة نویسنده : الأمين، السيد محسن    جلد : 9  صفحه : 236

وقال الأستاذ الشبيبي أيضا:
اخذ الشيخ عن والده علوم العربية والفقه وا لأصول والحديث والتفسير ودرس عليه في قزوين في عصر من عصور ازدهارها ونهضتها اي في العصر الأول من عصور الدولة الصفوية وكانت قزوين قاعدة هذه الدولة الأولى وقد شهدت حركة علمية واسعة في ذلك الزمان وأنشئت فيها عدة مدارس فثابر الشيخ على الدراسة إلى أن غادرها أبوه إلى هراة فبقي هو في قزوين متبرما من طول الإقامة فيها مفضلا الانتقال منها إلى حيث يقيم والده وقد أسعفه الزمان بالرحلة إليها بعد ذلك وواصل هناك دراسته وذاعت شهرته أول ما ذاعت في هذه المدينة وله فيها ذكريات جميلة خلدها في أشعاره ورسائله.
ولنا ان نقول إن الامام لم يترك ناحية من نواحي المملكة الإيرانية الا زارها. زار خراسان وأذربيجان واران قفقاسية سنة 1015 صحبة الشاه عباس الكبير فان هذا الشاه قصد الديار الكرجية وأوقع باهلها في التاريخ المذكور وكان ديدن الشيخ في سفره الأخذ عن الجهابذة. وأعظم حاضرة إيرانية رحل إليها وطابت له الإقامة فيها أخيرا حتى وافته منيته تغمده الله بالرحمة هي مدينة أصفهان وهي القاعدة الثانية للدولة الصفوية. وفي أصفهان لقي جماعة من العلماء المتضلعين في مختلف العلوم والفنون فاخذ عنهم واخذوا عنه وفي هذه المدينة على الأرجح وضع جملة من تأليفه المشهورة وأسس أكثر من مدرسة واحدة فيها حتى صارت إليها الرحلة من كثير من الأقطار الاسلامية وأصبحت أصفهان بذلك دار العلم في هذا العصر وما بعده إلى عصور غير قليلة كما هو معروف وما زالت تلك المدارس وغيرها من الآثار التي أنشأها الامام العاملي غير حاضرة من حواضر الدولة الصفوية قائمة إلى هذا اليوم.
وقال الأستاذ الشبيبي متحدثا عن أخلاقه:
خلق هذا الامام مطبوعا على حب الحرية والتخفف ومجافاة التصنع والتكلف مشغوفا بمظاهر البساطة في الحياة فطرة الله ومن أحسن من الله فطرة ثائرا على المتصنعين المتكلفين وما أكثرهم في زمانه ومكانه. ويقول بعض المؤرخين في معرض الاستدلال على مجافاته للتكلف والتصنع انه ما كان على جلالة قدره يتحرج من النزول إلى ميادين المدينة والاختلاط بالسواد والوقوف مع المارة على حلقات الألعاب البريئة كألعاب الحواة ومروضي الحيوان وغيرها من الألعاب ضاربا بمظاهر التزمت والتصنع عرض الحائط.
هذا ما قاله بعض المؤرخين. ومن رأينا انه رحمه الله ما كان يقصد الا المزيد من الاطلاع واكتناه الأسرار والفنون الكامنة في تلك الألعاب.
ويستفاد من كثير من مؤلفاته وأشعاره انه كان صوفي المشرب ميالا إلى الزهد والتقشف وقد رغب أواسط عمره بالفقر والسياحة وكان زيه في أسفاره هذه زي الدراويش أو السائحين المغتربين كما ورد في بعض كتب المؤرخين.
وقد أمضى في سياحته أعواما كثيرة ويعده بعض الباحثين أجل عرفاء أواخر المائة العاشرة وأوائل المائة الحادية عشرة خصوصا في إيران كما يعد أكبر مشايخ هذه الطائفة. وقد لاحظ جمع من المنتسبين إلى العلم أو المتصدرين للرياسة ان الشيخ أفرط في بعض اتجاهاته الصوفية حتى زعموا ان والده أنكر عليه ذلك وليس من السهل اثبات ما قيل عن والده في هذا الشأن وهناك روايات أشبه بالأساطير تروى معززة بالصور والرسوم عن بعض أوضاعه في ثباه ورباطة جأشه. والمرجح ان بعض هذه الروايات موضوعة.
كان الامام العاملي عميق النظر جوال الفكر حاد الذكاء جم النشاط راغبا رغبة أكيدة في اصلاح ما فسد من الأخلاق والأوضاع العامة. انتقد الجمود والتقليد وشن الحملة تلو الحملة في شعره ونثره على المتزعمين الجامدين وعلى المرتزقين من الدجل والشعوذة والرياء. ومن هذه الناحية ناوأه من ناوأه من هذه الطبقة بل وجهت اليه بعض المطاعن والتهم الباطلة. وتاريخ العالم الاسلامي قديما وحديثا طافح باخبار الصراع بين المصلحين ومناوئيهم والمتحررين والجامدين على صورة أدت إلى حوادث دامية معروفة في التاريخ فلا عجب إذا اتفقت هذه المشادة بين الامام العاملي وهو قطب من أقطاب الحكمة والاصلاح والتجدد وبين غيره من الجهلة المقلدين. ومن يقرأ أشعاره بالعربية والفارسية وهي كثيرة في هذا المعنى يتضح له ذلك.
كان رحمه الله على جانب عظيم من رحابة الصدر وسعة الأفق اتصل بشتى الطوائب وباحث مللا ونحلا ولم يتحرج من أخذ الحكمة أينما وجدت وبذلك نال ثقة أبناء مختلف الملل والنحل وكان العصر الصفوي بحاجة إلى امام مثل هذا الامام المجدد المصلح بل كان مفتقرا إلى توجيهه وارشاده في رتق الفتوق ورأب الصدوع الكثيرة في العصر المذكور وقد عمل على توحيد الآراء وجمع الشتات وعول السلاطين والأمراء على آرائه في الاصلاح وحسم مادة النزاع الداخلي بالوسائل السلمية على قدر الإمكان وفي كثير من الأحيان آه.
وقال الأستاذ قدري حافظ طوقان في مجلة المقتطف ولكنه اشتبه فلقبه الآملي:
على الرغم مما كانت عليه العربية والاسلامية في مختلف الأقطار من الضعف، وعلى الرغم مما أصابها من الانحلال، وما حل بها من المصائب وما أحاطها من المتاعب التي تحول دون تقدم العلوم ودون ازدهار الفنون، أقول على الرغم من كل ذلك فقد ظهر في بعض الحواضر من وجه بعضا من عنايته إلى العلوم وتشجيع المشتغلين بها. ومن هؤلاء الذين ظهروا في القرن السادس عشر للميلاد وبرزوا في العلوم الرياضية بهاء الدين محمد بن حسين بن عبد الصمد الآملي.
وقد اختلف المؤرخون في البلدة التي ولد فيها فبعضهم يقول إنه ولد في بعلبك وآخرون في آمل الواقعة في شمال إيران. ومن المؤلفين من قال إنه ولد في بلدة آمل الخراسانية الواقعة على الضفة اليسرى لنهر جيحون.
أما القول بأنه ولد في بعلبك فبعيد عن الصواب بل هو خطا محض، وأرجح ان قولهم هذا يرجع إلى الخلط بين جبل عامل في سوريا وبين آمل، وقد يكون هذا الخلط هو الذي جعلهم يقولون بمولده في بعلبك، وقد يكون أيضا هو الذي جعل بعض العلماء يسمونه بهاء الدين العاملي. ونجد في بعض الكتب ان الآملي ينتسب إلى قبيلة همدان


[1] هو عاملي من جبع وهي من قرى جبل عامل هاجر أبوه إلى بعلبك وبها ولد ولده البهائي ومنها هاجر إلى إيران - كما مر - [2] الخلط استنتاج الكاتب

نام کتاب : أعيان الشيعة نویسنده : الأمين، السيد محسن    جلد : 9  صفحه : 236
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست