responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : أعيان الشيعة نویسنده : الأمين، السيد محسن    جلد : 9  صفحه : 224

ثم لم يلبثوا ان طلع عليهم أبو العلاء المعري فاشتغلوا به إلى جانب اشتغالهم بأبي الطيب؟
لا شك ان هناك عوامل أخرى صرفت الناس عن الشريف الرضي صرفا ما، من أهمها نفس هذه الأرستقراطية العربية التي لازمته في شخصيته وسلوكه وخلقه وفنه، والتزامه طريق الجد والرزانة والوقار، بعيدا عن مخالطة العامة وجماهير الناس. ويبدو ان تعففه وارتفاعه بمعانيه وأغراضه وصياغته بما يناسب ارستقراطيته صرف طوائف أخرى من الناس الذين كانوا يميلون إلى اللهو والعبث تنفيسا عن أنفسهم، ولم يكن في الفنون والأغراض التي طرقها الشريف ما يعطف هؤلاء على شعره، حتى في نسيبه وغزله اللذين كان يحافظ فيهما على الوقار والجد. ونفس النغمة الحزينة الشاكية التي تجلل معظم شعره تعتبر عاملا مهما في هذا السبيل وانصراف الكثيرين عنه. اما العلماء والنقاد فيبدو انهم لم يجدوا في شعره من المشكلات والمعضلات ما وجدوه في شعر أبي الطيب وأبي العلاء بما يشغلهم به. كما أن شخصيته كرئيس ديني وعالم من علماء البيان والفقه والتفسير طغت على شخصيته شاعرا.
ولعل الرضي، لو كان شاعرا متفرغا للشعر وقرضه، سالكا في حياته ومذهبه وطريقته طريقا غير الطريق الذي التزمه والزم به نفسه وسلوكه وشعره، لكان له شان آخر بين شعراء هذه الفترة وعلى رأسهم المتنبي والمعري، ولنال اهتماما أكبر عند من أرخوا لتاريخ الأدب العربي. 534:
أبو الحسين محمد بن الحسين النقيب بن علي الأحول بن الحسين بن زيد النسابة بن علي بن الحسين بن زيد بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب في عمدة الطالب: كان جليلا خيرا دينا كريما له مكارم وفضائل ولا بقية له من الذكور. 535:
الشيخ محمد حسين ابن الشيخ محسن ابن الشيخ علي شمس الدين ولد سنة 1280 وتوفي سنة 1343 في قرية مجدل سلم.
كان فاضلا شاعرا أديبا ظريفا، في الطليعة من شعراء جبل عامل وفضلائه.
شعره كان العامليون قد ألفوا زيارة يوشع في النصف من شعبان كل عام فيذهبون اليه جموعا من كل القرى حيث يحيي الشبان منهم حلقات الرقص القروي فتيات وفتيانا فلم يكن هذا النوع من الزيارة يرضي المترجم فقال في احدى السنين هذه الأبيات من قصيدة معرضا ببعض من حضر الزيارة:
بئس الزيارة أيها السفهاء * رقص وفعل فواحش وغناء لا دين يمنعكم ولا شرف ولا * لكم إذا ذكر الحياء حياء أصبحتم بين الطوائف سبة * فعليكم وعلى العقول عفاء جئتم لحضرة يوشع زواره * ان الزيارة خشية وبكاء لو كان يوشع حاضرا ما بينكم * لاستأصلتكم غارة شعواء لا دينكم يرضى بفعلكم ولا * ترضى به العلماء والعقلاء يا جند إبليس الخبيث رويدكم * سيصيبكم من ربكم أسواء قل للذين تمجوزوا وتدففوا * منكم جميع الأنبياء براء فترى الرجال مع النساء ففرخة * في كف ديك والديوك رعاء أبدلتم الشرف الرفيع بجزمة * أفهكذا أوصتكم الآباء وقال:
من كان همته الدنيا وزخرفها * ولم يكن عاملا للعلم في الدين فإنما هو شيطان وعمته * أحبولة الصيد من مال المساكين يشكو إلى الناس فقرأ لا يفارقه * وفي خزائنه أموال قارون وقال مخمسا لها:
سجية العلماء السوء أعرفها * ان أبدعوا بدعة قالوا نحرفها فقل لهم والمساوي لا أكشفها * من كان همته الدنيا وزخرفها ولم يكن عاملا للعلم في الدين تغر بالسوء اهل الوسع كمته * بلى وأوسع من كميه ذمته وكل من صرفت في المكر همته * فإنما هو شيطان وعمته أحبولة الصيد من مال المساكين وماتت له فرس فرثاها بأبيات منها:
قد كان لي مما أقلته الثرى * جرداء تكتال من الطير علف تنشر ما لفت ومن اسراعها * تخالها تنصاع من نشر ولف تسبق للغابات كالسهم انبرى * من كبد القوس إلى قلب الهدف تبدو وتخفى بين وهد وربى * ايماضة البرق يضي وينخطف وكان بين كامل بك الأسعد وشبيب باشا الأسعد نزاع على الزعامة في جبل عامل وكان الشيخ محمد حسين شمس الدين يميل إلى شبيب باشا والشيخ علي مهدي شمس الدين يميل إلى كامل بك وكان شبيب باشا نظم قصيدة يشكو بها صروف الزمان ويعرض بكامل بك فرد عليه الشيخ علي مهدي بقصيدة تعرض له فيها بالهجاء المقذع فرد عليه الشيخ محمد حسين بهذين البيتين وكان الشيخ علي اقرع الرأس:
إذا ما التقى الليثان في حومة الوغى * وكان على كل جرئ مشيع فمن سفه ان ينبح الكلب ضيغما * وينطح ذوارق لدى الروع اقرع ولما اشتد النزاع بين كامل بك وشبيب باشا وقعت بين أهالي الطيبة مقر كامل بك وبين أهالي تبنين مقر شبيب باشا وقائع شملت قرى أخرى فأرسل المترجم إلى كامل بك:
يا غيث عامل في السنين * وامن عامل في المخاوف هذي البلاد على شفا * جرف وسيل الشر جارف يخشى تدمرها فقد * عصفت بعقوتها العواصف لا تسلمن بها الرؤوس * من الرجال ولا الزعانف ووراء بارقة الشرور * قواصف تحدو قواصف ولربما صدقت بروق * غمامة واليوم صائف وسافر مرة إلى العراق للزيارة بقربه كان يؤمل ان يبره بعض من فيها فلم ينل شيئا ولما ودعه قرأ في أذنه: ان الذي فرض عليك القرآن لرادك وبعد وصوله إلى العراق أرسل هذه الأبيات:
ملأتم لدى التوديع مني مسامعي * وأملقتم مما علمتم أصابعي سأنفق من اذني في كل عسرة * علي ففي اذني جم المنافع إذا لم أنل من سيد القوم بلغة * فعذر سواه كالنجوم الطوالع

نام کتاب : أعيان الشيعة نویسنده : الأمين، السيد محسن    جلد : 9  صفحه : 224
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست