responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : أعيان الشيعة نویسنده : الأمين، السيد محسن    جلد : 9  صفحه : 215

وقال:
وقائلة أرى منك المحيا * يجل عن المحاسن والجمال وشخصك للغنى أضحي عدوا * وحالك في الخصاصة شر حال وتهجو من تشاء من الغواني * وتهزأ بالكثير من الرجال فقلت لها عداك الفهم اني * بقولك يا أميمة لا أبالي يسود المرء في أدب وعلم * وليس يسود في حسن ومال فكم في الأغنياء أدلى وجوه * وسام غضة بيض صقال تراهم صامتين لضعف فهم * بأندية المعارف كالبغال وكم عبد فقير ذي علوم * يعلق في رؤوسهم المخالي وقال في المؤلف:
لا ترى في علماء المسلمين * عالما كالمحسن السامي الأمين سيد يعزى إلى خير الورى * وبنيه الطيبين الطاهرين ملأ الأقطار من تأليفه * باذلا للنفس في علم ودين ولقد أحسن في تصنيفه * فجزاه الله اجر المحسنين ولعمري انه في عصرنا * زينة للعلماء العاملين وقال هذه القصيدة يصف بها أحوال اهل الحرث وأهل المدن وأهل البادية، وقد نظمها سنة 1337 بعد رجوعه من رحلة إلى بصرى في حوران:
أ جيل بهذا الكون طرفي فلا أرى * كحالة اهل الحرث في سائر القرى إذا ما أتى فصل الشتاء وأبطأت * سحائبه، والغيث عنهم تأخرا يقولون عند الله لم يبق رحمة * سنفنى بهذا العام من قلة القرى وحين يرون المعصرات هواطلا * ووجه الثرى اضحى بحارا وأنهرا يقولون ان الله جل جلاله * يريد بهذا العام ان يغرق الورى!
كذاك إذا جاء السحاب عليهم * باخر أيام الشتاء وأمطرا يقولون جاء الصيف والزرع لم يزل * بغيطانه من كثرة الغيث أخضرا وفي الصيف ان جاءت غيوم كثيرة * يقولون هذا الوقت لم قد تغيرا وإن جاء حر لا نرى الشخص منهم * من الحر إلا شاكيا متضجرا ويأتي الهوا الشرقي في القيظ مدة * فيغدو لعيش الكل منهم مكدرا يقول الفتى الفلاح منهم إذا أتى * من الحرث عند العصر أشعت أغبرا هنيئا لأهل المدن إذ ليس عندهم * مدى الدهر أشغال سوى البيع والشرا فهذي على طول المدى كلماتهم * فيا رب هب لي من لدنك التصبرا!
وإن كنت تبغي وصف حالة عيشهم * فسلني تجدني بالحقيقة مخبرا ترى كل فلاح يمر زمانه * ويمضي ولا تلقاه إلا مشمرا وقد يتمنى الموت في البرد غالبا * إذا الماء من صم الصخور تفجرا وقد يتمناه إذا الحر مسه * وجار عليه واغتدى متسعرا يبيع من الغلات في كل موسم * كثيرا وتلقاه مدى الدهر معسرا وأحوال دنياه تراها تأخرت * إذا ثوره يوما عن الحرث قصرا وليس له هم بدنياه كلها * سوى الحرث مهما عاش فيها وعمرا تراه مدى الأيام في خلواته * بأحوال مزروعاته متفكرا فان أقبلت تلقاه أظهر عزة * وفاق بأنواع التبختر عنترا...
وإن أدبرت تلقاه في كل عامه * كئيبا لأنواع المذلة مظهرا وعن جلساه ان تسلني، فإنه * مدى العمر في كل المجالس لا يرى!
على أن حنجولا ونوار صنوه * لقد أغنياه عن معاشرة الوزى!...
وانك مهما قلت فيه فقد حوى * فضائل طول الدهر لن تتغيرا تراه بأثواب الدراويش قد غدا * لأعضائه بين الأنام مسترا ويأكل من جنس الطعام ببيته * مع الأهل والأولاد مهما تيسرا واما دعي يوما لاسعاف معدم * ضعيف معاذ الله ان يتأخرا وان جاءه الأضياف في كل ليلة * فحاشاه ان يرتاع أو يتكدرا يجيئون أفواجا فيلقون داره * مفتحة الأبواب محلولة العرى ويلقون عند العصر قدرا مركبا * على النار مملوءا طبيخا محمرا فيأتيهم وقت العشاء بقصعة * مجمعة تكفي من الناس عسكرا!
فما بال اهل المدن لم يتعلموا * سماحة سكان الرساتيق والقرى!
لقد بخلوا حتى كأني ببعضهم * يرون العطايا والضيافة منكرا أولئك قوم يرهبون ضيوفهم * كما ترهب الأقوام من أسد الشري!
أ لم تنظر الأبواب من كل دورهم * بتحصينها قد شابهت باب خيبرا؟
فان دقها الأضياف لا يفتحونها * وقد حدودها خيفة ان تكسرا ينادون في الأسواق من كل جانب * الأهل غريب جائع يشتهي القرى وإن أطعموه وقعة يسلبونه * من المال ما يكفيه للأكل أشهرا...!
وان كان فيهم ذو سخاء فإنه * يعد سخيا في المدينة مضمرا يجود وصحن الفول غاية جوده * وليس بمعذور إذا ما تعذرا أناس إذا ما أصبح الشخص منهم * تراه على المرآة اضحى مبكرا فيجدل شعر الرأس من بعد غسله * ومن بعد ذا يسقيه ماء معطرا ويمضي لنيل الأنس في وسط قهوة * بها غضب الرحمن اضحى مقررا فيصحبه الشيطان فيها وربما * سقاه من المشروب ما كان مسكرا ويسرف فيها بالقمار فيغتدي * على ماله بين الورى متحسرا وتلقاه كالمجنون ينفض ثوبه * إذا ما مشى كي لا يراه مغبرا كذا يمسح الطربوش في كل ساعة * ليبقى نقي الشكل واللون احمرا فهذي صفات الأكثرين لأننا * نرى فيهم اهل الجهالة أكثرا عسى الله ربي ان يتوب عليهم * ويعفو عمن تاب منهم ويغفرا وفيهم رجال مسلمون إذا غدا * مؤذنها عند الصباح مكبرا تراهم أفاقوا للصلاة وغيرهم * إلى الظهر يبقى لا يفيق من الكرى تحن إلى تقوى الإله نفوسهم * ولا تشتهي في العمر خمرا وميسرا وفيهم مسيحيون يخشون ربهم * وقد صعدوا في المكرمات إلى الذرى وكم فيهم تلقى طبيبا وكاتبا * أديبا بأحوال الورى متبصرا إذا قيل اهل البدو أحسن، أم هم * أقول لهم أين الثريا من الثرى!
لحى الله سكان القفار فإنني * لقد رحت في أوصافهم متحيرا فان قلت هم اهل السماحة والندى * أرى البخل أمسى في الجميع مؤثرا وكل امرئ منهم أراه إذا دعي * إلى البذل عن عاداته متغيرا وان قلت أنواع الشجاعة كلها * بها ذكرهم في الكتب اضحى مسطرا أرى عزمهم بالحرب في كل موقف * كليل عن العهد القديم مقصرا وان قلت قد حاز الفصاحة لفظهم * أراه بهذا العصر اضحى مكسرا ولست أرى فيهم سوى كل خامل * تردى بثوب أزرق وتأزرا


[1] حنجول ونوار من أسماء البقر عند الفلاحين.

نام کتاب : أعيان الشيعة نویسنده : الأمين، السيد محسن    جلد : 9  صفحه : 215
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست