responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : أعيان الشيعة نویسنده : الأمين، السيد محسن    جلد : 9  صفحه : 113

لها حتى يفضلوا غيرهم وتفضل بهم مدينتهم، ذلك بان من شان العلم بهذه الأشياء، أن يجعلهم حكماء فضلاء سعداء، بقدر ما يجعل الجهل بها من غيرهم من أهل المدن الأخرى سفهاء أدنياء أشقياء، فالسبب الأول، والأشياء المفارقة للمادة، والجواهر السماوية، والأجسام الطبيعية، وكون الانسان، وكيف تحدث قوى النفس وكيف يفيض عليها العقل الفعال من ضوئه وكيف يكون الوحي، والرئيس الأول والرؤساء الذين ينبغي أن يخلفوه إذا لم يكن موجودا في وقت من الأوقات، والمدينة الفاضلة وأهلها، والسعادة التي تصير إليها أنفسهم والمدن المضادة، للمدينة الفاضلة وما تصير إليه أنفس أهلها بعد الموت... كل أولئك أشياء يشترك أهل المدينة الفاضلة في معرفتها، وهم في معرفتهم لها درجات بعضها فوق بعض:
حكماء المدينة الفاضلة ويعرفونها ببراهين عقولهم وبصائر نفوسهم، وطائفة هي دون أولئك وهؤلاء، ويعرفون هذه الأشياء بمثالاتها التي تحاكيها، لا بحقائقها التي هي عليها، لأن أذهانهم لا تستطيع أن تدرك ما وراء المثالات والمحاكيات من الحقائق والمعقولات. هذا من الناحية النظرية، أما من الناحية العملية فلا بد من أن يصطنع أهل المدينة الفاضلة ما يطلق عليه الفارابي اسم الخشوع، وهو عنده مرآة التدين في هذه المدينة التي يعني فيلسوفنا الصوفي بان يقيمها على دعائم روحية بقدر ما يقيمها على دعائم عقلية. وهو يعني بالخشوع الايمان بالله، وبان للعالم إلها يدبره، وبان الروحانيين مدبرون ومشرفون على جميع الأفعال، كما أنه يعني به تعظيم الاله، والصلاة التسبيح والتقديس له. فهذه كلها أشياء إذا أقبل عليها الانسان وفعلها، وانصرف عن كثير من الخيرات التي يشتاق إليها في هذه الحياة، وراض نفسه بتلك الأشياء، وواظب عليها، فهنالك يعوض ويكافأ بخيرات عظيمة تتحقق له بعد الموت، وذلك على خلاف ما إذا لم يتمسك بشئ من هذه الأشياء التي تصرفه عن الخيرات الدنيا وتجلب له الخيرات العليا، فإنه عندئذ يعاقب بعد موته بشرور عظيمة تلحقه في حياته الآخرة.
وهكذا يتصور الفارابي أهل المدينة الفاضلة، ويصورهم في هذه الصورة المثالية التي تمثلهم قوما متعقلين متأملين، ومتدينين متخلقين، لا يحيون لدنياهم وحدها، وإنما يحيون لها ولأخراهم أيضا، ويجعلون من حياتهم في الدنيا زادا لحياتهم في الأخرى، وتلك لعمري هي أكمل صورة لأفضل حياة في خير أمة. ولو قد حاول كل فرد من أفراد المدينة الواحدة، وكل مدينة من المدن المختلفة، أن يحقق هذه المبادئ العقلية والدينية والأخلاقية والروحية، في الحياة الفردية والاجتماعية، لنعمت الانسانية كلها بحياة قوامها الحق والخير والسعادة، وغايتها الأمن والفوز والنجاة. 217:
أبو عبد الله محمد بن عبد الله الكاتب البصري المعروف بالمفجع توفي سنة 350 بالبصرة عده ابن شهرآشوب في المعالم من شعراء أهل البيت المقتصدين فقال في باب الألقاب من المعالم: المفجع محمد بن أحمد بن عبد الله له: المنقذ وكتاب قصيدته في أهل البيت ع وقال في معجم الشعراء: لقب بالمفجع لبيت قاله من شعره:
زفرات تقتادني عند ذكراك * وذكراك ما تريم فؤادي وسروري قد غاب عني مذ * غبت فهل كنتما على ميعاد حاربتني الأيام فيك بنصلين * بسيف النوى وسهم البعاد ليس لي مفزع سوى عبرات * من جفون مكحولة بالسهاد وله قصيدة الأشباه تناهز 300 بيت منها:
أيها اللائمي بحبي عليا * قم ذميما إلى الجحيم خزيا أ بخير الأنام فندت لا زلت * مذودا عن الهدى مزويا أشبه الأنبياء كهلا وزولا * وفطيما وراضعا وغذيا كان في علمه كآدم إذ علم * شرح الأسماء والمكنيا وكنوح نجا من الهلك لما * سار في الفلك إذ علا الجوديا وجفا في رضا الاله أباه * واجتواه وعده أجنبيا كاعتزال الخليل آزر في الله * وهجرانه أباه مليا ودعا قومه فامن لوط * أقرب الناس منه رحما وريا وعلي لما دعاه أخوه * سبق الحاضرين والبدويا وله من صفات إسحاق حال * صار في فعلها لإسحاق سيا صبره إذ يتل للذبح حتى * ظل بالكبش عنده مفديا وكذا استسلم الوصي * لأسياف قريش إذ بيتوه عشيا فوقى ليلة الفراش أخاه * بأبي ذاك وافيا ووليا وله من أبيه ذي الأيد اسما * عيل شبه ما كان عني خفيا أنه عاون الخليل على الكعبة * إذ شاد ركنها المبنيا ولقد عاون الوصي حبيب الله * إذ يغسلان منه الصفيا رام حمل النبي كي يقطع الأصنام * من سطحها المثول الخبيا فمناه ثقل النبوة حتى * كاد يناد تحته مثنيا فارتقى منكب النبي علي * صنوه ما أجل ذا المرتقيا فأناط الأوثان عن طاهر الكعبة * ينفي الرجاس عنها نفيا ولو أن الوصي حاول مس النجم * بالكف لم يجده قصيا إلى أن يقول:
وله خلتان من زكريا * فهما غاظتا الحسود الغويا كفل الله عز مريم إذ كا * ن تقيا وكان برا صفيا فرأى عندها وقد دخل المحراب * من ذي الجلال رزقا هنيا وكذا كفل الاله عليا * خيرة الله وارتضاه رضيا خيرة بنت خيرة رضي الله * لها الخير والامام كفيا وله من صفات يحيى محل * لم أغادره مهملا منسيا إن رجسا من النساء بغيا * كلفت قتله كفورا شقيا وكذاك ابن ملحم فرض الله * له اللعن بكرة وعشيا كان داود سيف طالوت حتى * هزم الخيل واستباح العديا وعلي سيف النبي بسلع * يوم اهوى بعمرو المشرفيا وهل من مراتب الروح عيسى * رتب زادت الوصي مزيا ضل فيه حزبان غال وقال * لم يسيرا له الطريق السويا مثل ما ضل بابن مريم ضربا * ن من المسرفين جهلا وغيا وله في غلام مغن جدر:
يا قمرا جدر حين استوى * فزاده حسنا وزالت هموم كأنما غنى لشمس الضحى * فنقطته طربا بالنجوم وقال في أبي الحسن محمد بن عبد الوهاب الزينبي الهاشمي يمدحه:
للزينبي على جلالة قدره * خلق لطعم الماء غير مزند

نام کتاب : أعيان الشيعة نویسنده : الأمين، السيد محسن    جلد : 9  صفحه : 113
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست