responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : أعيان الشيعة نویسنده : الأمين، السيد محسن    جلد : 8  صفحه : 389

وأعلا مراتبهم في داري الدنيا والآخرة وشهد بفضلهم الإنس والجان والصلاة والسلام الاتمان الأكملان على سيدنا محمد سيد ولد عدنان المخصوص بجوامع الكلم الحسان وعلى آله وأصحابه أهل اللسن واللسان والساحبين ذيول الفصاحة على سحبان وعلى تابعيهم ومن اتبعهم باحسان ما اختلف الجديدان وأضاء القمران.
أما بعد فقد وهبت الست فاطمة أم الحسن أخويها أبا طالب وأبا القاسم عليا سلالة السعيد الأكرم والفقيد الأعظم عمدة الفخر وفريد الدهر عين الزمان ووحيده محيي مراسم الأئمة الطاهرين سلام الله عليهم أجمعين مولانا شمس الملة والحق والدين محمد بن أحمد بن حامد بن مكي قدس سره المنتسب لسعد بن معاذ سيد الأوس قدس الله أرواحهم جميع ما يخصها من تركة أبيها في جزين وغيرها هبة شرعية ابتغاء وجه الله تعالى ورجاء لثوابه الجزيل وقد عوضا عليها كتاب التهذيب للشيخ رحمه الله وكتاب المصباح له وكتاب من لا يحضره الفقيه و كتاب الذكرى لأبيهم رحمه الله والقرآن المذهب المعروف بهدية علي بن المؤيد وقد تصرف كل منهم والله الشاهد عليهم وذلك في اليوم الثالث من شهر رمضان المعظم قدره الذي هو من شهور ثلاث وعشرين وثمانمائة والله على ما نقول وكيل. وعلى رأس الورقة توقيع الشيخ حسن بن علي التوليني وختمه بماء الذهب وهذا صورة ما كتبه:
قد اتصل بي بثبوت هذه الوثيقة بين الأماجد الطاهرين وعلمت ما جرى ورقم فيها بعلم اليقين أجريت عليها بقلم الاثبات بالمشروع والمعقول وأنا أحقر الورى حسن بن علي التوليني خاتمه بماء الذهب والشهود أسفلها آخر الكتابة شهد خالهم المقدم علوان بن أحمد بن ياسر خاتمه شهد الشيخ علي بن حسين الصايغ خاتمه شهد بذلك الشيخ فاضل بن مصطفى البعلبكي خاتمه أم البنين فاطمة بنت حزام بن خالد بن ربيعة أخي لبيد الشاعر بن عامر بن كلاب بن ربيعة بن عامر بن صعصعة الكلابية زوجة أمير المؤمنين ع مر ذكر نسبها وبعض أحوالها في ترجمة ولدها العباس ابن أمير المؤمنين ع وهي من بيت عريق في العروبة والشجاعة تزوجها مولانا أمير المؤمنين ع بإشارة أخيه عقيل حين طلب منه أن يختار له امرأة قد ولدتها الفحولة من العرب ليتزوجها فتلد له غلاما فارسا وكان عقيل نسابة عالما باخبار العرب وأنسابهم فاختارها له وقال أنه ليس في العرب أشجع من آبائها ولا أفرس فتزوجها أمير المؤمنين ع فولدت له العباس ثم عبد الله ثم جعفرا ثم عثمان وكلهم قتلوا مع أخيهم الحسين ع بكربلاء وكانت شاعرة فصيحة وكانت تخرج كل يوم إلى البقيع ومعها عبيد الله ولد ولدها العباس فتندب أولادها الأربعة خصوصا العباس أشجى ندبه وأحرقها فيجتمع الناس يسمعون بكاءها وندبتها فكان مروان بن الحكم على شدة عداوته لبني هاشم يجئ فيمن يجئ فلا يزال يسمع ندبتها ويبكي. فمن قولها في رثاء ولدها العباس ما أنشده أبو الحسن الأخفش في شرح كامل المبرد:
يا من رأى العباس كر * على جماهير النقد ووراه من أبناء حيدر * كل ليث ذي لبد أنبئت أن ابني أصيب * برأسه مقطوع يد ويلي على شبلي إما * ل برأسه ضرب العمد لو كان سيفك في يديك * لما دنا منه أحد النقد نوع من الغنم قصار الأرجل قباح الوجوه وزاد البيت حسنا أن العباس من أسماء الأسد. وقولها في رثاء أولادها الأربعة:
لا تدعوني ويك أم البنين * تذكريني بليوث العرين كانت بنون لي أدعى بهم * واليوم أصبحت ولا من بنين أربعة مثل نسور الربى * قد واصلوا الموت بقطع الوتين تنازع الخرصان أشلاءهم * فكلهم أمسى صريعا طعين يا ليت شعري كما أخبروا * بان عباسا قطيع اليمين فاطمة بنت الناصر الصغير أبي محمد الحسن بن أبي الحسين بن أحمد صاحب جيش أبيه الناصر الكبير أبي محمد الحسين بن علي بن الحسين بن علي بن عمر بن علي السجاد زين العابدين بن الحسين السبط الشهيد ابن أمير المؤمنين علي بن أبي طالب ع والدة الشريف الرضي والمرتضى توفيت في ذي الحجة سنة 385 كانت من جليلات النساء وفضلياتهن رأى المفيد في منامه أن فاطمة الزهراء ع دخلت عليه مسجده ومعها ولداها الحسن والحسين ع، فقالت له يا شيخ خذ ولدي هذين وعلمهما الفقه، فلما أفاق تعجب من ذلك، وذهب في صبيحة ذلك اليوم إلى مسجده الذي يدرس فيه فدخلت عليه فاطمة بنت الناصر ومعها ولداها المرتضى والرضي وقالت له يا شيخ خذ ولدي هذين وعلمهما الفقه، ففتح الله عليهما من أبواب العلوم ما شاع ذكره، ولما توفيت رثاها ولدها الشريف الرضي بقصيدة مذكورة في ديوانه نذكر بعضها لأن فيه دلالة على صفاتها الحميدة وأفعالها المجيدة أولها:
أبكيك لو نقع الغليل بكائي * وأقول لو ذهب المقال بدائي يقول فيها:
ما كنت أذخر في فدائك رغيبة * لو كان يرجع ميت بفداء لو كان يدفع ذا الحمام بقوة * لتكدست عصب وراء لوائي فارقت فيك تماسكي وتجملي * ونسيت فيك تعززي وإبائي

نام کتاب : أعيان الشيعة نویسنده : الأمين، السيد محسن    جلد : 8  صفحه : 389
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست