responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : أعيان الشيعة نویسنده : الأمين، السيد محسن    جلد : 8  صفحه : 373

مبلغ. قال النبي ص صبرا أبا اليقظان. اللهم لا تعذب أحدا من آل عمار بالنار. ويقال انه ص كان يمر بهم فيدعو بقوله صبر آل ياسر موعدكم الجنة. اللهم اغفر لآل ياسر وقد فعلت.
وقد لوحظت آثار النار واضحة على ظهر عمار حتى أواخر حياته.
وروي ان عمار جاء النبي فقال له النبي: ما وراءك قال عمار:
شر يا رسول الله، ما تركت حتى نلت منك وذكرت آلهتهم بخير، فقال النبي ص كيف تجد قلبك؟ قال عمار مطمئنا بالايمان، قال النبي ص فان عادوا فعد.
ثم نزلت الآية الكريمة في اقرار هذا اللون من الدعوة وامضاء ما فعله عمار أمام أعدائه بقوله تعالى من كفر بعد ايمانه الا من أكره وقلبه مطمئن بالايمان، ولكن من شرح بالكفر صدرا فعليهم غضب الله ولهم عذاب عظيم.
وبموجب هذه الآية أقر مبدأ التقية في تشريع الاسلام، وأيد الرسول مثل هذا التظاهر باللسان.
قتل في صفين وكان عمره أربعا وتسعين سنة، وهو من السابقين الأولين كما تقدم، هاجر الهجرتين إلى الحبشة والمدينة وصلى إلى القبلتين وشهد بدرا واحدا وبيعة الرضوان وجميع المشاهد مع رسول الله ص وأبلى بلاء حسنا، وهو في كل الوقائع من المقدمين في الجيش، ويوم ثار مسيلمة الكذاب ثم قضي عليه يوم اليمامة كان عمار من رجال ذلك اليوم المعدودين الذي انتصر فيه المسلمون على المرتدين. روى الواقدي عن عبد الله بن عمر قال: رأيت عمارا يوم اليمامة على صخرة وقد أشرف عليها يصيح يا معشر المسلمين أ من الجنة تفرون أنا عمار بن ياسر هلموا إلي، وأنا أنظر إلى أذنه قد قطعت فهي تذبذب وهو يقاتل أشد قتال.
كان عمار آدم طوالا مضطربا أشهل العينين بعيد ما بين المنكبين.
قال ابن عبد البر ان عمارا قال كنت تربا لرسول الله في سنة، لم يكن أحد أقرب إليه مني.
وعمار اسم ميمون، قال في القاموس: العمار الكثير الصلاة والصيام والقوي الايمان الثابت في أمره والطيب الثناء والطيب الروائح والمجتمع الامر إلى آخر ما قال، وأخرج ابن عبد البر في الاستيعاب:
استأذن على رسول الله يوما فعرف صوته فقال: مرحبا بالطيب ابن الطيب ائذنوا له. وقد أجمع أهل التفسير ان قوله تعالى: الا من أكره وقلبه مطمئن بالايمان نزل في عمار بن ياسر إذ أنه اعطى المشركين بلسانه ما أرادوا مكرها فقال قوم يا رسول الله ان عمارا كفر فقال الرسول ص كلا ان عمارا ملئ ايمانا من قرنه إلى قدمه واختلط الايمان بلحمه ودمه، وجاء عمار إلى رسول الله وهو يبكي فقال النبي ما وراءك؟ فقال شر يا رسول الله ما تركت حتى نلت منك وذكرت آلهتهم بخير، فجعل رسول الله يمسح عينيه ويقول: ان عادوا لك فعد لهم بما قلت: وتواترت الأحاديث عن النبي ص أنه قال لعمار بن ياسر: ويح عمار تقتله الفئة الباغية يدعوهم إلى الجنة ويدعونه إلى النار، ووردت في فضله أحاديث كثيرة منها قول النبي ص: عمار جلدة بين عيني.
وقال ابن عبد البر: كتب عمر إلى أهل الكوفة: إما بعد فاني بعثت إليكم عمارا أميرا وعبد الله بن مسعود معلما ووزيرا وهما من النجباء من أصحاب محمد ص فاسمعوا لها واقتدوا بهما، وروي عن عائشة انها قالت:
قال رسول الله: كم ذي طمرين لا يؤبه له لو أقسم على الله لأبره منهم عمار بن ياسر.
وروى النسائي في الخصائص بسنده عن أم سلمة ان رسول الله قال لعمار تقتلك الفئة الباغية. وبسنده عن أم سلمة قالت لما كان يوم الخندق وهو يعاطيهم اللبن وقد أغبر شعر صدره فوالله ما نسيت وهو يقول: اللهم ان الخير خير الآخرة فاغفر للأنصار والمهاجرة وجاء عمار فقال ابن سمية تقتله الفئة الباغية وبسنده عن حنظلة بن خويلد كنت عند معاوية فاتاه رجلان يختصمان في رأس عمار يقول كل واحد منهما أنا قتلته، فقال عبيد الله بن عمر يطيب أحدكما نفسا لصاحبه فاني سمعت رسول الله ص يقول تقتلك الفئة الباغية. وروى نصر بن مزاحم في كتاب صفين ان أمير المؤمنين ع لما أراد المسير إلى صفين دعا من كان معه من المهاجرين والأنصار فاستشارهم فقام فيمن قام عمار بن ياسر فذكر الله بما هو أهله وحمده وقال يا أمير المؤمنين ان استطعت أن لا تقيم يوما واحدا فاشخص بنا قبل استعار نار الفجرة واجتماع رأيهم على الصدود والفرقة وادعهم إلى رشدهم وحظهم فان قبلوا سعدوا وان أبوا الا حربنا فوالله ان سفك دمائهم والجد في جهادهم لقربة عند الله وهو كرامة منه وروى نصر في كتاب صفين ان عمار بن ياسر قال لما ظهر من أبي زينب بن عوف بعض الشك حين عزم أمير المؤمنين ع على المسير إلى صفين:
أثبت أبا زينب ولا تشك في الأحزاب عدو الله ورسوله، وخرج عمار وهو يقول:
سيروا إلى الأحزاب أعداء النبي * سيروا فخير الناس أتباع علي هذا أوان طاب سل المشرفي * وقودنا الخيل وهز السمهري وحمل يوم صفين وهو يقول:
صدق الله وهو للصدق أهل * وتعالى ربي وكان جليلا رب عجل شهادة لي بقتل * في الذي قد أحب قتلا جميلا مقبلا غير مدبر ان للقتل * على كل ميتة تفضيلا انهم عند ربهم في جنان * يشربون الرحيق والسلسبيلا من شراب الأبرار خالطة المسك * وكأسا مزاجهما زنجبيلا وبسنده عن النبي ص انه رآهم يحملون حجارة المسجد فقال ما لهم ولعمار يدعوهم إلى الجنة ويدعونه إلى النار وبسنده قال لقد ملئ عمار ايمانا إلى مشاشه وبسنده عن النبي ص ان الجنة لتشتاق إلى ثلاثة: علي وعمار وسلمان وبسنده لما بني المسجد جعل عمار يحمل حجرين حجرين فقال له رسول الله ص يا أبا اليقظان لا تشقق على نفسك قال يا رسول الله اني أحب ان أعمل في هذا المسجد ثم مسح على ظهره ثم قال إنك من أهل الجنة تقتلك الفئة الباغية وروى نصر في كتاب صفين بسنده عن عبد خير الهمداني قال نظرت إلى عمار بن ياسر يوما من أيام صفين رمي رمية فأغمي عليه ولم يصل الظهر والعصر والمغرب ولا العشاء ولا الفجر ثم أفاق فقضاهن جميعا يبدأ بأول شئ فاته ثم التي تليها. وفيه بسنده عن حذيفة بن اليمان سمعت رسول الله ص يقول ابن سمية لم يخبر بين أمرين قط الا اختار أرشدهما يعني عمارا فالزموا سمته قال وفي حديث

نام کتاب : أعيان الشيعة نویسنده : الأمين، السيد محسن    جلد : 8  صفحه : 373
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست