responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : أعيان الشيعة نویسنده : الأمين، السيد محسن    جلد : 8  صفحه : 318

ابني من يخطب عليه يدرع * صبرا لها ليعد من أكفائها ابني ان علية ابنة مالك * حب القلوب أقل مهر نسائها نبئت ان علية في خدرها * كالبدر يجلى في دجن سمائها نبئت ان علية في خدرها * محجوبة والناس تحت ردائها فاصمد لها فلكم رمت ذا مرة * قصرت خطاه عن بلوع خبائها ودع الكرى ان الكرى من دائه * واسهر فديتك فهو عين دوائها وارهن لها نفسا تعز فإنما * عين الحياة الموت تحت لوائها لله قوم أدلجوا لطلابها * حمدوا السرى مذ أصبحوا بفنائها فاجابه ولده الشيخ علي المترجم:
أأباه اني مذ نظرت عليه * أضمرت في نفسي دخول خبائها أأباه ان علية ابنة مالك * قد أحرقت كبدي بحسن بهائها أأباه اني مذ أنيط تمائمي * كنت المشوق لوصلها ولقائها كم جرعت قلبي بكأس صدودها * ولكم شربت الكاس من صهبائها فسأخطبن علية من أهلها * علما باني اليوم من اكفائها وسأركبن إلى علية صعبة * كالريح إذ عصفت على بطحائها وسأصمدن لها واجعل مهرها * نفسا تعز على بدور سمائها واهين نفسا طالما كرمتها * لاكون حامل ثقلها ولوائها ولقد سالت الناس عن أحوالها * قالوا أبوك مشيد لبنائها كانت علية قلبه محجورة * وبه الوفود تكثرت فنائها فاهنا بها إذ كنت ممن أدلجوا * لسراتها بصباحها ومسائها وانعم أبي عينا فاني أرتجي * برضاك ان أغدو أبا أبنائها السيد علي ابن السيد محمد الأمين ابن السيد أبي الحسن موسى ابن السيد حيدر ابن السيد احمد جد مؤلف الكتاب الأدنى لأبيه.
كان عالما من فحول العلماء المحققين وعظماء الفقهاء المدققين انتهت إليه الرياسة في البلاد العاملية وجمع بين الرياستين الدينية والدنيوية وكان زاهدا ورعا تقيا متواضعا عالي النفس رفيع الهمة مهيبا عند الحكام والامراء وجميع الخلق جريا على الحكام عظيما في نفوسهم قرأ في صغره النحو والصرف والمنطق والبيان وغيرها في جبل عامل على علمائها ففاق اقرانه وظهرت عليه خمائل النباهة والنجابة ثم لما حدثت فتنة الجزار ووضعه أبوه رهينة عند الجزار كما فصل في ترجمة أبيه جعل يختلف إلى حاشية الجزار حتى اتصل بشاب مقارب له في السن يقال له عبد الله بك بن علي باشا الخوندار وهو الذي صار أميرا على عكا بعد ذلك ودعي عبد الله باشا، كان مع أمه في عكا وعنده خزانة كتب فاطلع الجد عليها وأنس به وتأكدت المودة بينهما وجعل يدخل معه إلى دار الحرم وأحبته أمه لمحبة ولدها إياه فجعل يطالع في تلك الكتب وأخذ ولدها يقرأ عليه وكان ممن مارس العلم فقرأ عليه في المنطق حاشية ملا عبد الله على تهذيب التفتازاني وكان الجد فرع من قرائتها قبل مجيئه لعكا وفي غيره من العلوم فلم يزل يقرأ عليه حتى رجع أبوه السيد محمد الأمين بأداء ما طلبه الجزار وأخرجه من عكا. ثم إنه سافر إلى العراق مع أخيه السيد حسن ابن السيد محمد الأمين واشتغلا بطلب العلوم حتى صارا ممن يشار إليهما بالبنان وقرأ الجد في النجف على العلامة السيد جواد صاحب مفتاح الكرامة وعلى السيد علي الطباطبائي صاحب الرياض وعلى الشيخ جعفر الجناجي صاحب كسف العطاء وكان له اتصال تام بالشيخ جعفر وأولاده وعلى المحقق الشيخ أسد الله التستري الشهير صهر الشيخ جعفر على ابنته وعلى السيد عبد الله شبر وعلى غيرهم من فحول العلماء حتى بلغ الغاية في جميع العلوم إلى درجة الاجتهاد فرجع إلى البلاد العاملية فعلا ذكره وانتشر صيته وصار مرجع الكل في الكل وقصدته طلاب العلم من كل صوب وامتلأت شقراء بطلاب العلوم وكان الجزار قد هلك وولي بعده سليمان باشا ثم ولي عبد الله باشا صديق الجد في الصبا كما مر بعد سليمان باشا فوفد عليه الجد فبالغ عبد الله باشا في اكرامه واعظامه وحل عنده محلا لم يصل إليه غيره من العلماء والقضاة وغيرهم وجعل له في كل سنة ألف غرش وهي تعد في ذلك العصر مالا جزيلا وسيفا وبنشا جبة مخصوصة وعبدا ما يحبوه به من العطايا ثم إن الجد قال له ان هذا الذي تعطينيه ينقطع بموت أحدنا فأحب ان تقطعني عوضه ضيعة تكون لي ولذريتي من بعدي فقال له اختر ضيعة كثيرة الغلة فاختار قرية الصوانة فكتب له بها صكا باسم العامل في ذلك القطر فارس الناصيف وذلك في سنة 1237 شدد فيه على من خالف ذلك وانتزعها منه أو من ذريته وجعل على من يفعل ذلك لعنة الله والناس أجمعين. وأراد بعض العمال في بعض السنين اخذ الخراج منها فكتب الجد إلى الباشا في ذلك أبياتا يقول فيها:
أبيت اللعن أنت رسمت لعنا * لآخذها إلى يوم المعاد فكتب له الباشا صكا آخر بردها فردت، وهي في يد بعض ولده إلى اليوم وطالما جمع عبد الله باشا بينه وبين العلماء والقضاة في عكا فتجري بينه وبينهم أبحاث في كلها يكون له الفلج عليهم. وحكي انه اعجزهم الجواب عن بعض المسائل فقالوا له امهلنا ساعة فقال أمهلتكم إلى قيام الساعة.
وذاكرهم مرة بحضرة الباشا في آية الوضوء فاعترفوا بما يقوله بعد بحث طويل كما أشار إلى ذلك في شرحه على منظومة بحر العلوم ولا باس بايراد ما كتبه الجد في الاحتجاج لوجوب مسح القدمين دون غسلهما في شرحه على منظومة العلامة الطباطبائي لما فيه من الفوائد. قال العلامة الطباطبائي في بحث واجبات الوضوء:
ان الوضوء غسلتان عندنا * ومسحتان والكتاب معنا فالغسلتان الوجه واليدان * والمسحتان الرأس والرجلان وقال الجد رحمه الله في شرحه: اتفقت كلمة الامامية رضوان الله عليهم على أن الوضوء ثلاث غسلات وثلاث مسحات وأخبارهم بذلك متواترة معنى قولا وفعلا عن النبي ص فضلا عن الأئمة ع أصحها رواية يونس بن أبي إدريس الثقفي من طريق العامة انه رأى رسول الله ص اتى كضامة قوم بالطائف فتوضأ ومسح على قدميه وعن علي ع انه مسح على نعليه وقدميه ثم دخل المسجد وصلى عن ابن عباس أنه قال ما أجد في كتاب الله الا غسلين ومسحين وذكر انس بن مالك قول الحجاج بغسل القدمين فقال انس صدق الله وكذب الحجاج، قال الله تعالى فامسحوا برؤوسكم وأرجلكم الآية وقال الشعبي مغسولان وممسوحان وعن حذيفة قال اتى رسول الله ص سباطة قوم فبال عليها ثم دعا بماء فتوضأ ومسح على قدميه ذكره أبو عبيدة في غريبه الحديث ومنها ما روى عن أوس بن أبي أوس أنه قال رأيت النبي ص توضأ ومسح على نعليه اه العربيان الغير الساترين لظاهر القدم الذين لا يمنعان المسح على ظاهر القدمين نزل جبرائيل ع بالمسح ومنها ما روي عن ابن عباس أنه وصف وضوء رسول الله ص فمسح على رجليه وروي أنه قال في كتاب الله المسح ويأبى الناس الا الغسل وقال الوضوء غسلتان ومسحتان وقال قتادة افترض الله غسلين ومسحين إلى غير ذلك مما يطول ذكره وبه قال ابن عباس وقتادة وأنس بن

نام کتاب : أعيان الشيعة نویسنده : الأمين، السيد محسن    جلد : 8  صفحه : 318
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست