responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : أعيان الشيعة نویسنده : الأمين، السيد محسن    جلد : 8  صفحه : 214

وفضائله كثيرة انتهى. وعن الصفدي أنه قال في الوافي بالوفيات كان فاضلا ماهرا أديبا متكلما. وعن السيوطي في الطبقات عن ياقوت عن أبي القاسم الطوسي ان المرتضى توحد في علوم كثيرة مجمع على فضله مثل الكلام والفقه وأصول الفقه والأدب من النحو والشعر ومعانيه واللغة وغير ذلك وله تصانيف، وعن السيد علي خان الشيرازي في كتاب الدرجات الرفيعة أنه قال كان أبوه النقيب أبو أحمد جليل القدر عظيم المنزلة في دولة بني العباس ودولة بني بويه واما والدة الشريف فهي فاطمة بنت الحسين بن أحمد بن الحسن الناصر الأصم وهو أبو محمد الحسن بن علي بن عمر الأشرف بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب ع وهي أم أخيه أبي الحسن الرضي رضي الله عنهما، وكان الشريف المرتضى أوحد أهل زمانه فضلا وعلما وكلاما وحديثا وشعرا وخطابة وجاها وكرما إلى غير ذلك قرأ هو واخوه الرضي على ابن نباته صاحب الخطب وهما طفلان ثم قرأ كلاهما على الشيخ المفيد أبي عبد الله محمد بن محمد بن النعمان قدس سره وكان المفيد رأى في منامه ان فاطمة الزهراء بنت رسول الله ص دخلت عليه وهو في مسجده بالكرخ ومعها ولداها الحسن والحسين ع صغيرين فسلمتهما إليه وقالت علمهما الفقه فانتبه الشيخ وتعجب من ذلك فلما تعالى النهار في صبيحة تلك الليلة التي رأى فيها الرؤيا دخلت إليه المسجد فاطمة بنت الناصر وحولها جواريها وبين يديها ابناها علي المرتضى ومحمد الرضي صغيرين فقام إليها وسلم عليها فقالت له أيها الشيخ هذان ولداي قد أحضرتهما إليك لتعلمهما الفقه فبكى الشيخ وقص عليها المنام وتولى تعليمهما وانعم الله عليهما وفتح الله لهما من أبواب العلوم والفضائل ما اشتهر عنهما في آفاق الدنيا وهو باق ما بقي الدهر.
وكان نحيف الجسم حسن الصورة وكان يدرس في علوم كثيرة ويجري على تلامذته رزقا فللشيخ أبي جعفر الطوسي كل شهر اثنا عشر دينارا وللقاضي ابن البراج كل شهر ثمانية دنانير، وأصاب الناس في بعض السنين قحط شديد فاحتال يهودي على قوت يحفظ به نفسه فخطر له يوما مجلس المرتضى فاستاذنه ان يقرأ عليه شيئا من علم النجوم فاذن له وامر له بجائزة تجري عليه كل يوم فقرأ عليه برهة ثم أسلم على يده وكان قد وقف قرية على كاغد الفقهاء، وتولى نقابة النقباء وامارة الحج والمظالم بعد أخيه الرضي أبي الحسن وهو منصب والدهما وفي تاريخ اتحاف الورى باخبار أم القرى في حوادث سنة تسع وثمانين وثلاثمائة قال فيها حج الشريفان المرتضى والرضي فاعتقلهما في أثناء الطريق ابن الجراح الطائي فاعطياه تسعة آلاف دينار من أموالهما. انتهى كلام صاحب الدرجات الرفيعة باختصار وقال العلامة في الخلاصة والشيخ الطوسي في الفهرست في حقه على ما حكي عنهما: متوحد في علوم كثيرة مجمع علي فضله متقدم في علوم مثل علم الكلام والفقه وأصول الفقه والأدب من النحو والشعر واللغة وغير ذلك وله ديوان شعر يزيد على عشرين ألف بيت وقال الشيخ الطوسي في حقه أيضا أكثر أهل زمانه أدبا وفضلا متكلم فقيه جامع للعلوم كلها مد الله في عمره اه وعن الشيخ أبي جعفر محمد بن يحيى بن مبارك بن مقبل الغساني الحمصي أنه قال قد كان شيخنا عز الدين أحمد بن مقبل يقول لو حلف انسان ان السيد المرتضى كان اعلم بالعربية من العرب لم يكن عندي آثما ولقد بلغني عن شيخ من شيوخ الأدب بمصر أنه قال والله اني استفدت من كتاب الغرر مسائل لم أجدها في كتاب سيبويه وغيره من كتب النحو انتهى وعن العلامة الطباطبائي في فوائده الرجالية عظيما وصنف كتابا يقال له الثمانين وعمره ثمانون سنة وثمانية أشهر وعن القاضي التنوخي صاحب السيد المرتضى أنه قال في حقه بلغ في العلم وغيره مرتبة عظيمة قلد نقابة الشرفاء شرقا وغربا وامارة الحج والحرمين والنظر في المظالم وقضاء القضاء وبقي على ذلك ثلاثين سنة انتهى وهي مدة حياته بعد أخيه الرضي ومن العجب انه مع تقلده لهذه الأعمال ومزاولته لتلك الاشغال وحوزه تلك الأموال برز منه هذه المصنفات التي أكثرها عقليات وهذا من أعظم الكرامات ومصنفاته عديدة تستفيد الناس بها في كل زمان قال العلامة الطباطبائي وكتبه كلها أصول وتأسيسات غير مسبوقة بمثال من كتب من تقدمه.
قال الدكتور عبد الرزاق محيي الدين:
كان مما انتهيت إليه في تقدير المرتضى في ثقافته الأدبية انه كان في طليعة المفسرين للقرآن الكريم بالرأي من الشيعة فقد كان غالبهم مفسرين بالأثر من قبل ذلك، وانه كان من سابقيهم دعوة إلى فتح باب الاجتهاد في الفقه، وأسبقهم تأليفا في الفقه المقارن، وأنه كان واضع الأسس لأصول الفقه لديهم، ومجلى الفروق بينها وبين أصول العقائد لدى الشيعة وسواهم، وأنه في علم الحديث كان أول من نادى الشيعة برفض شطر كبير من الحديث وبخاصة ما كان من خبر الآحاد فيها، وكان لعمله هذا فضل كبير في تمحيص أحاديث أهل البيت وفحصها، وأنه في علم الكلام كان قرن القاضي عبد الجبار رأس المعتزلة وشيخهم الذي إليه انتهت زعامتهم في القديم والحديث، وانه في جماع ذلك كان يعتبر مجدد المذهب الشيعي الامامي وباعثه في القرن الرابع الهجري.
ولقد رأيت في المرتضى أديبا ناقدا يعتبر في طليعة الناقدين، وأديبا ناثرا يعد من خيرة الأدباء المترسلين، وأديبا شاعرا، يسلك به في الشعراء الآليين الذين يملكون المادة الصالحة، والآلة المرهفة، ولا يملكون القدرة على الانتفاع بهما من أجل تحويلها إلى بضاعة تدخل سوق الأدب فتصيب حظا بالغا من تقدير ورواج.
ويبدو من مؤلفات السيد المرتضى وبخاصة ما كان منها أديبا أنه كان قوي الحافظة، كثير الرواية والأخذ، وأنه بما اخذه من كتب القدماء، وبما رواه عن أساتذته لا يقل شانا عن المبرد وأبي علي القالي وابن الأنباري وأمثالهم، فقد وقف الرجل فيما قرأناه من أماليه وغيره على كثير من مأثور الأصمعي وابن السكيت وأحمد ابن عبيد وأبي بكر العبدي. قرأ تاريخ الطبري والبلاذري وأبي مخنف واقتبس من كتاب عيون الأخبار لابن قتيبة، والكامل للمبرد، وديوان الحماسة للبحتري، وترجم لكثير من شعراء المعتزلة والجبرية، وأطال في قصص المعمرين وأئمة الخوارج.
مناقشة ما ادعي على السيد المرتضى ويقول الدكتور محيي الدين:
1 حكى الخطيب أبو زكريا يحيى بن علي التبريزي اللغوي: أن أبا الحسن علي بن أحمد بن علي الفالي الأديب كان له نسخة من كتاب الجمهرة لابن دريد في غاية الجودة، فدعته الحاجة إلى بيعها، فاشتراها الشريف المرتضى بستين دينارا، وتصفحها، فوجد فيها أبياتا بخط بائعها:
أنست بها عشرين حولا وبعتها * لقد طال وجدي بعدها وحنيني

نام کتاب : أعيان الشيعة نویسنده : الأمين، السيد محسن    جلد : 8  صفحه : 214
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست