responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : أعيان الشيعة نویسنده : الأمين، السيد محسن    جلد : 8  صفحه : 211

من المعتبرين أو عبارة يعتد بها تشعر بذلك أو دليل مستنبط في الجملة يعول على مثله بين الفقهاء فإنما الذي شاهدناهم من الطلبة يزعمون أنه من فتاوى شيخنا الشهيد قدس الله روحه ونحن لأجل مباينة هذه الفتوى لأصول المذهب استبعدنا كونها مقالة لمثل شيخنا على غزارة علمه وثقوب فهمه لا سيما ولم نجد لهؤلاء المدعين لذلك اسنادا يتصل بشيخنا في هذه الفتوى يعتد به ولا مرجعا يركن إليه ولسنا نافين لهذه النسبة عنه رحمه الله استعانة على القول بفساد هذه الفتوى فان الأدلة على ما هو الحق اليقين واختيارنا المبين بحمد الله كثيرة لا نستوحش معها من قلة الرفيق نعم اختلف أصحابنا في مسائل قد يتوهم منها القاصر عن درجة الاستنباط ان يكون دليلا لشئ من هذه المسائل أو شاهدا عليها الخ. ويتبين لنا مما ذكره في هذه المقدمة علو شانه ورسوخ قدمه في التحقيق وانه من أجل ملوك العلم وكلامه من ملوك الكلام. وقد ألف معاصره الشيخ إبراهيم القطيفي رسالة في الرضاع رد بها على المحقق الكركي أساء فيها الأدب وتكلم بما لا يليق بالعلماء مع عدم إصابته في أكثر ما رد به ولو فرض جدلا انه مصيب في رده لكان مخطئا كل الخطا وخارجا عن طريقه أهل العلم في بذاءته. قال في أول رسالته اني وقفت في تاريخ شهر ذي الحجة الحرام آخر شهور سنة 926 على رسالة لبعض المعاصرين ألفها في الرضاع وأورد فيها مسائل زعم أن عليها الاجماع وزعم أنها ظاهرة لا تشتبه الا على من يقصر عن الاستنباط وهو كما رأيته وترى لا ينفك عن المبالغة والافراط والمتأمل المخلص عسى ان يهتدي إلى سواء السبيل فيفهم ان المبالغة بتحسين اللفظ خاصة من غير رباط كان سبب وقوفي عليها ان بعض الطلبة التمس مني قراءتها ليحصل منها فائدتها فلما ابتدأ بها رأيت مبدأها عثارا فتأملتها فإذا هي مما لا ينبغي سطره ولا يحسن بين الطلبة ذكره فأعرضت عنها اعراض من لا يؤوي منهزمها ولا يلتفت إلى نقض مبرمها ثم رأيت أن ذلك يدخل في كتمان العلم فان الشخص المنسوبة إليه قد ينسب إليه كمال الفضل من لا يظهر عليه خصوصا انه في الحل والحرمة المتعلقة بالنكاح وقد أفتى بالحل لا مقتصرا على الفتوى بل ناقلا للاجماع وهو الداهية الدهماء ولا عجب كيف لم يعرف مواقع الخلاف لأنه بمعزل عن امعان النظر واعمال الفكر وحفظ الآثار فأوجبت على نفسي تاليف هذه الرسالة وقد أحببت ان أكمل الفائدة بفوائد حسنة نفيسة واجعل بعض حشوه من جملة المباحث الخ ثم قال في مقام الرد على الكركي الذي لم يصب فيه بل كان الحق في جانب الكركي ما لفظه: ان الرجل المعاصر الذي هو عن معرفة الدقائق بل عن ادراك الحقائق قاصر تكلم هنا بكلام رث وحشو لا طائل تحته الخ. ثم قال في بعض كلامه وانظر إلى فهم هذا القاصر واعتراضه ثم وصفه بأنه قاصر عن مدارك الأحكام ثم كرر في كلامه قال المعاصر القاصر ثم قال أشهد بالله ان جهاد مثل هذا الرجل على الغلط والأغلاط في المسائل أفضل من الجهاد بالضرب بالسيف في سبيل الله ثم قال وهذا في الحقيقة نقض على الامام ع فانظر لسوء فهم هذا الرجل إلى أين يبلغ به ثم قال فكان هذا الرجل مع قصور فهمه لم يعرف اصطلاح الفن ولم يسمع ما حال أهله فيه ثم قال العجب من هذا الكلام وممن نسب صاحبه إلى الفضل فان هذا من غرائب الدهر ونوادر العمر وحيث اقتضت البلوى من تهافت الطالبين وتقادم أزمنة العالمين الجواب عنه بتحمل ذي الجواب عما لا يحتاج إلى الجواب إذ هو بالاعراض حقيق فنقول أولا ما ذكره من الاحتمال لا يليق بمن يسمع الرواية بل بمن نسي ما فيها أو عمي عنه عمى القلب فإنها لا تعمى الابصار ولكن تعمى القلوب التي في الصدور ثم قال هذا الرجل لاضطرابه لا يبالي بما قال وبما قيل ولقلة فهمه لا يدري ما أسلف ولا ما أسلفه ثم قال فانظر أيها المتأمل في حظ هذا الرجل وقلة تحصيله واستقامته ثم قال هذا الكلام من العجائب التي لم يسبق مثلها الا ان يشاء الله وانا أنبه على ما فيه ليقضي الناظر فيه حق التعجب ثم قال وهذا من المصائب في الدين التي والله ليست بهينة قال الشاعر:
مصائب دنيانا تهون وانما * مصائبنا في الدين هن العظائم وانما كانت مصيبة لان هذا الرجل * قد نسب إليه بعض الغافلين الفضل بل كماله ثم قال نعوذ بالله من غفلة ونقص وقصور توقع في مثل هذا الخ ثم قال من عرف خبط هذا الرجل لا يتعجب من مثل هذا الكلام ثم قال: هذا الرجل يخبط خبط عشواء ولا يتأمل المعنى ويعترض على الفضلاء في غير موضع الاعتراض. ثم قال لكن هذا الرجل لقوة وهمه وقصور فهمه وعدم رؤيته من طعم الفقه وأصوله الا كأضغاث الأحلام لا يبالي أين رمى الكلام ثم قال أ لا يستحي هذا الرجل من مثل هذا الكلام ثم قال وقد تأملت فرأيت أن وهمه نشأ من نهاية قصوره التي لا توصف ثم قال وما ذكره من الكلام فقد انقدح في خاطري جواب عنه حسن هو انه كثير الدعوى مفرط في الشناعة أراد الله ان يبين قصوره عن درجة الاستنباط بشهادته على نفسه وتصريحه بخبطه وقلة فهمه فان رسالته هذه لا تبلغ كراريس وقد اضطرب وخبط فيها هذا الخبط فما ظنك بها لو طالت اه فانظر واعجب إلى هذه الجرأة العظيمة من القطيفي على الشيخ علي الكركي الذي اعترف جميع العلماء بعلو مكانه حتى لقبوه بالمحقق الثاني وتداولوا تواليفه العظيمة النافعة في كل عصر وزمان وانظر كيف يصف الطائي بالبخل ما در ويعير قسا بالفهاهة بأقل.
وله قاطعة اللجاج في حل الخراج قال في أولها: لما توالى على سمعي تصدي جماعة من المتسمين بسمة الصلاح وثلة من غوغاء الهمج الرعاع اتباع كل ناعق الذين أخذوا من الجهالة بحظ وافر واستولى عليهم الشيطان فحل منهم في سويداء الخاطر لتقريض العرض وتمزيق الأديم والقدح بمخالفة الشرع الكريم والخروج عن سواء النهج القويم حيث انا لما ألزمنا الإقامة ببلاد العراق وتعذر علينا الانتشار في الآفاق لأسباب ليس هذا محل ذكرها لم نجد بدا من التعلق بالغربة لدفع الأمور الضرورية من لوازم متممات المعيشة مقتفين في ذلك الامر جمع كثير من العلماء وجم غفير من الكبراء الأتقياء اعتمادا على ما ثبت بطريق أهل البيت ع من أن ارض العراق ونحوها مما فتح عنوة بالسيف لا يملكها مالك مخصوص بل هي للمسلمين قاطبة يؤخذ منها الخراج والمقاسمة ويصرف في مصارفه التي بها رواج الدين بأمر امام الحق من أهل البيت ع كما وقع في أيام أمير المؤمنين ع وفي حال غيبتهم ع قد أذن أئمتنا ع لشيعتهم في تناول ذلك من سلاطين الجور كما سنذكره مفصلا فلذلك تداوله العلماء الماضون والسلف الصالحون غير مستنكر ولا مستهجن وفي زماننا حيث استولى الجهل على أكثر أهل العصر واندرس بينهم معظم الاحكام وخفيت مواقع الحلال والحرام وهدرت شقاشق الجاهلين وكثرت جرأتهم على أهل الدين استخرت الله وكتبت في تحقيق هذه المسألة رسالة على وجه بديع تذعن له قلوب العلماء ولا تمجه اسماع الفضلاء واعتمدت في ذلك ان أبين عن هذه المسألة التي افل بدرها وجهل

نام کتاب : أعيان الشيعة نویسنده : الأمين، السيد محسن    جلد : 8  صفحه : 211
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست