responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : أعيان الشيعة نویسنده : الأمين، السيد محسن    جلد : 8  صفحه : 209

أحواله رحل في أول امره إلى مصر واخذ عن علمائها بعد ما اخذ عن علماء الشام كما عن رياض العلماء وفي ذلك من الدلالة على علو الهمة وعظم النفس وقوتها وعصاميتها ما لا يخفى ثم رجع من مصر وتوجه إلى بلاد العراق فورد النجف وأقام فيها زمانا طويلا يفيد ويستفيد ثم رحل إلى بلاد العجم لترويج المذهب، والسلطان حينئذ الشاة إسماعيل الصفوي فدخل عليه بهراة فأكرمه وعرف قدره وكان له عنده المنزلة العظيمة وعين له وظائف وإدارات كثيرة ببلاد العراق حتى قيل إنه كان يصل إليه في كل سنة من الشاة إسماعيل سبعون ألف دينار شرعي لينفقها في تحصيل العلم ويفرقها في جماعة الطلاب والمشتغلين وقد عاب عليه معاصره ومنافسه الشيخ إبراهيم القطيفي قبوله جوائز السلاطين ويظهر من اخبار تلك المنافسة بينهما ان عيبه عليه ذلك كان بزمان وجوده بالغري وان تلك الإنعامات كانت ترد من السلطان إلى النجف فلعل ذلك قبل ذهابه إلى بلاد العجم وهذا جمود من الشيخ إبراهيم القطيفي فمن أحق بمال الأمة واعرف بوجوه صرفه والتخلص من وجوه أشكاله من نواب الأئمة العاملين وهل كان يتمكن الشيخ علي الكركي من القيام بما قام لولا المال ونرجو ان لا يكون الباعث للقطيفي على ذلك الحسد وهو ليس من رجال الكركي واقرانه مع زيادة علمه وفضله وبالجملة كانت بينهما منازعات وردود ونقوض صنعها القطيفي واجابه الكركي ذكرت ترجمتها. وكذلك كان عند ولده السلطان الشاة طهماسب الأول ثاني السلاطين الصفوية معظما مبجلا في الغاية وصاحب الكلمة النافذة عنده موقرا في جميع بلاد العجم وعينه حاكما في الأمور الشرعية لجميع بلاد إيران وكتب له بذلك فرمانا عجيبا حتى أنه ذكر فيه ان معزول الشيخ لا يستخدم ومنصوبه لا يعزل وعين له وظائف وإدارات كثيرة منها انه قرر له سبعمائة تومان في كل سنة بعنوان السيور غال في بلاد عراق العرب وكتب في ذلك فرمانا وذكر اسمه الشريف فيه مع نهاية الاجلال والاعظام وسيأتي ذكره وبالجملة مكنه من إقامة الدين وترويج الاحكام وحكى في رياض العلماء عن حسن بيك روملو في تاريخه: أنه قال لم يسع أحد بعد الخواجة نصير الدين الطوسي مثل ما سعى الشيخ علي الكركي هذا في اعلاء اعلام المذهب الجعفري وترويج دين الحق الاثني عشري وكان له في منع الفجرة والفسقة وزجرهم وقلع قوانين المبتدعة بأسرهم وفي إزالة الفجور والمنكرات وإراقة الخمور والمسكرات واجراء الحدود والتعزيرات وإقامة الفرائض والواجبات والمحافظة على أوقات الجمعات والجماعات وبيان مسائل الصلوات والعبادات وتعاهد أحوال الأئمة والمؤذنين ودفع شرور الظالمين والمفسدين وزجر المرتكبين الفسوق والعصيان وردع المتبعين لخطوات الشيطان مساع بليغة ومراقبة شديده وكان يرعب عامة الناس في تعلم شرائع الدين ومراسم الاسلام ويحثهم على ذلك بطريق الالتزام.
ثم قال: من جملة الكرامات التي ظهرت في شأن الشيخ علي ان محمود بيك المهردار كان من ألد الاخصام وأشد الأعداء للشيخ علي وكان يومئذ بتبريز في ميدان صاحب آباد يلعب بالصولجان بحضرة السلطان طهماسب يوم الجمعة وقت العصر وكان الشيخ في ذلك الوقت حيث إن الدعاء فيه مستجاب مشغولا بالدعاء لدفع شره وفتنته وفساده ويدعو بدعاء السيفي وبدعاء انتصاف المظلوم من الظالم المنسوب إلى الحسين ع فما وصل إلى قوله ع في الدعاء الثاني قرب اجله وايتم ولده حتى وقع محمود بيك عن فرسه في أثناء لعبة الصولجان فكسر رأسه وهلك تحت حوافر الخيل.
قال: ورأيت في بعض التواريخ الفارسية المؤلفة في ذلك العصر ان محمود بيك المخذول كان قد اضمر في خاطره المشؤوم ان يذهب في عصر ذلك اليوم إلى بيت الشيخ علي بعد ما يفرع السلطان من لعب الصولجان ويقتل الشيخ بسيفه وواضع على ذلك جماعة من الامراء المعادين للشيخ فلما فرع من لعب الصولجان وأراد الذهاب إلى بيت الشيخ سقطت يد فرسه وهو في أثناء الطريق في بئر هناك فوقع هو وفرسه في تلك البئر واندق عنقه وكسر رأسه ومات من ساعته اه. وفي لؤلؤة البحرين. كان من علماء دولة الشاة طهماسب الصفوي جعل أمور المملكة بيده وكتب رقما إلى جميع الممالك بامتثال ما يأمر به الشيخ علي وان أصل الملك انما هو له لأنه نائب الامام ع فكان الشيخ يكتب إلى جميع البلدان كتبا بدستور العمل في الخراج وما ينبغي تدبيره في أمور الرعية حتى أنه غير القبلة في كثير من بلاد العجم باعتبار مخالفتها كما علم من كتب الهيئة. وتقدم في ترجمة الشيخ حسين بن عبد الصمد والد البهائي ما يشير إلى ذلك. وقال السيد نعمة الله الجزائري في صدر كتابه شرح غوالي اللئالي: ان الشيخ علي بن عبد العالي عطر الله مرقده لما قدم أصفهان وقزوين في عصر السلطان العادل الشاة طهماسب أنار الله برهانه مكنه من الملك والسلطان وقال له أنت أحق بالملك لأنك النائب عن الامام وانما أكون من عمالك أقوم بأوامرك ونواهيك ورأيت للشيخ احكاما ورسائل إلى الممالك الشاهية إلى عمالها وأهل الاختيار فيها تتضمن قوانين العدل وكيفية سلوك العمال مع الرعية في اخذ الخراج وكميته ومقدار مدته وامر ان يقرر في كل بلد وقرية امام يصلي بالناس ويعلمهم شرائع الدين، والشاة تغمده الله بغفرانه يكتب إلى أولئك العمال بامتثال أوامر الشيخ وانه الأصل في تلك الأوامر والنواهي وكان لا يركب الا ورجل يمشي في ركابه يجاهر بمذهب الحق وان علماء الشيعة الذين كانوا بمكة المشرفة كتبوا إلى علماء أصفهان بما ينالهم بسبب ذلك، وعن حدائق المقربين انه كان يدعى بمروج المذهب وكان شيخ الاسلام في زمن سلطنة الشاة طهماسب الكبير وبالغ في ترويج مذهب الإمامية بحيث لقبه بعضهم بمخترع مذهب الشيعة وكان سلطان الوقت يعظمه كثيرا وحكى انه ورد في أيامه سفير من قبل سلطان الروم على السلطان المذكور فاجتمع يوما بالشيخ في مجلس الشاة فقال السفير للشيخ ان تاريخ اختراع طريقتكم هذه هو مذهب ناحق اي مذهب غير حق فقال الشيخ نحن قوم من العرب وألسنتنا تجري على لغتهم لا على لغة العجم فتاريخه مذهبنا حق اه.
ولما دخل الشاة طهماسب الأول الصفوي هرات بعد فتحها من قبل عسكر أبيه الشاة إسماعيل سنة 916 كان الجند قد قتلوا أحمد بن يحيى بن سعد الدين التفتازاني المعروف بالحفيد صاحب الحاشية على مختصر جده المذكور وعندي منه نسخة مخطوطة فلما دخل المترجم هرات في موكب الشاة طهماسب وعلم بقتله لامهم كثيرا على ذلك وقال إنه لو لم يقتل لأمكن ان نتباحث معه في مسائل الخلاف فإذا أقمنا البراهين والحجج على ما نقوله أمكن ان يكون ذلك سببا لهداية أهل تلك البلاد فكان كثير التأسف على ذلك مدة حياته وحكى في رياض العلماء عن تاريخ حسن بيك روملو الفارسي ان الأمير نعمة الله الحلي الذي كان من تلامذة الشيخ علي الكركي ثم رجع عنه واتصل بالشيخ إبراهيم القطيفي الذي كان بينه وبين المترجم

نام کتاب : أعيان الشيعة نویسنده : الأمين، السيد محسن    جلد : 8  صفحه : 209
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست