responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : أعيان الشيعة نویسنده : الأمين، السيد محسن    جلد : 8  صفحه : 207

انه لما ارتحل الحسين ع من قصر بني مقاتل خفق وهو على ظهر فرسه خفقة ثم انتبه وهو يقول إنا لله وإنا إليه راجعون والحمد لله رب العالمين فعل ذلك مرتين أو ثلاثا فاقبل ابنه علي بن الحسين فقال مم حمدت الله واسترجعت فقال يا بني اني خفقت خفقة فعن لي فارس على فرس وهو يقول القوم يسيرون والمنايا تسير إليهم فعلمت انها أنفسنا نعيت إلينا فقال له يا أبه لا أراك الله سوءا أ لسنا على الحق قال بلى والذي إليه مرجع العباد قال فإننا إذن لا نبالي ان نموت محقين فقال له الحسين ع جزاك الله من ولد خير ما جزى ولدا عن والده. والظاهر أن القائل هو علي بن الحسين الأكبر لان زين العابدين ع كان مريضا بالذرب. وفي الحديث من الدلالة على جلالة قدر علي بن الحسين الأكبر وحسن بصيرته وشجاعته ورباطة جأشه وشدة معرفته بالله تعالى ما لا يخفى. قال أبو الفرج وهو أول قتيل في الوقعة يوم الطف من آل أبي طالب اه وهذا يدل على كمال شجاعته فسبق إلى جهاد العدو والى الشهادة جميع أهل بيته واخوته، وروايته الحديث عن جده علي بن أبي طالب في صغر سنه دليل على تعلقه بالعلم والكمال من الصغر. وقد مدحته الشعراء قال أبو الفرج في المقاتل حدثني أحمد بن سعيد عن يحيى عن عبيد الله بن حمزة عن الحجاج بن المعتمر الهلالي عن أبي عبيدة وخلف الأحمر ان هذه الأبيات قيلت في علي بن الحسين الأكبر:
لم تر عين نظرت مثله * من محتف يمشي ومن ناعل يغلي بنئ اللحم حتى إذا * انضج لم يغل على الاكل كان إذا شبت له ناره * يوقدها بالشرف الكامل كيما يراها بائس مرمل * أو فرد حي ليس بالأهل أعني ابن ليلى ذا السدى والندى * أعني ابن بنت الحسب الفاضل لا يؤثر الدنيا على دينه * ولا يبيع الحق بالباطل النهئ بوزن أمير اللحم الذي لم ينضج ونئ مهموزا بوزن حمل في المصباح هو كل شئ شانه ان يعالج بطبخ أو شئ ولم ينضج فيقال لحم نئ قال والا ابدال والادغام عامي اه وتعدية يغلي بالباء مع أنها متعدية بالهمزة لأنه أراد يغلي الماء والقدر بنئ اللحم ورواها في ابصار العين نهئ بوزن أمير ولكنه مخالف لنسختي مقاتل الطالبيين والسرائر مع عدم الوثوق بصحتهما وقوله يغلي الأولى من الغليان والثانية من غلاء مقابل الرخص.
مقتل علي بن الحسين الأكبر روى أبو الفرج في مقاتل الطالبيين بأسانيده عن جماعة دخل حديث بعضهم في حديث الآخرين ان أول قتيل قتل من ولد أبي طالب مع الحسين ع ابنه علي، وقال لما لم يبق مع الحسين ع الا أهل بيته وخاصته تقدم ابنه علي بن الحسين ع وقال غيره انه كان على فرس له يدعى ذا الجناح وفي اللهوف:
فاستأذن أباه في القتال فاذن له ثم نظر إليه نظرة آيس منه وارخى عينيه فبكى وقال وفي رواية ثم رفع سبابتيه نحو السماء وقال وفي المقاتل واللهوف ثم قال اللهم كن أنت الشهيد عليهم فقد برز إليهم غلام أشبه الناس خلقا وخلقا ومنطقا برسولك وفي المقاتل غلام أشبه الخلق برسول الله ص وفي رواية وكنا إذا اشتقنا إلى نبيك نظرنا إلى وجهه.
ثم تلا:
ان الله اصطفى أدم ونوحا وآل إبراهيم وال عمران على العالمين ذرية بعضها من بعض والله سميع عليم. قال المفيد فحمل على الناس وهو يقول:
انا علي بن الحسين بن علي * نحن وبيت الله أولي بالنبي تالله لا يحكم فينا ابن الدعي * اضرب بالسيف أحامي عن أبي ضرب غلام هاشمي قرشي قال أبو الفرج:
فجعل يشد عليهم ثم يرجع إلى أبيه فيقول يا أباه العطش فيقول له الحسين ع اصبر حبيبي فإنك لا تمسي حتى يسقيك رسول الله ص بكأسه وفي اللهوف ثم رجع إلى أبيه وقال يا أبت العطش قد قتلني وثقل الحديد قد اجهدني فهل إلي شربة من الماء سبيل فبكى الحسين ع وقال وا غوثاه يا بني قاتل قليلا فما أسرع ما تلقى جدك محمدا فيسيقك بكأسه الأوفى. قال المفيد ففعل ذلك مرارا وأهل الكوفة يتقون قتله فبصر به مرة بن منقذ العبدي فقال علي اثام العرب ان مر بي يفعل مثلما فعل ان لم اثكله أباه. وفي رواية أبي الفرج ان لم اثكله امه فمر يشد على الناس كما فعل في الأول فاعترضه مرة بن منقذ وطعنه فصرع واحتواه القوم فقطعوه بأسيافهم وفي رواية ثانية لأبي الفرج حتى رمي بسهم فوقع في حلقه فخرقه واقبل ينقلب في دمه ثم نادى يا أبتاه عليك السلام هذا جدي رسول الله ص يقرئك السلام ويقول عجل القدوم إلينا وشهق شهقة فارق الدنيا. قال المفيد فجاء الحسين ع حتى وقف عليه قال أبو مخنف عن سليمان بن أبي راشد عن حميد بن مسلم قال سماع أذني يومئذ الحسين ع وهو يقول قتل الله قوما قتلوك يا بني ما أجرأهم على الله وعلى انتهاك حرمة الرسول ص قال المفيد وانهملت عيناه بالدموع ثم قال على الدنيا بعدك العفا قال حميد وكأني انظر إلى امرأة خرجت مسرعة كأنها الشمس الطالعة تنادي يا حبيباه يا ابن أخاه فسالت عنها فقالوا هذه زينب بنت علي بن أبي طالب ع ثم جاءت حتى انكبت عليه فجاء الحسين ع فاخذ بيدها إلى الفسطاط واقبل إلى ابنه واقبل فتيانه فقال احملوا أخاكم فحملوه من مصرعه ذلك ثم جاء به حتى وضعه بين يدي فسطاطه. قال أبو الفرج ولا عقب له.
السيد علي بن حسين بن علي بن عرمة بن نكتة بن توبة بن حمزة بن علي ابن عبد الواحد.
قال السيد ضامن بن شدقم في كتاب الأنساب:
قال جدي حسن المؤلف طاب ثراه: كان المترجم عالي الهمة ذا جاه وحشمة ومواساة للأهل كثير الاسفار إلى مصر، خلف المترجم ابنه حسنا وخلف حسن عليا ومحمدا فعلي كان ذا حشمة وجاه عظيم عند الفضلاء والامراء والحكام والأعيان تولى النقابة بعد جدي وخلف علي ثلاثة بنين مباركا يلقب جديعا وبديويا يلقب مجادعا وإبراهيم قال جدي علي قدس سره كان بديوي بن علي مفرقا صدقات الاشراف بني حسين عند تقسيمها في زمن نقابة أحمد بن سعد بن علي بن شدقم الحمزي ثم بعد وفاة احمد تولى منصب النقابة ولده محمد كما ذكر في ترجمته فلم يزل بديوي كذلك مفرقا في زمنه ثم تنازعا فسعى بديوي في مناصبه الثلاثة ببذل المال فانتزعها

نام کتاب : أعيان الشيعة نویسنده : الأمين، السيد محسن    جلد : 8  صفحه : 207
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست