responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : أعيان الشيعة نویسنده : الأمين، السيد محسن    جلد : 8  صفحه : 124

رويت مراغمة لعلي ع وأهل بيته إرضاء للأمويين والعباسيين فرواها العلماء وقبلوها لعدم إطلاعهم على وضعها ولحسن ظنهم بمن نقلها. وأما آية أنك لا تهدي من أحببت. ففي مجمع البيان في تفسير سورة القصص قيل أنها نزلت في أبي طالب فالنبي ص كان يحب إسلامه، فنزلت، ويكره إسلام وحشي قاتل حمزة فنزل يا أيها الذين آمنوا لا تقنطوا من رحمة الله الآية فلم يسلم أبو طالب وأسلم وحشي قال وفي هذا نظر فان النبي ص لا يجوز أن يخالف الله تعالى في إرادته كما لا يجوز أن يخالفه في أوامره ونواهيه فكانه سبحانه بمقتضى اعتقادهم يقول إنك يا محمد تريد إيمانه ولا أريده ولا أخلق فيه الايمان مع تكفله بنصرتك وبذل مجهوده في إعانتك والذب عنك ومحبته لك ونعمته عليك وفي هذا ما فيه اه، وعن كتاب السيد فخار المتقدم إليه الإشارة أما ما ذكروه من النبي ص كان يحب عمه أبا طالب ويريد منه أن يؤمن به وهو لا يفعل فنزلت إنك لا تهدي من أحببت فإنه جهل بأسباب النزول وتحامل على عم الرسول ص لأن لنزول هذه الآية عند أهل العلم سببا معروفا وذلك أنه ص لما جرح يوم أحد وكسرت رباعيته قال اللهم إهد قومي فإنهم لا يعلمون فنزلت وروي لنزولها سبب آخر وهو أن قوما ممن أظهر الايمان بمكة لم يهاجروا وأظهروا الكفر فبلغ ذلك النبي ص وأصحابه فاختلفوا في تسميتهم بالكفر والايمان فبعض قال كافرون وبعض مؤمنون لاظهارهم الكفر اضطرارا واجتمعوا إليه ص وكان إشرافهم يريدون منه أن يحكم بايمانهم لقرابتهم منهم فأحب ص أن ينزل ما يوافق محبة الاشراف لتالفهم فنزلت أنك لا تهدي من أحببت أي لا تحكم ولا تسمي ولا تشهد بالايمان لمن أحببت ولكن الله يفعل ذلك لمن كان مستحقا قال وإن ثبت أنها نزلت في أبي طالب فتدل على فضله وعلو مرتبته في الايمان والهداية لأن هدايته كانت من الله دون غيره وهو كان المتولي لها وكان تقديره أن أبا طالب الذي تحبه لم تهده أنت يا محمد بنفسك بل الله تولى هدايته وهذا أولى مما ذكروه لعدم ارتكاب النبي ص ما نهى عنه من حب الكافرين بقوله لا تجد قوما الآية اه. أما جواب ابن حجر عن الحديث الثاني المروي من طريق إسحاق وفيه شهادته بتصديق النبي ص وعما ورد في أشعاره بأنه نظير ما حكاه تعالى عن كفار قريش وجحدوا بها واستيقنتها أنفسهم ظلما وعلوا وإن منشأ كفره وكفرهم العناد والأنفة والكبر ففيه أنه لا يعقل أن يصدر ذلك من مثل أبي طالب في عقله وفضله فيعاند ويستكبر ويأنف مما جاء به ابن أخيه وأحب الخلق إليه ومن يسعد بنبوته ويتشرف بشرفه في الدنيا والآخرة. ويخالف اعتقاده ولا يسلم ويخالف فعله في المبالغة بنصره ويأمر أولاده باتباعه والايمان والصلاة معه ويمدح أخاه حمزة على إيمانه به أن هذا ما لا يرضاه عاقل بل هو العناد بعينه ولو كانت الأنفة والكبر والعناد تحمله على عدم الاسلام لنهى أولاده وأخاه عنه ولم يحثهم عليه ولم يمدح فاعله لأن ما يأنف منه الإنسان لنفسه يأنف منه لأولاده وإخوته وأقرب الناس إليه وما يحبه لنفسه يحبه لهم إذ ما يلحقهم من العار بذلك يلحقه وما يحصل لهم من المنفعة كأنه حصل له ولا يقاس ذلك بأبي لهب وكفار قريش الذين نزل فيهم وجحدوا بها واستيقنتها أنفسهم ظلما وعلوا فإنهم كانوا يجاهزون بعداوته وصد الناس عنه جهدهم وبذلك يبطل استشهاده بقوله لولا أن تعيرني قريش فان قريشا إن عيرته باسلامه تعيره باسلام أولاده وحثهم عليه وإن صح أنه قال فمحمول على إرادة الخوف من عدم تمكنه من النصرة أن أظهره بسبب تعييرهم له بذلك واستخفافهم به ووجود المجهولين في سند حديث الخطيب الأول أن أسلم لا يضر مع اعتضاده بغيره وقول الخطيب عن راوي الحديث الثاني أنه صاحب غرائب وكثير الرواية للمناكير يمكن أن تكون هذه الغرائب والمناكير مثل إسلام أبي طالب الذي لا غرابة ولا نكران فيه أما قدحه في الحديث الثالث وهو حديث الهوزني بأنه ليس في قوله وصلتك رحم ما يدل على اسلامه ففيه أنه دعاء له بما لا يدعي به لكافر وقوله لو أسلم لمشى معه وصلى عليه فيه أنه ليس في الحديث عدم مشيه معه والمعارضة لا تدل على ذلك بل الظاهر أنه لم يكن حاضرا أول حمله ثم خرج فعارضه وقال ذلك ومشى معه ومع ذلك ليس فيه أنه لم يصل عليه ويدل عليه المروي كما في الدرجات الرفيعة أنه لما مات رضوان الله عليه جاء أمير المؤمنين علي ع إلى رسول الله ص فاذنه بموته فتوجع عظيما وحزن شديدا ثم قال له إمض فتول غسله فإذا رفعته على سريره فاعلمني ففعل فاعترضه رسول الله ص وهو محمول على رؤوس الرجال فقال له وصلتك رحم يا عم وجزيت خيرا لقد ربيت وكفلت صغيرا ونصرت وآزرت كبيرا ثم تبعه إلى حفرته فوقف عليه فقال إما والله لأستغفرن لك ولأشفعن فيك شفاعة يتعجب لها الثقلان وإنما لم يصل عليه لأن صلاة الجنائز لم تكن شرعت بعد ولا صلى رسول الله ص على خديجة وإنما كان تشييع ورقة ودعاء وأما الحديث الذي زعم أنه أصح منه وهو قول علي لرسول الله ص عمك الضال فلفظة الضال لا يمكن أن يقولها علي في حق أبيه ويجابه بها رسول الله ص في حق عمه وكافله وناصره في حالة وفاته ولو فرض أنه كافر ولا يقولها إلا شامت مبغض فهي زيادة مكذوبة والصحيح ما في رواية ناجية من تركها مع أن أمر النبي ص له بتولي أمر دفنه دون عقيل وطالب اللذين كانا غير مسلمين يومئذ ولم يسلم من أولاده غير علي وجعفر وهو بالحبشة أقوى دليل على إسلامه وإلا لكان الكافر أولى به وأما جعله أمر أبي طالب ولديه باتباعه مع تركه ذلك من جملة العناد فهو عين العناد فان أمره لهما بذلك يدل على اعتقاد صدقه وينفي عنه العناد ولو كان معاندا كابي لهب لنهاهما عن أتباعه وأراد لهما ما يريده لنفسه وكيف ينصره جهده ويذب عنه ويعادي قومه بسببه ويأمر أولاده باتباعه مما يدل على عدم عناده ويعانده هل هذا إلا التناقض والتمحل وأما تأويله لحديث إسلام أبي قحافة فمخالف للظاهر وما استشهد به محتاج للثبوت وكيف يثبت وهو مصادم للضرورة وأما حديث أنه في ضحضاح من نار فقد عرفت مما تقدم كذبه وإن وصفه بالصحة كغيره مما زعمه ولا أعجب من استشهاده بقول المنصور الظالم المتمادي في ظلمه الذي فعل بذرية الرسول ص ما لا يفعله ظالم بأشقى الأشقياء وقد أشرنا إلى بعضه في المقدمات وبغضه لهم وخوفه منهم على ملكه الذي يحمله على مثل هذا الكلام معلوم كاستشهاده بشعر ابن المعتز الذي لا يقصر عن المنصور في بغض العلويين وقوله في رواة حديث ابن متيم وهذه سلسلة شيعية من الغلاة فلا يفرح به، ظاهر في تحامله وما الذي يجره إسلام أبي طالب على هذا الشيعي حتى يفرح به وما الذي يضره هو من ذلك حتى يحزن له ويفرح بعدمه والسلسلة الشيعية قد مر كلامنا في مثلها وفي دعواه أصحية المعارض والله المستعان.
تشيع أبي طالب في الدرجات الرفيعة إن قلت هبكم أجمعتم على إسلامه وإيمانه فكيف قلتم بتشيعه قلت أن النبي ص قد أخبر عشيرته في حياته أن عليا ع وصيه وخليفته بمحضر من أبي طالب رضي الله عنه وغيره من بني هاشم فاذعن أبو طالب له بذلك. ذكر الطبري في تاريخه عن عبد

نام کتاب : أعيان الشيعة نویسنده : الأمين، السيد محسن    جلد : 8  صفحه : 124
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست