responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : أعيان الشيعة نویسنده : الأمين، السيد محسن    جلد : 7  صفحه : 384

الترك، فقال المسلمون للأحنف: ما ترى في اتباعهم؟ فقال: أقيموا بمكانكم ودعوهم.
وأقبل أهل فارس على الأحنف فصالحوه وعاهدوه ودفعوا إليه خزائن كسرى وأمواله، فسار الأحنف بجند الكوفة من مرو الروذ إلى بلخ فأنزلهم بها ثم عاد إلى مقر قيادته في مرو الروذ.
ونكث أهل فارس العهد بعد عمر بن الخطأ ب، فلما استعاد عبد الله بن عامر فتح بعض أرض فارس في أيام عثمان بن عفان، غزا خراسان وعلى مقدمته الأحنف فاتى الطبسين وهما حصنان وبابا خراسان فصالحه أهلهما، فسار إلى قهستان فلقيه أهلها وقاتلهم حتى ألجأهم إلى حصنهم، فقدم عليها عبد الله بن عامر وصالح أهلها.
ووجه ابن عامر الأحنف إلى طخارستان، فاتى الموضع الذي يقال له: قصر الأحنف، وهو حصن مرو الروذ وله رستاق عظيم يعرف برستاق الأحنف فحصر الأحنف أهله فصالحوه على ثلاثمائة ألف درهم. ومضى الأحنف إلى مرو الروذ فصالح أهلها بعد قتال شديد، وسير الأحنف سرية فاستولت على رستاق بغ وصالحت أهله.
وجمع له أهل طخارستان، فاجتمع أهل الجوزجان والطالقان والفارياب ومن حولهم، فبلغوا ثلاثين ألفا، وجاءهم أهل الصغانيان وهم من الجانب الشرقي من نهر جيحون، فالتقوا واقتتلوا، فحمل ملك الصغانيان على الأحنف فانتزع الأحنف الرمح من يده وقاتل قتالا شديدا، فانهزم الفرس وحلفاؤهم فطاردهم المسلمون وألحقوا بهم خسائر فادحة بالأرواح.
ولحق بعض العدو بالجوزجان فوجه إليهم الأحنف الأقرع بن حابس التميمي في خيل، وأوصى قومه بني تميم بقوله: يا بني تميم، تحابوا وتباذلوا تعدل أموركم، وابدأوا بجهاد بطونكم وفروجكم يصلح لكم دينكم، ولا تغلوا يسلم لكم جهادكم، فسارع الأقرع ولقي العدو بالجوزجان، فكانت بالمسلمين جولة ثم عادوا فهزموا عدوهم وفتحوا الجوزجان عنوة.
واستعاد الأحنف فتح الطالقان صلحا وفتح الفارياب، ثم سار إلى بلخ وهي مدينة طخارستان فصالحه أهلها أيضا، فسار إلى خوارزم وهي على نهر جيحون، فلم يقدر عليها، فاستشار أصحابه فأشاروا عليه بالعودة إلى بلخ.
وهكذا استعاد الأحنف فتح خراسان ثانية.
ولما قدم علي بن أبي طالب ع البصرة، أتاه الأحنف فقال: ان قومنا بالبصرة يزعمون انك ان ظهرت عليهم غدا قتلت رجالهم وسبيت نساءهم. فقال علي: ما مثلي يخاف هذا منه، وهل يحل هذا الا لمن تولى وكفر، وهم قوم مسلمون، فقال الأحنف:
اختر مني واحدة من اثنتين: اما ان أقاتل معك، واما ان اكف عنك عشرة آلاف سيف، فقال علي: اكفف عنا عشرة آلاف سيف، فرجع إلى الناس ودعاهم إلى القعود واعتزل بهم.
وصفه وكان يطأ على وحشي رجله، ولذا قيل له: الأحنف. وكان أعور ذهبت عينه عند فتح سمرقند، وقيل: بل ذهبت عينه بالجدري. وكان متراكب الأسنان، صغير الرأس، مائل الذقن، قصيرا دميما له بيضة واحدة، ناتئ الوجنة باخع العينين، خفيف العارضين وكان ثطا يعني كوسجا وكان رهطه يقولون: وددنا اننا اشترينا للأحنف لحية بعشرة آلاف.
وكان يهتم بقيافته فيرتدي مطرف خز وعمامة من خز، وكان صديقا لمصعب بن الزبير فوفد عليه بالكوفة ومصعب يومئذ وال عليها، فتوفى الأحنف عنده بالكوفة سنة سبع وستين للهجرة 686 م عن سبعين سنة، أي انه ولد سنة ثلاث قبل الهجرة 619 م وصلى عليه مصعب بن الزبير ومشى راجلا بين رجلي نعشه بغير رداء، وقال في تأبينه: هذا سيد أهل العراق، وقال أيضا: اليوم ذهب الحزم والرأي. ودفن بالثوية.
من اخباره وكان الأحنف من دهاة العرب. قال الأحنف لعلي ع يبدي رأيه في أبي موسى الأشعري: يا أمير المؤمنين، ان أبا موسى الأشعري رجل يماني وقومه مع معاوية، فابعثني معه، فوالله لا يحل لك عقدة الا عقدت لك أشد منها، فان قلت: اني لست من أصحاب رسول الله ص، فابعث ابن عباس وابعثني معه.
ولكن الخوارج كانوا قد أبو الا أبا موسى.
ولما أراد أمير المؤمنين ع المسير إلى صفين كتب إلى عامله على البصرة عبد الله بن عباس ان يشخص إليه أهل البصرة فجمعهم ابن عباس وخطبهم وذكرهم فضل أمير المؤمنين ع ورغبهم في الجهاد معه فقام الأحنف بن قيس فقال نعم والله لنجيبنك ولنخرجن معك على العسر واليسر والرضى والكره نحتسب في ذلك الخير ونامل من الله العظيم من الاجر فكان الأحنف على تميم وضبة والرباب.
ولما عزم أمير المؤمنين على الخروج إلى صفين قدم عليه الأحنف بن قيس في جماعة فتكلم الأحنف فقال: يا أمير المؤمنين ان تك سعد لم تنصرك يوم الجمل فإنها لم تنصر عليك وقد عجبوا أمس ممن نصرك وعجبوا اليوم ممن خذلك لأنهم شكوا في طلحة والزبير ولم يشكوا في معاوية وعشيرتنا بالبصرة فلو بعثنا إليهم فقدموا إلينا فقاتلنا بهم العدو وانتصفنا بهم وأدركوا اليوم ما فاتهم أمس فقال علي للأحنف اكتب إلى قومك فكتب إلى بني سعد: اما بعد فإنه لم يبق أحد من بني تميم الا وقد شقوا برأي سيدهم غيركم وعصمكم الله برأيي لكم حتى نلتم ما رجوتم وأمنتم ما خفتم وأصبحتم متقطعين من أهل البلاء لاحقين باهل العافية واني أخبركم انا قدمنا على تميم الكوفة فأخذوا علينا بفضلهم مرتين بمسيرهم إلينا مع علي وأجابتهم إلى المسير إلى الشام فاقبلوا إلينا ولا تتكلوا عليهم.
وقال الأحنف بن قيس لعائشة يوم الجمل يا أم المؤمنين هل عهد إليك رسول الله ص هذا المسير قالت اللهم لا، قال فهل وجدته في شئ


[1] نصر بن مزاحم.

نام کتاب : أعيان الشيعة نویسنده : الأمين، السيد محسن    جلد : 7  صفحه : 384
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست