responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : أعيان الشيعة نویسنده : الأمين، السيد محسن    جلد : 7  صفحه : 31

من التابعين عده الشيخ في رجاله من أصحاب علي وابنه الحسن ع وكان من التوابين من رؤسائهم حضر يوم عين الوردة ولم يقتل ورجع بالناس لما رأى أنه لا قبلهم باهل الشام كما يأتي وكان قد حضر الصلاة على أبي ذر الغفاري مع مالك بن الحارث الأشتر بالزبدة كما سيأتي في ترجمة مالك ويأتي هناك رواية الكشي عن أبي ذر أنه قال لزوجته ان رسول الله ص اخبرني أني أموت بأرض غربة وأنه يلي غسلي ودفني والصلاة على رجال من أمتي صالحون فولي ذلك منه جماعة فيهم مالك الأشتر وعبد الله بن فضل التميمي ورفاعة بن شداد البجلي. وكان مع علي أمير المؤمنين ع يوم الجمل وانشد يومئذ برواية ابن شهرآشوب في المناقب:
ان الذين قطعوا الوسيلة * ونازعوا عليا الفضيلة في حربه كالنعجة الأكيلة وكان معه بصفين ولما عقد أمير المؤمنين ع الألوية وأمر الأمراء وكتب الكتائب يوم صفين جعله على قبيلته بجيلة قال نصر في كتاب صفين وقال أيضا ص 163 انه لما رفعت المصاحف قال رفاعة ابن شداد أيها الناس انه لا يفوتنا شئ من حقنا وقد دعونا في آخر أمرنا إلى ما دعوناهم إليه في أوله فان يتم الامر على ما نريد والا آثرناها جذعة وقال في ذلك:
تطاول ليلي للهموم الحواضر * وقتلى أصيبت من رؤوس المعاشر بصفين أمست والحوادث جمة * يهيل عليك الترب ذيل الأعاصر فان يك أهل الشام نالوا سراتنا * فقد نيل منهم مثل جزرة جازر وقام سجال الدمع بنا ومنهم * يبكين قتلى غير ذات مقابر وما ذا علينا ان نريح نفوسنا * إلى سنة من بيضنا والمغافر ومن نصبنا وسط العجاج جباهنا * لوقع السيوف المرهفات البواتر وطعن إذا نادى المنادي ان ركبوا * صدور المذاكي بالرماح الشواجر فان حكما بالحق كان سلامة * ورأي وكانا منه في شؤم ثائر ولكن ابن شهرآشوب في المناقب أورد هذا البيت هكذا:
فان حكموا بالعدل كانت سلامة * وإلا أثرناها بيوم قماطر وهذا يدل على أنه قد مال إلى الموادعة وانطلت عليه الحيلة. قال ابن الأثير في حوادث سنة 51 أنه لما قتل معاوية حجر بن عدي خرج عمرو بن الحمق حتى أتى الموصل ومعه رفاعة بن شداد فاختفيا بجبل هناك فرفع خبرهما إلى عامل الموصل فسار إليهما فخرجا فاما عمرو فكان قد استسقى بطنه ولم يكن عنده امتناع وأما رفاعة فكان شابا قويا فركب فرسه يقاتل عن عمرو فقال له عمرو وما ينفعني قتالك عني انج بنفسك فحمل عليهم فأفرجوا فنجا وكان رفاعة ممن كاتب الحسين ع من شيعة الكوفة.
خبره في الطلب بثار الحسين ع في مروج الذهب: في سنة 65 تحركت الشيعة بالكوفة وتلاقوا بالتلاوم والتندم حين قتل الحسين فلم يغيثوه ورأوا أنهم قد أخطأوا خطا كبيرا وأنه لا يغسل عنهم ذلك الجرم الا قتل من قتله أو القتل فيه ففزعوا إلى خمسة نفر منهم سليمان بن صرد الخزاعي والمسيب بن نجبة الفزاري وعبد الله بن سعد بن نفيل الأزدي وعبد الله بن وال التميمي ورفاعة بن شداد البجلي اه‌ وكان رفاعة من رؤسائهم ومن خيار أصحاب علي بنص ابن الأثير ومن رؤسائهم المسيب بن نجبة فقام المسيب فخطبهم وقال في آخر خطبته ولوا عليكم رجلا منكم فإنه لا بد لكم من أمير تفزعون إليه وراية تحفون بها وقام رفاعة بن شداد اما بعد فان الله قد هداك لأصوب القول وبدأت بأرشد الأمور بدعائك إلى جهاد القاسطين وإلى التوبة من الذنب العظيم فمسموع منك مستجاب إلى قولك وقلت ولوا أمركم رجلا تفزعون إليه وتحفون برايته وقد رأينا مثل الذي رأيت فان تكن أنت ذلك الرجل تكن عندنا مرضيا وفينا منتصحا وفي جماعتنا محبوبا وإن رأيت ورأى أصحابنا ولينا هذا الأمر شيخ الشيعة وصاحب رسول الله ص وذا السابقة والقدم سليمان ابن صرد الخزاعي المحمود في بأسه ودينه الموثوق بحزمه ولما التقوا مع أهل الشام واشتد القتال وقتل سليمان وجماعة بقيت الراية ليس عندها أحد فنادوا عبد الله بن وال فإذا هو قد اصطلى الحرب في عصابة معه فحمل رفاعة بن شداد فكشف أهل الشام عنه فاتى واخذ الراية ثم قتل فاتوا رفاعة بن شداد وقالوا لتأخذ الراية فقال ارجعوا بنا لعل الله يجمعنا ليوم شرهم فقال له عبد الله بن عوف بن الأحمر هلكنا والله إذا لئن انصرفنا ليركبن أكتافنا فلا نبلغ فرسخا حتى نهلك هذه الشمس قد قاربت الغروب فنقاتلهم على خيلنا فإذا غسق الليل ركبنا خيولنا وسرنا فقال رفاعة نعم ما رأيت واخذ الراية وقاتلهم قتالا شديدا فلما أمسوا رجع أهل الشام إلى معسكرهم ونظر رفاعة إلى كل رجل قد عقر به فرسه وجرح فدفعه إلى قومه ثم سار بالناس ليلته فلما أصبح أهل الشام لم يجدوا لهم اثرا فلم يتبعوهم. هذه رواية ابن الأثير اما المسعودي فإنه قال في مروج الذهب لما علم من بقى من التوابين انه لا طاقة لهم بمن بإزائهم من أهل الشام انحازوا عنهم وارتحلوا وعليهم رفاعة بن شداد البجلي وتأخر أبو الحويرث العبدي في حامية الناس وطلب منهم أهل الشام المكافة والمتاركة لما رأوا من بأسهم وصبرهم مع قلتهم فلحقوا ببلادهم قال ابن الأثير وسار رفاعة وأصحابه حتى اتوا قرقيسيا فعرض عليهم زفر الإقامة فأقاموا ثلاثا فأضافهم ثم زودهم ثم ساروا إلى الكوفة ولما بلغ رفاعة الكوفة كان المختار محبوسا فأرسل إليهم يمدحهم ويقول إنه هو الذي يقتل الجبارين وفي حوادث سنة 66 أنه أرسل إليهم كتابا من الحبس يثني عليهم ويمنيهم الظفر وكان ممن قرأ كتابه رفاعة بن شداد ولما خرج المختار كان رفاعة ممن قاتل معه ولما اجتمع أهل اليمن بجبانة السبيع حضرت الصلوات فكره كل رأس من أهل اليمن ان يتقسمه صاحبه فقال لهم عبد الرحمن ابن مخنف هذا أول الاختلاف قدموا الرضا فيكم سيد القراء رفاعة بن شداد البجلي ففعلوا فلم يزل يصلي بهم حتى كانت الوقعة. ولما خرجوا إلى جبانة السبيع نادوا يا لثارات الحسين فسمعها يزيد بن عمير بن ذي مران الهمداني فقال يا لثارات عثمان فقال لهم رفاعة بن شداد ما لنا ولعثمان فقال لهم رفاعة بن شداد ما لنا ولعثمان لا أقاتل مع قوم يبغون دم عثمان فقال له ناس من قومه جئت بنا وأطعناك حتى إذا رأينا قومنا تأخذهم السيوف قلت انصرفوا ودعوهم فعطف عليهم وهو يقول:
انا ابن شداد على دين علي * لست لعثمان بن أروى بولي لأصلي اليوم فيمن يصطلي * بحر نار الحرب غير مؤتلي فقاتل حتى قتل.

نام کتاب : أعيان الشيعة نویسنده : الأمين، السيد محسن    جلد : 7  صفحه : 31
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست