responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : أعيان الشيعة نویسنده : الأمين، السيد محسن    جلد : 7  صفحه : 139

الله ص وكان هذه الأمة أرادت لفت نظره إلى لزوم تعظيمها واحترامها بكونها بنت فاطمة بنت رسول الله ص وكفى ذلك في لزوم تعظيمها واحترامها ولكن أبى له كفره وخبثه ولؤم عنصره الا ان يتجهم لها في جوابه ويجيبها بأقبح جواب وهو الذي صرح بالكفر لما وضع رأس الحسين ع بين يديه بقوله يوم بيوم بدر فاقبل عليها ابن زياد فقال لها الحمد لله الذي فضحكم وقتلكم وأكذب أحدوثتكم فأجابته جواب الركين الرصين العارف بمواقع الكلام فقالت زينب الحمد لله الذي أكرمنا بنبيه محمد ص وطهرنا من الرجس تطهيرا انما يفتضح الفاسق ويكذب الفاجر وهو غيرنا والحمد لله فقال ابن زياد كيف رأيت فعل الله باهل بيتك فقالت كتب الله عليهم القتل فبرزوا إلى مضاجعهم وسيجمع الله بينك وبينهم فتتحاجون إليه وتختصمون عنده وفي رواية غير المفيد انها قالت ما رأيت الا جميلا هؤلاء قوم كتب الله عليهم القتل فبرزوا إلى مضاجعهم وسيجمع الله بينك وبينهم فتحاج وتخاصم فانظر لمن الفلج يومئذ هبلتك أمك يا ابن مرجانة قال المفيد فغضب ابن زياد واستشاط لما أفحمه جوابها فقال له عمر بن حريث أيها الأمير انها امرأة لا تؤاخذ بشئ من منطقها ولا تذم على خطائها فعاد حينئذ إلى ما جبل عليه من سوء القول فقال لها ابن زياد قد شفى الله نفسي من طاغيتك والعصاة من أهل بيتك فرقت زينب وبكت وقالت له لعمري لقد قتلت كهلي وأبرزت أهلي وقطعت فرعي واجتثثت أصلي فان يشفك هذا فقد اشتفيت فقال ابن زياد هذه سجاعة ولعمري لقد كان أبوها سجاعا شاعرا فقالت ما للمرأة والسجاعة ان لي عن السجاعة لشغلا ولكن صدري نفث بما قلت.
وسأل علي بن الحسين من أنت فأخبره فقال أليس قد قتل الله علي ابن الحسين فقال كان لي أخ يسمى عليا قتله الناس قال بل الله قتله قال الله يتوفى الأنفس حين موتها فغضب ابن زياد وقال وبك جرأة لجوابي وفيك بقية للرد علي اذهبوا به فاضربوا عنقه وهكذا يكون حال من يعجز عن الجواب الحق من الظلمة ان يلجأ إلى السيف فتعلقت به زينب عمته وقالت يا ابن زياد حسبك من دمائنا واعتنقته وقالت لا والله لا أفارقه فان قتلته فاقتلني معه فنظر ابن زياد إليها واليه ساعة ثم قال عجبا للرحم والله اني لأظنها ودت اني قتلتها معه دعوه فاني أراه لما به. وفي رواية ان عليا ع قال لعمته اسكتي يا عمة حتى أكلمه ثم اقبل عليه فقال أبالقتل تهددني أما علمت أن القتل لنا عادة وكرامتنا الشهادة ثم امر ابن زياد بهم فحملوا إلى دار بجنب المسجد الأعظم فقالت زينب بنت علي ع لا تدخلن علينا عربية الا أم ولد أو مملوكة فإنهن سبين كما سبينا وهذا غاية ما في وسع زينب من اظهار الحزن والتألم لما أصابهم واظهار فضائح الظالمين ثم إن ابن زياد بعث بهم إلى الشام إجابة لطلب يزيد بن معاوية ومعهم الرؤوس وفيها رأس الحسين ع فدعا بالرأس الشريف فوضع بين يديه قال المفيد ثم دعا يزيد بالنساء والصبيان فاجلسوا بين يديه قالت فاطمة بنت الحسين ع فقام إليه رجل من أهل الشام احمر فقال يا أمير المؤمنين هب لي هذه الجارية فأرعدت وظنت ان ذلك جائز عندهم فأخذت بثياب عمتي زينب وكانت تعلم أن ذلك لا يكون وكانت أكبر منها فقالت عمتي للشامي كذبت والله ولؤمت ما ذاك لك ولا له فغضب يزيد وقال كذبت ان ذلك لي ولو شئت ان افعل لفعلت قالت كلا والله ما جعل الله لك ذلك الا ان تخرج من ملتنا وتدين بغيرها فاستطار يزيد غضبا وقال إياي تستقبلين بهذا انما خرج من الدين أبوك وأخوك قالت زينب بدين الله ودين أبي ودين أخي اهتديت أنت وجدك وأبوك ان كنت مسلما قال كذبت يا عدوة الله قالت له أنت أمير تشتم ظالما وتقهر بسلطانك فكأنه استحيا وسكت وقال ابن طاوس ان زينب بنت علي لما رأت رأس أخيها بين يدي يزيد أهوت إلى جيبها فشقته ثم نادت بصوت حزين يقرح القلوب يا حسيناه يا حبيب رسول الله يا ابن مكة ومنى يا ابن فاطمة الزهراء سيدة النساء يا ابن بنت المصطفى قال الراوي فأبكت والله كل من كان حاضرا في المجلس ويزيد ساكت.
خطبة زينب ع بالشام روى ابن طاوس في كتاب الملهوف على قتلى الطفوف انه لما جئ برأس الحسين ع إلى يزيد بالشام دعا بقضيب خيزران وجعل ينكت به ثنايا الحسين ع ويقول من جملة أبيات:
ليت أشياخي ببدر شهدوا * جزع الخزرج من وقع الأسل لأهلوا واستهلوا فرحا * ثم قالوا يا يزيد لا تشل فقامت زينب بنت علي ع فقالت:
الحمد لله رب العالمين وصلى الله على رسوله وآله أجمعين صدق الله كذلك حيث يقول ثم كان عاقبة الذين أساؤوا السوءى ان كذبوا بآيات الله وكانوا بها يستهزئون أظننت يا يزيد حيث اخذت علينا أقطار الأرض وآفاق السماء فأصبحنا نساق كما تساق الإماء ان بنا هوانا على الله وبك عليه كرامة وان ذلك لعظم خطرك عنده فشمخت بانفك ونظرت في عطفك جذلان مسرورا حيث رأيت الدنيا لك مستوسقة والأمور متسقة وحين صفا لك ملكنا وسلطاننا فمهلا مهلا لا تطش جهلا أنسيت قول الله تعالى ولا يحسبن الذين كفروا انما نملي لهم خير لأنفسهم انما نملي لهم ليزدادوا اثما ولهم عذاب مهين أمن العدل يا ابن الطلقاء تخديرك حرائرك وإماءك وسوقك بنات رسول الله سبايا قد هتكت ستورهن وأبديت وجوههن تحدو بهن الأعداء من بلد إلى بلد ويستشرفهن أهل المناهل والمناقل ويتصفح وجوههن القريب والبعيد والدنئ والشريف ليس معهن من حماتهن حمي ولا من رجالهن ولي وكيف ترتجى مراقبة ابن من لفظ فوه أكباد الأزكياء ونبت لحمه بدماء الشهداء وكيف يستبطئ في بغضنا أهل البيت من نظر إلينا بالشنف والشنان والإحن والأضغان ثم تقول غير متأثم ولا مستعظم.
لأهلوا واستهلوا فرحا * ثم قالوا يا يزيد لا تشل منحنيا على ثنايا أبي عبد الله سيد شباب أهل الجنة تنكتها بمخصرتك وكيف لا تقول ذلك وقد نكات القرحة واستأصلت الشافة بإراقتك دماء ذرية محمد ص ونجوم الأرض من آل عبد المطلب وتهتف بأشياخك زعمت أنك تناديهم فلترون وشيكا موردهم ولتودن انك شللت وبكمت ولم تكن قلت ما قلت وفعلت ما فعلت اللهم خذلنا بحقنا وانتقم ممن ظلمنا واحلل غضبك بمن سفك دماءنا وقتل حماتنا فوالله ما فريت الا جلدك ولا حززت الا لحمك ولتردن على رسول الله ص بما تحملت من سفك دماء ذريته وانتهكت من حرمته في عترته ولحمته حيث يجمع الله شملهم ويلم شعثهم ويأخذ لهم بحقهم ولا تحسبن الذين قتلوا في سبيل الله أمواتا بل احياء عند ربهم يرزقون وحسبك بالله حاكما وبمحمد ص خصيما وبجبرئيل ظهيرا

نام کتاب : أعيان الشيعة نویسنده : الأمين، السيد محسن    جلد : 7  صفحه : 139
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست