responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : أعيان الشيعة نویسنده : الأمين، السيد محسن    جلد : 7  صفحه : 137

بنت علي ع فضلا عن أن اسمها زينب ويظن انها امرأة أهل البيت لم يحفظ نسبها كما قال ابن عساكر وان كان ما اعتمد عليه في ذلك غير صواب لتعدد من تسمى بأم كلثوم من بنات علي وعدم انحصارهن في زوجة عمر وكيف كان فلو صح انها زينب الصغرى فهي التي كانت تحت محمد بن عقيل فما الذي جاء بها إلى راوية دمشق ولكن ذلك لم يصح كما عرفت وان كانت أم كلثوم كما هو الظاهر لدلالة كلام ابن جبير وياقوت وابن عساكر على اشتهارها بذلك فليست أم كلثوم الكبرى لما مر عن ابن عساكر فيتعين كونها اما أم كلثوم الوسطى زوجة مسلم بن عقيل التي تزوجها عبد الله بن جعفر بعد قتل زوجها ووفاة أختها زينب الكبرى واما أم كلثوم الصغرى التي كانت مزوجة ببعض ولد عقيل وحينئذ فمجئ إحداهما إلى الشام ووفاتها في تلك القرية وان كان ممكنا عقلا لكنه مستبعد عادة هذا على تقدير صحة انتساب القبر الذي في راوية إلى أم كلثوم بنت علي لكن قد عرفت انه ليس بيدنا ما يصحح ذلك لو لم يوجد ما ينفيه ثم انه ليس في كلام من تقدم نقل كلامهم ما يدل على أن من تسمى بزينب تكنى بأم كلثوم سوى كلام المفيد.
479: زينب الكبرى بنت مولانا أمير المؤمنين علي بن أبي طالب ع وتعرف بالعقيلة أمها فاطمة الزهراء بنت رسول الله ص كانت زينب ع من فضليات النساء. وفضلها أشهر من أن يذكر وأبين من أن يسطر.
وتعلم جلالة شانها وعلو مكانها وقوة حجتها ورجاحة عقلها وثبات جنانها وفصاحة لسانها وبلاغة مقالها حتى كأنها تفرع عن لسان أبيها أمير المؤمنين ع من خطبها بالكوفة والشام واحتجاجها على يزيد وابن زياد بما فحمهما حتى لجا إلى سوء القول والشتم واظهار الشماتة والسباب الذي هو سلاح العاجز عن إقامة الحجة وليس عجيبا من زينب ان تكون كذلك وهي فرع من فروع الشجرة الطيبة النبوية والأرومة الهاشمية جدها الرسول وأبوها الوصي وأمها البتول وأخواها لأبيها وأمها الحسنان ولا بدع ان جاء الفرع على منهاج أصله. وكانت زينب الكبرى متزوجة بابن عمها عبد الله بن جعفر بن أبي طالب وولد له منها علي الزينبي وعون ومحمد وعباس وأم كلثوم لسبط بن الجوزي يوسف قزاوغلي وعون ومحمد قتلا مع خالهما الحسين ع بطف كربلا. وأم كلثوم هي التي خطبها معاوية لابنه يزيد فزوجها خالها الحسين ع من ابن عمها القاسم بن محمد بن جعفر بن أبي طالب. وسميت أم المصائب وحق لها ان تسمى بذلك فقد شاهدت مصيبة وفاة جدها الرسول ص ومصيبة وفاة أمها الزهراء ع ومحنتها ومصيبة قتل أبيها أمير المؤمنين ع ومحنة ومصيبة شهادة أخيها الحسن بالسم ومحنته والمصيبة العظمى بقتل أخيها الحسين ع من مبتداها إلى منتهاها وقتل ولداها عون ومحمد مع خالهما امام عينها وحملت أسيرة من كربلاء إلى الكوفة وأدخلت على ابن زياد إلى مجلس الرجال وقابلها بما اقتضاه لؤم عنصره وخسة أصله من الكلام الخشن الموجع واظهار الشماتة الممضة وحملت أسيرة من الكوفة إلى ابن آكلة الأكباد بالشام ورأس أخيها ورؤوس ولديها وأهل بيتها امامها على رؤوس الرماح طول الطريق حتى دخلوا دمشق على هذه الحال وادخلوا على يزيد في مجلس الرجال وهم مقرنون بالحبال. قال المفيد فرأى هيئة قبيحة وأظهر السخط على ابن زياد ثم أفرد لهن ولعلي بن الحسين دارا وامر بسكوتهم وقال لزين العابدين كاتبني من المدينة وانه إلى كل حاجة تكون ولما عادوا ارسل معهم النعمان بن بشير وأمره ان يرفق بهم في الطريق ولما غزا جيشه المدينة أوضى مسرف بن عقبة بعلي بن الحسين ع. وذلك لما رأى من نقمة الناس عليه فأراد ان يتلافى ما فرط منه وهيهات كما قال الشريف الرضي:
وود ان يتلافى ما جنت يده * وكان ذلك كسرا غير مجبور وكان لزينب في وقعة الطف المكان البارز في جميع الحالات وفي المواطن كلها فهي التي كانت تمرض العليل وتراقب أحوال أخيها الحسين ع ساعة فساعة وتخاطبه وتسأله عند كل حادث وهي التي كانت تدبر امر العيال والأطفال وتقوم في ذلك مقام الرجال وهي التي دافعت عن زين العابدين لما أراد ابن زياد قتله وخاطبت ابن زياد بما ألقمه حجرا حتى لجا إلى ما لا يلجأ إليه ذو نفس كريمة وبها لاذت فاطمة الصغرى واخذت بثيابها لما قال الشامي ليزيد هب لي هذه الجارية فخاطبت يزيد بما فضحه وألقمته حجرا حتى لجا إلى ما لجا إليه ابن زياد. والذي يلفت النظر انها في ذلك الوقت كانت متزوجة بعبد الله بن جعفر فاختارت صحبة أخيها على البقاء عند زوجها وزوجها راض بذلك مبتهج به وقد امر ولديه بلزوم خالهما والجهاد بين يديه ففعلا حتى قتلا وحق لها ذلك فمن كان لها أخ مثل الحسين وهي بهذا الكمال الفائق لا يستغرب منها تقديم أخيها على بعلها.
اخبارها المتعلقة بوقعة الطف حتى رجوعها للمدينة روى ابن طاوس ان الحسين ع لما نزل الخزيمية أقام بها يوما وليلة فلما أصبح أقبلت إليه أخته زينب فقالت يا أخي ألا أخبرك بشئ سمعته البارحة فقال الحسين ع وما ذاك فقالت خرجت في بعض الليل لقضاء حاجة فسمعت هاتفا يهتف ويقول:
الا يا عين فاحتفلي بجهد * ومن يبكي على الشهداء بعدي على قوم تسوقهم المنايا * بمقدار إلى انجاز وعد فقال لها الحسين ع يا أختاه كل الذي قضي فهو كائن. وقال المفيد لما كان اليوم التاسع من المحرم زحف عمر بن سعد إلى الحسين ع بعد العصر والحسين ع جالس امام بيته محتب بسيفه إذ خفق برأسه على ركبتيه فسمعت أخته الضجة الصيحة فدنت من أخيها فقالت يا أخي أما تسمع هذه الأصوات قد اقتربت فرفع الحسين رأسه فقال اني رأيت رسول الله ص الساعة في المنام فقال لي انك تروح إلينا فلطمت أخته وجهها ونادت بالويل فقال لها الحسين ليس لك الويل يا أختاه اسكتي رحمك الله والمراد بأخته في هذه الرواية هي زينب بلا ريب لأنها هي التي كانت تراقب أحوال أخيها في كل وقت ساعة فساعة وتتبادل معه الكلام فيما يحدث من الأمور والأحوال وقد روى ابن طاوس هذه الرواية مع بعض الزيادة وصرح بان اسمها زينب فقال فسمعت أخته زينب الضجة إلى أن قال فلطمت زينب وجهها وصاحت ونادت بالويل فقال لها الحسين ع ليس لك الويل يا أخية اسكتي رحمك الله لا تشمتي القوم بنا. وقال ابن الأثير ج 4 ص 29 نهض عمر بن سعد إلى الحسين عشية الخميس لتسع مضين من المحرم بعد العصر والحسين جالس امام بيته محتبيا بسيفه إذ خفق برأسه على ركبته وسمعت أخته زينب الضجة فدنت منه فأيقظته فرفع رأسه فقال اني رأيت رسول الله ص في المنام فقال إنك تروح إلينا فلطمت أخته وجهها وقالت يا ويلتاه قال ليس لك الويل يا أخية اسكتي رحمك الله وقال المفيد قال علي بن الحسين اني لجالس في صبيحتها وعندي عمتي زينب تمرضني إذ اعتزل أبي في خباء له وعنده جوين مولى أبي ذر الغفاري وهو أي جوين يعالج سيفه ويصلحه وأبي يقول:

نام کتاب : أعيان الشيعة نویسنده : الأمين، السيد محسن    جلد : 7  صفحه : 137
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست