responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : أعيان الشيعة نویسنده : الأمين، السيد محسن    جلد : 6  صفحه : 414

الذئب كان جدهم جاء إلى النبي ص فحدثه أن الذئب أخذ من غنمه شاة فتبعه فلما غشيه بالسيف قال له ما لي وما لك تمنعني رزق الله فقلت يا عجبا الذئب يتكلم فقال أعجب مني أن محمدا نبي قد بعث بين أظهركم وأنتم لا تتبعونه فبنوه يفخرون بتكليم الذئب جدهم فقال دعبل فيهم:
تهم علينا بان الذئب كلمكم * فقد لعمري أبوكم كلم الذيبا فكيف لو كلم الليث الهصور إذا * أفنيتم الناس ماكولا ومشروبا هذا السنيدي لا أصل ولا طرف [1] * يكلم الفيل تصعيدا وتصويبا وزاد فيها ابن عساكر:
فاذهب إليك فاني لا أرى أحدا * بباب دارك طلابا ومطلوبا السنيدي كأنه تصغير السندي وهو الفيال والفيل من أفهم الحيوانات وأقبلها للتعليم وإذا كان السنيدي يكلم الفيل فيفهم ما يأمره به لا ينفي ذلك فصيلة تكليم الذئب أباهم إلا على وجه شعري سوفسطائي نعم يمكن أن يقول قائل أن ذلك معجزة للنبي ص لا فضيلة لأبيهم فيجلب بان جريان ذلك على يد أبيهم إذا صح نوع فضيلة له.
خبره مع إعرابي ومن أخباره في تاريخ بغداد عن أحمد بن القاسم المار ذكره كان دعبل بن علي يجئ إلى علوي كان بالقرب منا قد سماه وكان ينشده وأسمع منه. وبسنده عن إسحاق بن محمد بن أبان كنت قاعدا مع دعبل بن علي بالبصرة وعلى رأسه غلام يقال له نفنف فمر به إعرابي يرفل في ثياب خز فقال لغلامه إدع هذا الأعرابي إلينا فأومأ الغلام إليه فجاء فقال له دعبل ممن الرجل قال من بني كلاب قال من أيهم قال من ولد أبي بكر قال أتعرف الذي يقول:
ونبئت كلبا من كلاب يسبني * ومر كلاب يقطع الصلوات فان أنا لم أعلم كلابا بأنها * كلاب وإني باسل النقمات فكان إذا ما قيس عيلان والدي * وكانت إذا أمي من الحبطات يعني بني تميم وهم أعدى الناس لليمن. قال أبو يعقوب: هذا الشعر لدعبل في عمرو بن عاصم الكلابي فقال له الأعرابي ممن أنت فكره أن يقول من خزاعة فيهجوه فقال أنا أنتمي إلى القوم الذين يقول فيهم الشاعر:
أناس علي الخير منهم وجعفر * وحمزة والسجاد ذو الثفنات إذا افتخروا يوما أتوا بمحمد * وجبريل والقرآن والسورات وهذا الشعر أيضا له فوثب الأعرابي وهو يقول محمد وجبريل والقرآن والسورات ما إلى هؤلاء مرتقى. ما إلى هؤلاء مرتقى.
من أخباره الأغاني بسنده كان دعبل قد جنى جناية بالكوفة وهو غلام فأخذه العلاء بن منظور الأسدي وكان لي شرطة الكوفة من قبل موسى بن عيسى فحبسه فكلمه فيه عمه سليمان بن رزين فقال اضربه لعله يتأدب فضربه ثلاثمائة سوط فخرج من الكوفة فلم يدخلها بعد ذلك إلا عزيزا.
وبسنده كان دعبل يغيب سنين ويرجع وقد أفاد وأثرى وكانت الشراة والصعاليك يلقونه فلا يؤذونه ويؤاكلونه ويشاربونه ويبرونه وكان إذا لقيهم وضع طعامه ودعاهم إليه فكانوا قد عرفوه وألفوه لكثرة أسفاره وكانوا يواصلونه ويصلونه قال أحمد بن كامل أنشدني دعبل لنفسه في بعض أسفاره:
حللت محلا يقصر البرق دونه * ويعجز عنه الطيف أن يتجشما ومرت عند الكلام على شاعريته أبيات عينية قالها في بعض غيباته وبسنده دخل دعبل الري في أسام الربيع فجاءهم ثلج لم يروا مثله في الشتاء فقال شاعر منهم أبياتا وكتبها في رقعة وألقاها في دهليز دعبل وهي:
جاءنا دعبل بثلج من الشعر * فجادت سماؤنا بالثلوج نزل الري بعد ما سكن البرد * وقد أينعت رياض المروج فكسانا ببرده لا كساه الله * ثوابا من كرسف محلوج فلما قرأها ارتحل عن الري ما روي من طريقه أخرج في تاريخ دمشق عنه عن مالك بن أنس عن أبي الزبير جابر أن رسول الله ص قال نعم الإدام الخل وبسنده عنه سمعت مالك بن أنس فقيه المدينة يحدث هارون الرشيد مسندا عن أبي هريرة: لم يزل رسول الله ص يتختم في يمينه حتى قبضه الله إليه وروى دعبل بسنده إلى اليراء بن عازب عن النبي ص في قوله تعالى يثبت الله الذين آمنوا بالقول الثابت في الحياة الدنيا وفي الآخرة: قال في القبر إذا سئل المؤمن.
طرائفه الأغاني بسنده: أنشد رجل دعبل بن علي شعرا له ساقطا فجعل يعيبه وينبهه على خطئه فيه بيتا بيتا إلى أن مر له بيت جيد فقال دعبل أحسنت أحسنت ما شئت فقال يا أبا علي أتقول لي هذا بعد ما مضى فقال يا حبيبي لو أن رجلا أسمع سبعين مرة ما كان بمنكر أن يكون فيها دستنبوبة واحدة.
بعض ما حكاه من الطرائف الأغاني بسنده عن دعبل دخلت على أبي الحارث جمين وقد فلج وكان صديقي لأعوده فقلت ما هذا قال أخذت من شعرات ودخلت الحمام فغلط بي الفالج وظن أني قد احتجمت فقلت له لو تركت خفة الروح والمجون في موضع لتركتهما في هذا الموضع.
معاهد التنصيص قال دعبل: كنا يوما عند سهل بن هارون الكاتب البليغ وكان شديد البخل فأطلنا الحديث واضطره الجوع إلى أن دعا بغداء له فاتي بقصعة فيها ديك جاس هرم لا تخرقه سكين ولا يؤثر فيه ضرس فاخذ كسرة خبز فخاض بها مرقته وقلب جميع ما في القصعة ففقد الرأس فبقي مطرقا ساعة ثم رفع رأسه وقال للطباخ أين الرأس فقال رميت به فقال ولم قال ظننتك لا تأكله قال بئسما ظننت والله إني لأمقت من يرمي برجليه يكفف من يرمي برأسه والرأس رئيس وفيه الحواس الأربع ومنه يصيح ولولا صوته لما فضل وفيه فرقه الذي يتبرك به وفيه عيناه اللتان


[1] في تاريخ دمشق (لا يسوى اثاوية) بدل (لا أصل ولا طرف) - المؤلف -

نام کتاب : أعيان الشيعة نویسنده : الأمين، السيد محسن    جلد : 6  صفحه : 414
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست