responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : أعيان الشيعة نویسنده : الأمين، السيد محسن    جلد : 5  صفحه : 95

المتبع هو الدليل ولم يستطع الاخبارية تصحيح جميع هذه الأخبار ولا إثبات أنها قطعية وأقل ما في قولهم هذا إن الذين خرجت من تحت أيديهم هذه الأخبار كالشيخ والصدوق بل والكليني يردون جملة منها بضعف السند وبغير ذلك فإذا كان هذا حالهم مع قرب عهدهم فكيف بنا مع بعد عهدنا فما ذكره صاحب اللؤلؤة ومن على رأيه ما هو إلا غفلة ظاهرة. وأما زعمه أن متقدمي علمائنا الأبرار كانوا يأخذون الأخبار كلها ففيه أولا أنه لا يلزمنا تقليدهم وهم غير معصومين من الخطا وثانيا إنهم كانوا يردون بعضها بضعف السند وغيره وأما انه يلزم بقاء بعض الأحكام بغير دليل فقد عرفت فساده.
نسبته إلى صاحب المدارك وأخيه نور الدين علي كان الشيخ حسن خال صاحب المدارك وكان السيد نور الدين علي أخو صاحب المدارك لأبيه أخا الشيخ حسن لامه وما يوجد في بعض نسخ أمل الآمل المخطوطة من أنه أخو صاحب المدارك لأمه اشتباه وإنما أخوه لأمه هو نور الدين علي أخو صاحب المدارك كما ذكرنا ولعله كان كذلك في أصل النسخة ثم أصلح وذلك أن أباه الشهيد الثاني كان قد مات له أولاد كثيرون صغارا فكان لا يعيش له ولد ذكر وذلك هو الذي حداه على تأليف مسكن الفؤاد عند فقد الأحبة والأولاد إلى أن ولد له الشيخ حسن أخيرا وكان السيد علي بن الحسين بن أبي الحسن الموسوي والد صاحب المدارك متزوجا ابنة الشهيد الثاني أخت الشيخ حسن من أبيه وأمها غير أم الشيخ حسن فولد له منها صاحب المدارك ولذا يعبر صاحب المدارك عن الشهيد الثاني في المدارك بجدي ولما قتل الشهيد الثاني تزوج علي المذكور زوجته أم الشيخ حسن فكان الشيخ حسن ربيبه فولد له منها السيد نور الدين أخو صاحب المدارك لأبيه وأخو الشيخ حسن لأمه فالشيخ حسن خال صاحب المدارك وأخو أخيه السيد علي نور الدين لأمه.
أخباره مع صاحب المدارك في أمل الآمل كان هو والسيد محمد بن علي بن أبي الحسن العاملي صاحب المدارك كفرسي رهان شريكين في الدروس عند مولانا احمد الأردبيلي ومولانا عبد الله اليزدي والسيد علي بن أبي الحسن وغيرهم اه وقال صاحب الدر المنثور وغيره كان هو والسيد محمد صاحب المدارك ابن أخته كفرسي رهان ورضيعي لبان وكانا متقاربين في السن والسيد محمد أكبر فبقي الشيخ حسن بعده بقدر تفاوت ما بينهما في السن تقريبا وكتب على قبر السيد محمد رجال صدقوا ما عاهدوا الله عليه فمنهم من قضى نحبه ومنهم من ينتظر وما بدلوا تبديلا ورثاه بأبيات كتبها على قبره وهي:
لهفي لرهن ضريح صار كالعلم * للجود والمجد والمعروف والكرم قد كان للدين شمسا يستضاء به * محمد ذو المزايا طاهر الشيم سقى ثراه وهناه الكرامة والريحان * والروح طرا بارئ النسم ثم قال والحق ان بينهما فرقا في دقة النظر يظهر لمن تأمل مصنفاتهما وأن الشيخ حسن كان أدق نظرا وأجمع لأنواع العلوم وكانا مدة حياتهما إذا اتفق سبق أحدهما إلى المسجد وجاء الآخر يقتدي به في الصلاة بل كان كل منهما إذا صنف شيئا عرضه على الآخر ليراجعه فيتفقان فيه على ما يوجب التحرير وكذا إذا رجح أحدهما مسالة وسئل عنها الآخر يقول ارجعوا إليه فقد كفاني مؤونتها اه. قال في اللؤلؤة: ما ذكره في فضل جده الشيخ حسن على السيد محمد جيد في محله كما لا يخفى على من تأمل مصنفاتهما اه وبالجملة لم يسمع بمتعاصرين مثلهما في تآخيهما وتصافيهما وتساويهما كانا كفرسي رهان متصافيين شريكين في الدرس عند والد صاحب المدارك والمولى عبد الله اليزدي والأردبيلي وكان كل منهما يقتدي بالآخر في الصلاة فمن سبق إليها اقتدى به الآخر ومن سبق إلى الدرس حضر الآخر حلقة درسه واشتركا في بعض التلاميذ. ويظهر من المحكي عن الدر المنثور أن تتلمذهما على المولى عبد الله اليزدي وهو صاحب حاشية ملا عبد الله المشهورة في المنطق كان في جبل عاملة حين وردها وأنه صنف الحاشية هناك وإنهما قرآ على المولى عبد الله المذكور المنطق والرياضيات وقرأ عليهما الفقه والحديث وغيرهما ولكن في روضات الجنات أن قراءتهما على ملا عبد الله اليزدي وقراءته عليهما كانتا في النجف الأشرف والله أعلم ومن أخباره مع صاحب المدارك ما ذكره السيد نعمة الله الجزائري في الأنوار النعمانية قال حدثني أوثق مشايخي أن السيد الجليل محمد صاحب المدارك والشيخ المحقق الشيخ حسن المعالم قد تركا زيارة المشهد الرضوي على ساكنه السلام خوفا من أن يكلفهما الشاه عباس الأول بالدخول عليه مع أنه كان من أعدل سلاطين الشيعة فبقيا في النجف الأشرف ولم يأتيا إلى بلاد العجم احترازا من ذلك اه. وأنا أظن إن كنت لا أعلم أن ذلك لا صحة له وإن حدث الجزائري بذلك أوثق مشايخه فهو لم يره ولم يسمعه منهما بل حكاه له من لا نعلم حاله ولو صح ذلك لكان إلى القدح أقرب منه إلى المدح وإلى إعوجاج السليقة أقرب منه إلى استقامة الطريقة وليس شئ من الورع يوجب ذلك ويقتضيه وقد صاحب الشاه عباس من لم يكن دونهما في التقوى والورع الشيخ البهائي والسيد الداماد وغيرهما ولكن الناس اعتادوا المبالغة في الفضائل بما يغير حقائقها وهذان الإمامان لم يتشرفا بزيارة المشهد الرضوي في ذلك الوقت مع بعد الشقة وعادا لبلادهما فجعل الناقل لذلك هذا السبب.
أخبارهما مع الأردبيلي بعد ما قرأ هو وصاحب المدارك في جبل عامل عند السيد علي والد صاحب المدارك سافرا معا إلى العراق وقرءا على الأردبيلي. وفي روضات الجنات أن سفرهما إلى العراق كان في حدود سنة 993 في عصر المولى أحمد الأردبيلي فقرءا عند الأردبيلي بعض المتون الأصولية والفقهية وعن أكثر الكتب انهما لم يبقيا في النجف الا مدة قليلة سنتين أو أكثر بقليل ووجد مجلدان من جمهرة ابن دريد عليهما خط الشيخ حسن بما صورته صار هذا الكتاب في نوبة العبد المفتقر إلى الله سبحانه حسن بن زين الدين بن علي العاملي عامله الله بلطفه ملكه بالابتياع الشرعي بالمشهد المقدس الغروي في أوائل شهر رمضان سنة 983 اه وهو يدل على أن قدومهما النجف كان قبل ذلك التاريخ الذي ذكره في الروضات مع أن ذلك تاريخ وفاة أستاذهما الأردبيلي وقد نص الشيخ علي سبط الشيخ حسن في الدر المنثور أنه لما رجع الشيخ حسن إلى البلاد صنف المعالم والمنتقى قبل وفاة ملا احمد اه. فكون ورودهما إلى العراق بذلك التاريخ غلط قطعا وعن حدائق المقربين انهما لما قدما العراق سالا المولى الأردبيلي أن يعلمهما ما له دخل في الاجتهاد فأجابهما إلى ذلك وعلمهما أولا شيئا من المنطق وأشكاله الضرورية ثم أرشدهما إلى قراءة أصول الفقه وقال إن أحسن ما كتب في هذا الشأن هو شرح العميدي على تهذيب العلامة غير أن بعض مباحثه لا دخل له بالاجتهاد وقراءتها تضييع للعمر

نام کتاب : أعيان الشيعة نویسنده : الأمين، السيد محسن    جلد : 5  صفحه : 95
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست