responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : أعيان الشيعة نویسنده : الأمين، السيد محسن    جلد : 5  صفحه : 284

العسكرية الجيوش التي كانت مرابطة في الطريق بمناسبة حوادث فلسطين كما حضر إلى خربة سلم جموع كثيرة من قرى جبل عامل القريبة والنائية. وفي اليوم السابع من وفاته أقيم له مأتم حافل مهيب تبارى فيه الشعراء والخطباء وألقيت فيه الخطب البليغة والقصائد الرنانة التي قلما القي ما يشابهها في مأتم وكثير منها كان غاية في البراعة والبلاغة والمتانة والرصانة وسنأتي على ما يستجاد منها في آخر الترجمة.
وفي آخر أيام حياته كنت عنده فقال إني قد يئست من الحياة ثم التفت إلى أولاده فقال لهم هذا عمكم مكان أبيكم فكونوا بأمره ولا تخالفوه وأوصى إلي بما أهمه.
وكانت وفاته فاجعة كبيرة أثرت في نفسي اثرا كبيرا وأحدثت لي حزنا عميقا لم يحدثه فقد غيره من قريب أو حميم فرحمه الله رحمة واسعة وأسكنه في أعلى عليين مع أجداده الطاهرين صلوات الله عليهم أجمعين.
ترجمة أحواله كان عالما فاضلا فقيها بارعا محققا مدققا حاد الفهم سريع الانتقال ذكيا مسلم الفضيلة والفقاهة مرجوعا اليه في فصل القضايا والاحكام وكان أديبا شاعرا متميزا في حسن نظمه ورصانة شعره وقوته وانسجامه ظاهر التميز ليس فيه ليت ولا لو يميل كثيرا إلى مجالس الشعر والأدب.
قرأ أولا في شقراء في مدرسة أخيه السيد علي ابن السيد محمود نحوا من ست سنين ثم هاجر إلى العراق سنة 1316 فقرأ فيها على هذا العاجز في علمي الأصول والفقه في السطوح وبقي يقرأ علي فيهما حتى خرجت من النجف سنة 1319 وطلب مني ان اختار له من يقرأ عليه في بعض الكتب الفقهية فأرشدته إلى رجل كنت أظن قدرته على ذلك فقرأ عنده يوما واحدا وعاد إلي غير راض عن تدريسه فقلت له نعم ما صنعت وعلمت من ذلك فطنته وذكاءه فأرشدته إلى غيره وسكن معي في دار واحدة نحوا من ثلاث سنوات كان فيها مكبا على التحصيل والدرس والتدريس وقرأ أيضا على الشيخ احمد ابن الشيخ علي من آل الشيخ جعفر صاحب كشف الغطاء وعلى الشيخ علي ابن الشيخ باقر حفيد صاحب الجواهر ثم سافرت إلى الشام سنة 1319 وبقي هو في النجف نحوا من عشر سنين يحضر دروس الخارج ويقرأ عليه الطلاب رجل قراءاته في هذه المدة على الشيخ علي الجواهري الآنف الذكر والشيخ ملا كاظم الخراساني والسيد كاظم اليزدي وغيرهم وعاد إلى جبل عامل سنة 1330 وأراد السكنى في مسقط رأسه عيثرون فذهب إليها فلم تستقر به الدار ثم وقعت فتنة فخرج منها إلى شقراء وبقي فيها عدة سنين قرأ عليه فيها جماعة واستفادوا من علمه منهم الشيخ محمد جواد الشري قبل ذهابه للعراق ثم انتقل إلى خربة سلم بطلب من أهلها فأكرموا وفادته وقاموا بما وجب عليهم من حقه حيا وميتا جزاهم الله خير الجزاء وتوطنها إلى حين وفاته.
مؤلفاته 1 مجلد في الطهارة لم يتم 2 رسالة في رد الوهابية 3 منظومة في الرضاع سماها فصيلة اليراع في مسائل الرضاع 4 منظومة في الاجتهاد والتقليد وسنورد المنظومتين في آخر الترجمة انش.
شعره اما شعره ففي الطبقة العالية ونورد منه هنا ما وصل الينا ومنه تعلم صدق ما قلناه وبعضه لم يصلنا.
الغزل قال:
يكلفني كتم الصبابة منصبي * ويطغى الهوى في مهجتي فأبوح حكت شجني ورق الحمام فكلما * تغني أغني أو تنوح أنوح وقال:
لي جسم أظناه ذكر المغاني * وفؤاد أصماه حب الغواني وضلوع من الغرام تثقفن * فها هن كالقسي حواني وقال:
رافل أنت في برود التصابي * بعد ان جزت عنفوان الشباب تركتك العين الكواعب مرمى * لنبال الأجفان والأهداب سلبتك النهى فلست تبالي * لنعيم عقباك أم لعذاب في تلاع العذيب آرام رمل * باديات في صورة الاعراب بارزات لم تالف الخدر لكن * حجبت من جمالها بحجاب الربيع والشيب والشباب هذا الربيع بعنفوان شبابه * يختال كالحسناء في جلبابه يفتر ثغر الأقحوان إذا بكت * في روضه الزاهي عيون سحابه والورد سيد زهره فمتى بدا * سجدت ملوك الدهر في أعتابه يبدو إذا انفتقت كمائمه كما * يبدو أسيل الخد بعد حجابه وإذا تمثلت الشباب ترقرقت * عيني ولج الدمع في تسكابه ووددت لو ودعت نفسي عندما * ودعته وذهبت حين ذهابه مذ حل بازي الشيب فوق مفارقي * سار الشباب مودعا بغرابه ولقد أحال ضيا الصباح دجنة * لما انجلى ليلي بضوء شهابه المديح قال في مدح النبي ص:
طلبوا شاوه فعادوا حيارى * وسكارى وما هم بسكارى لمعت من سناه لمعة قدس * غشيتهم فأغشت الأبصارا واستطالت فسدت الأفق حتى * ضربت دون مجده الأستارا فكيف لا يعجز الورى نعت مولى * طبقت معجزاته الأمصارا فهي شهب بل دونها الشهب حصرا * ومقاما ورفعة وفخارا وهي كالصبح كلما ازددت منه * نظرا زاد في الفضاء انتشارا للنبي الأمي اسرار فضل * أظهرت باحتجاجها الأسرارا لم يطر لاقتناصها الفكر الا * قد رأيناه واقعا حيث طارا لو زففنا اليه شمس المعالي * وجعلنا شهب السماء نثارا وسبكنا من النضار مقالا * أو سبكنا من المقال نضارا وأصبنا بمدحه كل مرمى * ما أصبنا من مدحه المعشارا وقال في مدح أمير المؤمنين علي ع:
فرقان مدحك يجلو ظلمة الريب * وآية الصدق تمحو آية الكذب تأبى علي القوافي ان أردت سوى * ثناك لكن له ينقاد كل أبي كالشمس مجدك يرنو وهو مرتفع * عن المنال لو أن الشمس لم تغب فما سناك عن النائي بمبتعد * ولا علاك من الداني بمقترب

نام کتاب : أعيان الشيعة نویسنده : الأمين، السيد محسن    جلد : 5  صفحه : 284
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست