responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : أعيان الشيعة نویسنده : الأمين، السيد محسن    جلد : 5  صفحه : 108

وزارة المأمون وكان جوادا ممدحا أديبا شاعرا عارفا بالنجوم جامعا لأسباب الفضل والكمال ذكره الشيخ في رجاله في أصحاب الرضا ع فقال الحسن بن سهل أخو الفضل ذي الرياستين ويعرف الحسن بذي القلمين اه. وفي التعليقة هو الذي اخذ في جملة من اخذ عند قتل الفضل عمه في الحمام اه. وأقول الفضل أخو الحسن لا عمه والحسن لم يؤخذ يومئذ فما ذكره من سهو القلم ان لم تكن النسخة مغلوطة. وقال ابن خلكان: أبو محمد الحسن بن سهل بن عبد الله السرخسي تولى وزارة المأمون بعد أخيه ذي الرياستين الفضل وحظي عنده وكان المأمون قد ولاه جميع البلاد التي فتحها طاهر بن الحسين وكان عالي الهمة كثير العطاء للشعراء وغيرهم. وفي الفخري استوزره المأمون بعد أخيه الفضل ومال اليه وتلافاه جبرا لمصابه بقتل أخيه وتزوج ابنته بوران إلى أن قال كان الحسن بن سهل أعظم الناس منزلة عند المأمون وكان المأمون شديد المحبة لمفاوضته فكان إذا حضر عنده طاوله في الحديث وكلما أراد الانصراف منعه فانقطع زمان الحسن بذلك وثقلت عليه الملازمة فصار يتراخى عن الحضور بمجلس المأمون ويستخلف أحد كتابه كأحمد بن أبي خالد وأحمد بن يوسف وغيرهما اه. وكان الفضل بن سهل واخوه الحسن بن سهل من صنائع آل برمك. ويحيى بن خالد هو الذي اختار الفضل لخدمة المأمون في حياة الرشيد كما يأتي في ترجمة الفضل وكان الحسن واخوه يتشبهان بالبرامكة في الجود والسخاء وحكى الصدوق في العيون عن أبي علي الحسين بن أحمد السلامي في كتابه اخبار خراسان ان الفضل بن سهل كان مجوسيا فاسلم على يدي يحيى بن خالد وصحبه وقيل بل اسلم سهل والد الفضل على يد المهدي وفي تجارب السلف ما ترجمته ان الفضل كان من أولاد ملوك الفرس. وأبوه سهل كان مجوسيا وكان مقربا عند يحيى بن خالد وكان يحيى موكلا أموره اليه واسلم سهل في أيام الرشيد وكان الأب والابن عالمين بالنجوم اه.
معرفته بالنجوم مر عن تجارب السلف انه كان عالما بالنجوم ويدل خبر رواه الصدوق في عيون أخبار الرضا ع ان الحسن بن سهل كان عالما بالنجوم.
فقد روى بسنده عن ياسر الخادم انه لما خرج المأمون والفضل بن سهل والرضا ع من مرو طالبين العراق قال ياسر فلما كنا في بعض المنازل ورد على ذي الرياستين الفضل بن سهل كتاب من أخيه الحسن بن سهل اني نظرت في تحويل هذه السنة في حساب النجوم فوجدت فيه انك تذوق في شهر كذا يوم الأربعاء حر الحديد وحر النار وارى ان تدخل أنت والرضا وأمير المؤمنين الحمام في ذلك اليوم فتحتجم أنت فيه وتصب الدم على بدنك ليزول نحسه عنك الحديث وفيه ان الفضل دخل الحمام فدخل عليه قوم الحمام فقتلوه فيه كما أن أخاه الفضل أيضا كان عالما بالنجوم كما يأتي في ترجمته وفي تاريخ الحكماء لابن القفطي ان سهل بن بشر الإسرائيلي المنجم كان يخدم طاهر بن الحسين ثم الحسن بن سهل وان الحارث المنجم كان منقطعا إلى الحسن بن سهل.
تشيعه كان الحسن واخوه الفضل يتشيعان ونص على تشيع الفضل ابن خلكان في تاريخه. واخوه الحسن كان على طريقته. وربما يدل على تشيع الحسن ذكر الشيخ له في أصحاب الرضا ع كما مر.
واستدل بعضهم على تشيعه بأنه واخاه الفضل من صنائع البرامكة والظاهر أن البرامكة كانوا يتشيعون، واستدلوا على تشيع البرامكة بما في كتاب تجارب السلف من أن الرشيد سلم علويا إلى جعفر بن يحيى وأمره بقتله فاطلقه فبلغ ذلك الرشيد فسال جعفرا عن العلوي، فقال محبوس، فقال بحقي عليك؟ فقال بحقك لا احلف كاذبا قد أطلقته. فقال نعم ما صنعت. فلما قام قال الرشيد: قتلني الله ان لم أقتلك انتهى.
ولكن هناك ما يناقض هذا وهو ما روي من أن يحيى البرمكي جاء من الرقة من عند الرشيد إلى بغداد وامر السندي بن شاهك بسم الإمام الكاظم ففعل، وانه هو الذي كان السبب في مجئ علي بن إسماعيل من المدينة وسعايته بالكاظم ع حسدا لجعفر بن محمد بن الأشعث.
والله أعلم.
وحكى الصدوق في العيون عن أبي علي الحسين بن أحمد السلامي في كتاب خراسان ان الفضل بن سهل هو الذي أشار على المأمون بان يجعل الرضا ولي عهده فلما بلغ العباسيين ببغداد ساءهم ذلك وبايعوا إبراهيم بن المهدي المغني فلما بلغ ذلك المأمون بعث إلى الفضل من قتله في الحمام بسرخس ودس إلى الرضا ع سما فمات اه. اما قول الصدوق في العيون: والصحيح عندي ان المأمون انما ولاه العهد وبايع له للنذر الذي قد تقدم ذكره يعني نذره ان أظفره الله بالمخلوع ان يجعلها في أفضل آل أبي طالب وان الفضل لم يزل معاديا ومبغضا له وكارها لامره لأنه كان من صنائع آل برمك اه. فهو اجتهاد منه يمكن ان لا يكون أصاب فيه فالمأمون ان كان ولاه العهد لذلك النذر فلا ينافي ذلك ان يكون الفضل قوى عزمه وبعثه عليه وكون الفضل لم يزل معاديا للرضا كارها لأمره لم يثبت وينافيه قول ابن خلكان انه كان يتشيع وكونه من صنائع آل برمك يقوي تشيعه لما عرفت من أنهم كانوا يميلون إلى التشيع وقد روى الصدوق نفسه ان الفضل بن سهل وهشام بن إبراهيم أخرجا يمينا مكتوبة بالعتق والطلاق وما لا كفارة له انا جئناك لنقول كلمة حق وصدق وقد علمنا أن الإمرة أمرتكم والحق حقكم على أن نقتل المأمون ونخلص لك الأمر فشتمهما وقال لهما كفرتما النعمة فلا يكون لكما سلامة ولا لي ان رضيت بما قلتماه فقالا أردنا ان نجربك وذهبا فأخبرا المأمون بذلك وقالا انهما جرباه فقال المأمون وفقتما اه. ويمكن ان يكون هذا مما حدا بالمأمون على قتل الفضل والله أعلم وشتم الامام لهما لما يعلم ما في ذلك من المفسدة عليه وعليهما كما أشير اليه قوله فلا يكون لكما سلامة ولا لي فلا ينافي ذلك تشيعهما. وتدل بعض الأخبار المتقدمة في سيرة الرضا ع من القسم الثاني من الجزء الرابع من هذا الكتاب ان الحسن بن سهل كان حاضرا حينما أراد المأمون البيعة للرضا ع وانه كان شريك أخيه الفضل في كل ما يتعلق بذلك فقد ذكرنا هناك حكاية المفيد عن جماعة من أصحاب الاخبار ورواة السير والآثار وأيام الخلفاء ان المأمون احضر الفضل بن سهل فاعلمه بما قد عزم عليه من العقد للرضا ع وأمره بالاجتماع مع أخيه الحسن بن سهل فاجتمعا بحضرته فجعل الحسن يعظم ذلك عليه ويعرفه ما في اخراج الامر من أهله عليه فقال له المأمون اني عاهدت الله على انني ان ظفرت بالمخلوع أخرجت الخلافة إلى أفضل آل أبي طالب، وما أعلم أحدا أفضل من هذا الرجل على وجه الأرض فلما رأى الحسن والفضل عزيمته على ذلك أمسكا عن معارضته فيه فأرسلهما إلى الرضا ع فعرضا ذلك عليه فامتنع منه فلم يزالا به حتى أجاب ورجعا إلى المأمون فعرفاه اجابته فسر بذلك اه. وهذا يدل على اشتراكهما

نام کتاب : أعيان الشيعة نویسنده : الأمين، السيد محسن    جلد : 5  صفحه : 108
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست