responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : أعيان الشيعة نویسنده : الأمين، السيد محسن    جلد : 4  صفحه : 579

شهادة صلحاء أهل المصر وخيارهم في أسفل كتابي هذا. ودفع زياد الكتاب إلى وائل بن حجر وكثير بن شهاب وبعثهما عليهم وأمرهما أن يخرجوهم، وبلغ زيادا أن قوما يريدون أن يعرضوا لهم إذا أخرجوا فبعث إلى الكناسة فابتاع إبلا صعابا فشد عليها المحامل ثم حملهم عليها في الرحبة أول النهار حتى إذا كان العشاء قال من شاء ليعرض فلم يتحرك من الناس أحد فأخرجهم وائل وكثير عشية. وفي روضة الصفا أن زيادا أرسل معهم مائة رجل ممن يعتمد عليه اه‌. قال الطبري وسار معهم أصحاب الشرط حتى أخرجوهم من الكوفة ومروا بهم على عبيد الله بن الحر الجعفي فقال:
ألا عشرة رهط استنقذ بهم هؤلاء؟ ألا خمسة؟ فجعل يتلهف، فلم يجبه أحد فمضوا فلحقهم شريح بن هانئ بكتاب فقال: بلغوا هذا عني أمير المؤمنين فلم يرض كثير أن يأخذه حتى يعلم ما فيه فتحمله وائل بن حجر ا ه‌. وروى الحاكم في المستدرك بسنده عن زياد بن علاقة قال: رأيت حجر بن الأدبر حين أخرج به زياد إلى معاوية ورجلاه من جانب وهو على بعير اه‌. قال الطبري: ثم مضوا بهم حتى انتهوا بهم إلى مرج عذراء وبينها وبين دمشق اثنا عشر ميلا، وفي روضة الصفا: أربعة فراسخ، وقال أيضا: فمضوا بهم حتى نزلوا مرج عذراء فحبسوا بها. وفي أسد الغابة: فانزل وأصحابه عذراء وهي قرية عند دمشق. وفي الأغاني في تتمة الخبر السابق: ومضوا بهم حتى انتهوا إلى مرج عذراء فحبسوا به فبعث معاوية إلى وائل وكثير فأدخلهما وفض كتابهما. وقال الطبري: فبعث معاوية إلى وائل بن حجر وكثير بن شهاب فأدخلهما وفض كتابهما فقرأه على أهل الشام. ويظهر من كلامهما أن أول وصولهم كان إلى مرج عذراء فحبسوه به ولا يظهر منهم أنهم أدخلوا دمشق ولا أنهم ادخلوا على معاوية، أما ابن سعد في الطبقات فيدل كلامه على أنهم أدخلوا دمشق ولم يدخلوهم على معاوية حيث قال بعد قوله: وبعث بحجر وأصحابه إلى معاوية فقال معاوية لا أحب أن أراهم ولكن أعرضوا علي كتاب زياد فقرئ عليه الكتاب وجاء الشهود فشهدوا فقال: معاوية أخرجوهم إلى عذرى فاقتلوهم هناك فحملوا إليها. وأما المرزباني في النبذة المختارة المقدم إليها الإشارة والحاكم في المستدرك وابن عبد البر في الاستيعاب والطبري في تاريخه وابن حجر في الإصابة فإنهم صرحوا بدخولهم على معاوية. والاعتبار يقضي بأنه لا بد ان يكون أتي بهم أولا إلى دمشق، والمظنون أنهم أدخلوا على معاوية كما هي العادة في مثل هذا المقام، ويحتمل أنهم لم يدخلوا عليه وانه قال:
لا أحب ان أراهم كما مر عن ابن سعد، أما انه اتي بهم أولا إلى مرج عذرا ولم يدخلوا عليه فكالمقطوع بعدمه. وفي الأغاني أن معاوية لما قرأ كتاب زياد قال: ما ترون في هؤلاء؟ فقال يزيد بن أسد البجلي: أرى ان تفرقهم في قرى الشام فتكفيكهم طواغيتها. وقال الطبري: لما قرأ معاوية الكتاب وشهادة الشهود عليهم قال: ماذا ترون في هؤلاء النفر الذين شهد عليهم قومهم بما تسمعون؟ فقال له يزيد بن أسد البجلي: أرى ان تفرقهم في قرى الشام فيكفيكهم طواغيتها. ودفع وائل كتاب شريح إلى معاوية فقرأه فإذا فيه بعد البسملة: لعبد الله معاوية أمير المؤمنين من شريح بن هانئ اما بعد فقد بلغني ان زيادا كتب إليك بشهادتي على حجر بن عدي وان شهادتي على حجر انه ممن يقيم الصلاة ويؤتي الزكاة ويديم الحج والعمرة ويأمر بالمعروف وينهى عن المنكر حرام المال والدم فان شئت فاقتله وان شئت فدعه، فقرأ كتابه على وائل وقال: ما أرى هذا الا قد أخرج نفسه من شهادتكم (وشريح هذا: هو شريح بن هانئ وهو غير شريح القاضي) وقال أبو الفرج والطبري: كتب معاوية إلى زياد فهمت ما اقتصصت من أمر حجر وأصحابه والشهادة عليهم فأحيانا أرى ان قتلهم أفضل وأحيانا أرى ان العفو عنهم أفضل من قتلهم. فكتب زياد اليه مع يزيد بن حجة التيمي: قد عجبت لاشتباه الأمر عليك فيهم مع شهادة أهل مصرهم عليهم وهم أعلم بهم فان كانت لك حاجة في هذا المصر فلا تردن حجرا وأصحابه اليه. فمر يزيد بحجر وأصحابه بعذراء فأخبرهم بما كتب به زياد وقال: مروني بما أحببتم مما ترون أنه لكم نافع أعمل به لكم وأنطق به. فقال له حجر: أبلغ معاوية أنا على بيعته لا نقيلها ولا نستقيلها وانه انما شهد علينا الأعداء والأظناء، فقدم يزيد بن حجية على معاوية بالكتاب واخبره بقول حجر، فقال معاوية: زياد أصدق عندنا من حجر.
وروى الحاكم في المستدرك بسنده عن عمرو بن بشير الحضرمي قال: لما بعث زياد بحجر بن عدي إلى معاوية أمر معاوية بحبسه بمكان يقال له مرج عذراء. ثم استشار الناس فيه فجعلوا يقولون: القتل القتل. فقام عبد الله بن يزيد بن أسد البجلي فقال: يا أمير المؤمنين أنت راعينا ونحن رعيتك وأنت ركننا ونحن عمادك ان عاقبت قلنا أصبت وان عفوت قلنا أحسنت والعفو أقرب للتقوى وكل راع مسؤول عن رعيته فتفرق الناس عن قوله. وفي طبقات ابن سعد: فقال عبد الرحمن بن عثمان الثقفي يا أمير المؤمنين جدادها جدادها لا تعن بعد العام أبرا اه‌. وقال الطبري:
فقال عبد الرحمن بن أم الحكم الثقفي ويقال عثمان بن عمير الثقفي جذاذها جذاذها، فقال له معاوية لا تعن ابرا. فخرج أهل الشام ولا يدرون ما قال معاوية وعبد الرحمن، فاتوا النعمان بن بشير، فقالوا له مقالة ابن أم الحكم فقال النعمان: قتل القوم اه‌. وبين الروايتين ما ترى من التفاوت فابن سعد جعل الكلام كله لعبد الرحمن والطبري جعله خطابا وجوابا وحذف منه بعد العام. والذي في الطبقات: جدادها جدادها بالدال المهملة، والذي في تاريخ الطبري بالذال المعجمة، وكلاهما له مناسبة.
فالجداد بفتح الجيم وكسرها وبالدال المهملة: قطع ثمرة النخل والإبر تلقيح النخل كأنه يقول: اقطع ثمرة هذه النخلة ولا تتعب نفسك في تأبيرها بعد العام أشار عليه بقتلهم. والجذاذ بالذال المعجمة من الجذ وهو القطع المستأصل كما في القاموس، ومنهم من قيده بالوحي حكاه في تاج العروس. وفي القاموس: والاسم الجذاذ مثلثة اه‌. أشار عليه ابن أم الحكم بجذهم واستئصالهم فاجابه معاوية بأنه سيقطع هذه النخل وانه سوف لا يتعب بتأبيرها وتلقيحها، ولذلك قال النعمان: قتل القوم. قال ابن الأثير والطبري: فوصل إليهم، وهم بمرج عذراء، الرجلان اللذان ألحقهما زياد بحجر وأصحابه وهما عتبة بن الأخنس السعدي وسعيد أو سعد بن نمران الهمداني الناعطي كما يأتي فلما وصلا سار عامر بن الأسود العجلي من عذراء إلى معاوية ليعلمه بهما فقام اليه حجر بن عدي يرسف في القيود، فقال: يا عامر اسمع مني أبلغ معاوية أن دماءنا عليه حرام واخبره أنا قد أومنا وصالحناه وصالحنا، وأنا لم نقتل أحدا من أهل القبلة فتحل له دماؤنا، فليتق الله ولينظر في أمرنا، وزاد الطبري هنا شيئا لم يذكره ابن الأثير وهو مغلوط في نسخة الطبري المطبوعة، والمفهوم منه ان حجرا أعاد اليه الكلام مرارا، فقال له قد فهمت وانك قد أكثرت فقال له حجر: انك والله تحبى وتعطى، وان حجرا يقدم ويقتل فلا ألومك أن تستثقل كلامي، أذهب عنك، فكأنه استحيا، فقال والله ما ذلك بي ولأبلغن ولأجهدن - وكان يزعم أنه فعل ولكن معاوية أبى هذا ما فهمناه من ذلك الكلام وبقي فيه ما لم

نام کتاب : أعيان الشيعة نویسنده : الأمين، السيد محسن    جلد : 4  صفحه : 579
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست