responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : أعيان الشيعة نویسنده : الأمين، السيد محسن    جلد : 4  صفحه : 140

وكيف تأمل في انهاض من خلقوا * مجوفين خلوا من كل تفكير عدوا على الناس ناسا انما لهم * (جسم البغال وأحلام العصافير) مخبلون فلا شئ يحركهم * من عاطفات ومن حسن وتقدير وما يدغدغ هذا الكون من أمل * ومن ترقب آفاق من النور تحيي الوجود بفيض من مراحمها * وتظهر الكون في أبهى التصاوير فيغمضون على الاقذاء أعينهم * ويرضخون لحمل القيد والنير ويهربون إذا ما أبصروا قبسا * كأنهم بعض جرذان المجارير ويفزعون إلى الماضي وظلمته * ويؤمنون بمكذوب الأساطير كيما يزحزح عنهم من نذالتهم * خيال مستقبل جم المحاذير وما يكلف من بذل وتضحية * وما يحمل من جد وتشمير وكم يعز عليهم ان يجردهم * أثواب لؤم وبهتان وتزوير قد ألبسوها صغارا منذ نشأتهم * فأصبحت تتحدى كل تأثير ومن تكون على الأقذار عيشته * فلن يطيب له عرف الأزاهير دعهم وشأنهم لا ترج منقلبا * فلن توفق في هدي وتبشير ومن تجرد من وعي وعاطفة * لن يستجيب لتنبيه وتحذير أيأملون ببعث بعد موتهم * وفي حياتهم عاشوا كمقبور لا أحسنوا عملا كالمحسنين ولا * قلوبهم أوجعتها حال موتور ولا تحلوا بفضل أو بمكرمة * ولم يكن سعيهم يوما بمشكور لينعموا في غد من فضل ربهم * بالطيبات وبالولدان والحور كلا ولا ظلموا ظلما يكلفهم عقاب * من امعنوا في الظلم والجور ولا أصابوا من اللذات آثمها * ولا استباحوا جهارا أي محظور كانوا ثعالى فضالات الأسود لهم * يحلو لهم نبشها بين الأحافير خرس مع الغير نباحون بينهم * ساحات مجدهم حول التنانير وهل يعد سلاحا يستطال به * ناب الكلاب وأظفار السنانير فليطمئنوا فلن يحظوا بمنزلة * مهما أطالوا بتهليل وتكبير فالله يعلم ما تخفي سرائرهم * وليس يخدعه كذب الأسارير ولن يكون غدا في دار نعمته * ودار نقمته حظ لمغمور سيصطفي كل كفو كي يجاوره * من الميامين من بر وشرير لذا الجنان فحتما سوف تلفظهم * وفي جهنم لن يحظوا بتنور وسوف يبقون في أجداثهم رمما * ولا يقومون يوم النفخ في الصور وقال يرثي أحد أصدقائه:
زهو الفتوة والشباب * وفتون أحلام التصابي والثائرات من الرغائب * والأماني العذاب كيف ارتضيت لها الركود * ولم تثرها لانسياب وتركتها نهب الفناء * رهينة الأرض اليباب من بعد ما كانت تجيش * بأفق صدرك كالعباب وا حسرتاه على شبابك * يستحيل إلى تراب ويغيب نجمك في الظلام * وأنت في شرخ الشباب ويعفر الوجه الجميل * وكان يسطع كالشهاب يا ليث معترك الحياة * يجوس في أكناف غاب والزهرة الفيحاء ما * بين الأحبة والصحاب وغياث أهلك في * الشدائد والملمات الصعاب قد كنت آمل ان أراك * وأنت في أسنى أهاب ويعود يزهو عيشنا * بلذيد قرب مستطاب من بعد ما شطت بنا * دنيا الجريمة والكذاب وسعت أفاعيها لدس * السم في صافي الشراب يا بؤس ما أملته * كيف استحال إلى اكتئاب فذهبت تمعن في البعاد * ولا تفكر في الاياب وحرمت حتى من وداعك * قبل مشئوم الغياب وتواعد مرة مع السيد نور الدين بدر الدين ان يذهب كل منهما فيلتقوا على نهر الليطاني، ولكن المترجم اضطر لاخلاف الموعد فأرسل اليه السيد نور الدين قصيدة قال في مطلعها:
لم لم تف فيما وعدت وتحضر * وتحيد عن سنن الوفا يا جعفر وختمها بقوله:
ولقد هجوتك دون خوف ساخطا * وحكمت بالاجماع انك (ازعر) فأجابه المترجم بقوله:
ما كنت كذابا ولا انا (ازعر) * تنفي الحقيقة ما تقول وتنكر تأبى لي السوآت نفس عفة * وسريرة بيضا وقلب أطهر لو كان يدري الناس بعض فضائلي * لغدوت (أرقى) عندهم (وأبخر) ولو انني قد عشت في زمن مضى * صلوا علي مع النبي وكبروا ولكان لي فوق البسيطة منبر * أرقى اليه وفي القيامة منبر ولعشت (ديكا) في الحياة وبعدها * حور وولدان ودف ينقر لكنما وهنا يتعتع مقولي * حظ (الحقير) بذي الحياة معثر ما رحت اطلب من زماني بغية * الا وراح لما أروم يؤخر ولو أن عنتر مثل حظي حظه * قسما لما قهر الفوارس عنتر قد كنت ارغب في لقاك وانما * حكم القضا وصروفه لا تقهر فاستبدل الطقس الجميل بعكسه * وتأججت نار وهبت صرصر مع ذاك دمت على المسير مصمما * ولو أنه الموت الزؤام الأحمر ايهاب من حر الهجير ولفحه * من في غد وسط الجحيم سيحشر أم هل يخاف من الشموس تغيرا * من وجهه في الظل أسود أغبر لكنني غيرت رأيي بعد ذا * علما بأنك للمواعد تخفر لا سيما والطقس غير ملائم * فالعذر أهون ما يكون وأيسر وعرفت انك ذو مزاج ناعم * ضوء السراج على البياض يؤثر ان هبت النسمات خلت بأنها * جاءت لقامتك الرشيقة تهصر أتقول عني (ازعر) و (مشفط) * مهما جريت فعن لحاقك اقصر ان كنت (نوريا) فإنك (أنور) * أو كنت طبالا فأنت مزمر وكذا المكارم ان جهلت وراثة * فأبوك قبلك ذو المآثر حيدر وعند ما تزوج السيد نور الدين بدر الدين في أواخر الحرب العالمية الثانية أرسل اليه المترجم هذه القصيدة:

نام کتاب : أعيان الشيعة نویسنده : الأمين، السيد محسن    جلد : 4  صفحه : 140
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست