responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : أعيان الشيعة نویسنده : الأمين، السيد محسن    جلد : 2  صفحه : 7

قال المفيد: وقد روى الناس عن أبي الحسن موسى ع فأكثروا وكان أفقه أهل زمانه حسبما قدمناه وأحفظهم لكتاب الله وأحسنهم صوتا بالقرآن اه.
وفي تحف العقول: سأله رجل عن الجواد فقال إن كنت تسأل عن المخلوقين فان الجواد الذي يؤدي ما افترض الله عليه والبخيل من بخل من افترض الله وإن كنت تعني الخالق فهو الجواد ان اعطى وهو الجواد ان منع لأنه ان أعطاك أعطاك ما ليس لك ان منعك منعك ما ليس لك.
ثانيها الحلم روى أبو الفرج في مقاتل الطالبيين بسنده عن يحيى بن الحسن قال: كان موسى بن جعفر إذا بلغه عن الرجل ما يكره بعث إليه بصرة دنانير وكانت صراره ما بين الثلاثمائة إلى المائتين إلى المائة الدينار وكانت صرار موسى مثلا، وروى الخطيب بسنده عن الحسن بن محمد يحيى بن الحسن العلوي، قال جدي يحيى بن الحسن وذكر لي غير واحد من أصحابنا، وقال المفيد: اخبرني الشريف أبو محمد الحسن بن محمد عن جده عن غير واحد من أصحابه ومشايخه ان رجلا من ولد عمر بن الخطاب بالمدينة يؤذيه ويشتم عليا وكان قد قال له بعض حاشيته: دعنا نقتله فنهاهم عن ذلك أشد النهي وزجرهم أشد الزجر وسال عن العمري فذكر له انه يزدرع بناحية من نواحي المدينة فركب إليه في مزرعته فوجده فيها دخل المزرعة بحماره فصاح به العمري لا تطأ زرعنا فوطئه بالحمار حتى وصل إليه فنزل فجلس عنده وضاحكه وقال له كم غرمت في زرعك هذا قال له مائة دينار قال فكم ترجو ان تصيب قال انا لا اعلم الغيب قال انما قلت لك كم ترجو ان يجيئك فيه قال أرجو ان يجيئني مائتا دينار فأعطاه ثلثمائة دينار وقال هذا زرعك على حاله فقام العمري فقبل رأسه وأنصرف، فراح إلى المسجد فوجد العمري جالسا فلما نظر إليه قال الله اعلم حيث يجعل رسالته، فوثب أصحابه فقالوا له ما قصتك قد كنت تقول خلاف هذا فخاصمهم وشاتمهم وجعل يدعو لأبي الحسن موسى كلما دخل وخرج، فقال أبو الحسن موسى لحاشيته الذين أرادوا قتل العمري أيما كان خيرا ما أردتم أو ما أردت ان أصلح امره بهذا المقدار.
ثالثها التواضع ومكارم الأخلاق في تحف العقول: روي أنه مر برجل من أهل السواد دميم المنظر فسلم عليه ونزل عنده وحادثه طويلا ثم عرض عليه نفسه في القيام بحاجة ان عرضت، فقيل له يا ابن رسول الله أ تنزل إلى هذا ثم تسأله عن حوائجه وهو إليك أحوج فقال عبد من عبيد الله وأخ في كتاب الله وجار في بلاد الله يجمعنا وإياه خير الآباء آدم وأفضل الأديان الاسلام، ولعل الدهر يرد من حاجتنا إليه فيرانا بعد الزهو عليه متواضعين بين يديه ثم قال:
نواصل من لا يستحق وصالنا مخافة أن نبقى بغير صديق رابعها شدة الخوف من الله تعالى قال المفيد كان يبكي من خشية الله حتى تخضل لحيته بالدموع وكان إذا قرأ القرآن يحزن ويبكي ويبكي السامعون لتلاوته.
خامسها الكرم والسخاء قال الخطيب في تاريخ بغداد: كان سخيا كريما وكان يصر الصرر ثلثمائة دينار وأربعمائة دينار ثم يقسمها بالمدينة وكان يضرب المثل بصرر موسى بن جعفر إذا جاءت الإنسان الصرة فقد استغني. وفي عمدة الطالب كان أهله يقولون عجبا لمن جاءته صرة موسى فشكا القلة. وروى الخطيب في تاريخ بغداد والمفيد في الارشاد بسنديهما عن محمد بن عبد الله البكري قال قدمت المدينة اطلب بها دينا فأعياني فقلت لو ذهبت إلى أبي الحسن موسى بن جعفر فشكوت إليه فاتيته في ضيعته ثم سألني عن حاجتي فذكرت له قصتي فدخل فلم يقم الا يسيرا حتى خرج إلي فقال لغلامه اذهب ثم مد يده فدفع إلي صرة فيها ثلاثمائة دينار ثم قام فولى فقمت فركبت دابتي وانصرفت.
ومر عند ذكر حلمه انه كان يبلغه عن الرجل انه يؤذيه فيبعث إليه صرة فيها ألف دينار وروى الخطيب بسنده عن عيسى بن محمد بن مغيث القرظي وبلغ تسعين سنة قال زرعت بطيخا وقثاء وقرعا في موضع بالجوانية على بئر يقال لها لم عظام فلما قرب الخير واستوى الزرع بغتني الجراد فاتى على الزرع كله وكنت غرمت على الزرع وفي ثمن جملين مائة وعشرين دينارا فبينما انا جالس إذ طلع موسى بن جعفر بن محمد فسلم ثم قال أيش حالك فقلت أصبحت كالصريم بغتني الجراد فاكل زرعي قال وكم غرمت فيه قلت مائة وعشرين دينارا مع ثمن الجملين فقال يا عرفة زن لأبي المغيث مائة وخمسين دينارا فنربحك ثلاثين دينارا والجملين فقلت يا مبارك ادخل وادع لي فيها فدخل ودعا وحدثني عن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم أنه قال تمسكوا ببقايا المصائب، ثم علقت عليه الجملين وسقيته فجعل الله فيها البركة وزكت فبعت منها بعشرة آلاف، وروى الخطيب بسنده قال ذكر إدريس بن أبي رافع عن محمد بن موسى قال خرجت مع أبي إلى ضياعه بساية فأصبحنا في غداة باردة وقد دنونا منها وأصبحنا على عين من عيون ساية فخرج إلينا من تلك الضياع عبد زنجي فصيح مستذفر بخرقة على رأسه قدر فخار يفور فوقف على الغلمان قال أين سيدكم قالوا هو ذاك فقال أبو من؟
قالوا له أبو الحسن فوقف عليه فقال يا سيدي يا أبا الحسن هذه عصيدة أهديتها إليك قال ضعها عند الغلمان فأكلوا منها ثم ذهب فلم نقل بلغ حتى خرج على رأسه حزمة حطب قال له يا سيدي هذا حطب أهديته إليك قال ضعه عند الغلمان وهي لنا نارا فذهب فجاء بنار وكتب أبو الحسن اسمه واسم مولاه فدفعه إلي قال يا بني احتفظ بهذه الرقعة حتى أسألك عنها فوردنا إلى ضياعه وأقام بها ما طاب له ثم قال امضوا بنا إلى زيارة البيت فخرجنا حتى وردنا مكة فلما قضى أبو الحسن عمرته دعا صاعدا فقال اذهب فاطلب لي هذا الرجل فإذا علمت بموضعه فاعلمني حتى امشي إليه فاني أكره ان أدعوه والحاجة لي قال صاعد فذهبت حتى وقفت على الرجل فلما رآني عرفني وكنت اعرفه وكان يتشيع فسلم علي وقال أبو الحسن قدم؟ قلت لا فأيش أقدمك قلت حوائج وقد كان علم مكانه بساية فتبعني وجعلت أتقصى منه ويلحقني فلما رأيت اني لا انفلت منه مضيت إلى مولاي ومضى معي حتى أتيته فقال أ لم أقل لك لا تعلمه فقلت جعلت فداك لم اعلمه فسلم عليه فقال له أبو الحسن غلامك فلان تبيعه فقال له جعلت فداك الغلام لك والضيعة وجميع ما أملك قال اما الضيعة فلا أحب ان أسلبكها وقد حدثني أبي عن جدي ان بائع الضيعة ممحوق ومشتريها مرزوق فجعل الرجل يعرضها عليه مدلا بها فاشترى أبو الحسن الضيعة والرقيق منه بألف دينار واعتق العبد ووهب له الضيعة قال إدريس بن أبي رافع فهو ذا ولده في الصرافين بمكة.
سابعها كثرة الصدقات في مناقب ابن شهرآشوب: كان عليه يتفقد فقراء أهل المدينة فيحمل إليهم في الليل العين والورق وغير ذلك فيوصله إليهم وهم لا يعلمون من أي جهة هو.

نام کتاب : أعيان الشيعة نویسنده : الأمين، السيد محسن    جلد : 2  صفحه : 7
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست