responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : أعيان الشيعة نویسنده : الأمين، السيد محسن    جلد : 2  صفحه : 621

لسان نبيه صلى الله عليه وآله وسلم وأنزل به كتابا قوله والشجرة الملعونة في القرآن ونخوفهم فمما يزيدهم الا طغيانا كبيرا ولا اختلاف بين أحد انه أراد بها بني أمية، ومنه قول الرسول ع وقد رآه مقبلا على حمار ومعاوية يقود به ويزيد ابنه يسوق به لعن الله القائد والراكب والسائق، ومنه ما يرويه الرواة من قوله يوم بيعة عثمان يا بني عبد شمس تلقفوها تلقف الكرة فما هناك جنة ولا نار وهذا كفر صراح يلحقه به اللعنة من الله كما لحقت الذين كفروا من بني إسرائيل على لسان داود وعيسى بن مريم ذلك بما عصوا وكانوا يعتدون، ومنه ما يروون من وقوفه على ثنية أحد بعد ذهاب بصره وقوله لقائده ههنا رمينا محمدا وقتلنا أصحابه، ومنه الرؤيا التي رآها النبي صلى الله عليه وآله وسلم فرجم لها فيما رؤي ضاحكا بعدها فأنزل الله: وما جعلنا الرؤيا التي أريناك إلا فتنة للناس فذكروا انه رأى نفرا من بني أمية ينزون على منبره نزو القردة، ومنه طرد رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم الحكم بن أبي العاص لمحاكاته إياه في مشيته وألحقه الله بدعوة رسوله آية باقية حين رآه يتخلج يحكيه فقال له كن كما أنت فبقي على ذلك سائر عمره إلى ما كان من مروان في افتتاحه أول فتنة كانت في الاسلام واحتقابه لكل دم حرام سفك فيها أو أريق بعدها، ومنه ما أنزل الله على نبيه في سورة القدر ليلة القدر خير من ألف شهر من ملك بني أمية، ومنه ان رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم دعا بمعاوية ليكتب بأمره بين يديه فدافع بأمره واعتل بطعامه فقال النبي صلى الله عليه وآله وسلم لا أشبع الله بطنه فبقي لا يشبع ويقول والله ما اترك الطعام شبعا ولكن إعياء، منه ان رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم قال يطلع من هذا الفج رجل من أمتي يحشر على غير ملتي فطلع معاوية، ومنه ان رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم قال إذا رأيتم معاوية على منبري فاقتلوه، ومنه الحديث المرفوع المشهور أنه قال إن معاوية في تابوت من نار في أسفل درك منها ينادي يا حنان يا منان فيقال له الآن وقد عصيت قبل وكنت من المفسدين، ومنه انبراؤه بالمحاربة لأفضل المسلمين في الاسلام مكانا وأقدمهم إليه سبقا وأحسنهم فيهم اثرا وذكرا علي بن أبي طالب ينازعه حقه بباطله ويجاهد انصاره بضلاله وغواته ويحاول ما لم يزل هو وأبوه يحاولانه من اطفاء نور الله وجحود دينه ويأبى الله الا ان يتم نوره ولو كره المشركون يستهوي أهل الغباوة ويموه على أهل الجهالة بمكره وبغيه اللذين قدم رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم الخبر عنهما فقال لعمار: تقتلك الفئة الباغية تدعوهم إلى الجنة ويدعونك إلى النار، مؤثرا للعاجلة كافرا بالآجلة خارجا من ربقة الاسلام مستحلا للدم الحرام حتى سفك في فتنته وعلى سبيل ضلالته ما لا يحصى عدده من خيار المسلمين الذابين عن دين الله والناصرين لحقه مجاهدا في عداوة الله مجتهدا في أن يعصى الله فلا يطاع وتبطل احكامه فلا تقام ويخالف دينه فلا يدان وان تعلو كلمة الضلالة وترتفع دعوة الباطل وكلمة الله هي العليا ودينه المنصور وحكمه المتبع النافذ وأمره الغالب وكيد من حاده المغلوب الداحض حتى احتمل أوزار تلك الحروب وما اتبعها وتطوق تلك الدماء وما سفك بعدها وسن سنن الفساد التي عليه اثمها واثم من عمل بها إلى يوم القيامة وأباح المحارم لمن ارتكبها ومنع الحقوق أهلها واغتره الإملاء واستدرجه الإمهال والله له بالمرصاد، ثم مما أوجب الله له به اللعنة قتله من قتل صبرا من خيار الصحابة والتابعين وأهل الفضل والديانة مثل عمرو بن الحمق الخزاعي وحجر بن عدي الكندي فيمن قتل من أمثالهم في أن يكون له العزة والملك والغلبة ولله العزة والملك والقدرة والله عز وجل يقول: ومن يقتل مؤمنا متعمدا فجزاؤه جهنم خالدا فيها وغضب الله عليه ولعنه وأعد له عذابا عظيما ومما استحق به اللعنة من الله ورسوله ادعاؤه زياد بن سمية أخا ونسبته إياه إلى أبيه جرأة على الله والله يقول أدعوهم لآبائهم هو أقسط عند الله ورسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يقول: ملعون من ادعى إلى غير أبيه وانتمى إلى غير مواليه ويقول: الولد للفراش وللعاهر الحجر، فخالف حكم الله عز وجل وسنة نبيه صلى الله عليه وآله وسلم جهارا وجعل الولد لغير الفراش والعاهر لا يضره عهره فأحل بهذه الدعوة من محارم الله ومحارم رسوله في أم حبيبة زوجة النبي صلى الله عليه وآله وسلم وفي غيرها من النساء من سفور وجوه ما قد حرمه الله، وأثبت بها قربى قد باعدها الله، وأباح بها ما قد حظره الله مما لم يدخل على الاسلام خلل مثله ولم ينل الدين تبديل شبهه ومنه إيثاره بدين الله ودعاؤه عباد الله إلى ابنه يزيد السكير الخمير صاحب الديوك والفهود والقرود واخذه البيعة له على خيار المسلمين بالقهر والسطوة والتوعيد والإخافة والتهدد والرهبة وهو يعلم سفهه ويطلع على خبثه ورهقه ويعاين سكراته وفجوره وكفره، فلما تمكن فيما مكنه منه ووطأه له وعصى الله ورسوله فيه طلب بثارات المشركين وطوائلهم عند المسلمين فأوقع باهل الحرة الوقيعة التي لم يكن في الاسلام أشنع منها ولا أفحش مما ارتكب من الصالحين فيها وشفى بذلك عند نفسه غليله وظن أن قد انتقم من أولياء الله وبلغ الثار لأعداء الله فقال مجاهرا بكفره ومظهرا لشركه:
ليت أشياخي ببدر شهدوا * جزع الخزرج من وقع الأسل قد قتلنا القرم من ساداتكم * وعدلنا ميل بدر فاعتدل فأهلوا واستهلوا فرحا * ثم قالوا يا يزيد لا تشل لست من خندف ان لم أنتقم * من بني احمد ما كان فعل لعبت هاشم بالملك فلا * خبر جاء ولا وحي نزل هذا هو المروق من الدين وقول من لا يرجع إلى الله ولا إلى دينه ولا إلى كتابه ولا إلى رسوله ولا يؤمن بالله ولا بما جاء من عند الله، ثم من أغلظ ما انتهك وأعظم ما اجترم سفكه دم الحسين بن علي وابن فاطمة بنت رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم مع موقعه من رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ومكانه منه ومنزلته من الدين والفضل وشهادة رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم له ولأخيه بسيادة شباب أهل الجنة اجتراء على الله وكفرا بدينه وعداوة لرسوله ومجاهدة لعترته واستهانة بحرمته فكانما يقتل به وباهل بيته قوما من كفار الترك والديلم لا يخاف من الله نقمة ولا يرقب منه سطوة فبتر الله عمره واجتث أصله وفرعه وسلبه ما تحت يده واعد له من عذابه وعقوبته ما استحقه من الله بمعصيته، هذا إلى ما كان من بني مروان من تبديل كتاب الله وتعطيل احكامه واتخاذ مال الله دولا بينهم وهدم بيته واستحلال حرمه ونصبهم المجانيق عليه ورميهم إياه بالنيران لا يألون له احراقا واخرابا ولما حرم الله منه استباحة وانتهاكا ولمن لجا إليه قتلا وتنكيلا ولمن امنه الله به إخافة وتشريدا حتى إذا حقت عليهم كلمة العذاب واستحقوا من الله الانتقام وملأوا الأرض بالجور والعدوان وعموا عباد الله بالظلم والاقتسار وحلت عليهم السخطة ونزلت بهم من الله السطوة أتاح الله لهم من عترة نبيه وأهل وراثته من استخلصهم منهم لخلافته مثل ما أتاح الله من أسلافهم المؤمنين وآبائهم المجاهدين لأوائلهم الكافرين فسفك الله بهم دماءهم مرتدين كما سفك بآبائهم دماء آباء الكفرة المشركين وقطع الله دابر القوم الظالمين والحمد لله رب العالمين ومكن الله المستضعفين ورد الله الحق إلى أهله المستحقين كما قال جل شانه ونريد ان نمن على الذين استضعفوا في الأرض ونجعلهم أئمة ونجعلهم الوارثين واعلموا أيها الناس ان الله عز وجل انما أمر ليطاع ومثل ليتمثل وحكم ليقبل والزم الاخذ

نام کتاب : أعيان الشيعة نویسنده : الأمين، السيد محسن    جلد : 2  صفحه : 621
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست