responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : أعيان الشيعة نویسنده : الأمين، السيد محسن    جلد : 2  صفحه : 62

في زماننا ونحن بدمشق جاء خبر بان طيارة عثمانية تريد المجئ إلى دمشق ولم تكن الناس رأت الطائرات فلم يبق بدمشق أحد الا خرج للنظر إليها فلما جاءت ثانيا وثالثا قل المتفرجون إلى أن صارت الطائرات اليوم بمنزلة الطيور لا ينظر إليها أحد ولا يستغرب امرها.
الشبهة الثانية ما هو سبب الغيبة وما الذي يحسبنها مع حاجة الناس إلى ظهوره وما الوجه في غيبته على الاستمرار حتى صار ذلك سببا لانكار ولادته والجواب أنه بعد ما ثبت بالأدلة القاطعة التي تقدمت الإشارة إلى بعضها وجوب نصب الإمام وانحصار الأئمة في الاثني عشر ومنهم صاحب الزمان ع ورأيناه غائبا عن الأبصار علمنا أنه لم يغب مع عصمته الا لسبب اقتضى ذلك وضرورة قادت إليه ولا يلزمنا معرفة ذلك على التفصيل وجرى ذلك مجرى ما لا نعلم بمراد الله فيه من الآيات المتشابهة في القرآن التي ظاهرها الجبر أو التشبيه مثل الرحمن على العرش استوى وجاء ربك وأمثال ذلك فإذا علمنا باستحالة الجبر والجسمية عليه تعالى وعلمنا أنه لا يجوز أن يخبر بخلاف ما هو عليه من الصفات علمنا أن لهذه الآيات وجوها صحيحة بخلاف ظواهرها توافق أدلة العقل وإن لم نعلمها تفصيلا وكذلك ما غاب عنا وجه المصلحة فيه من ايلام الأطفال والطواف بالبيت ورمي الجمار وما أشبه ذلك من العبادات فإذا علمنا أنه تعالى لا يفعل قبيحا ولا يأمر بالعبث فلا بد من مصلحة في ذلك وأن جهلنا تفصيلها مع أن السبب في الغيبة ظاهر وهو الخوف على النفس ولو كان على ما دون النفس لوجب الظهور والتحمل فان قيل الأئمة قبله كانوا يخافون على أنفسهم وبعضهم قتل غيلة بالسم وبعضهم بالسيف وقد أظهروا أنفسهم وكثير من الأنبياء أظهروا دعوتهم وإن أدت إلى قتلهم قلنا يمكن أن يكون الفارق أن غيره من الأئمة ع لهم من يقوم مقامهم وهو ليس بعده امام يقوم مقامه وكذلك الأنبياء وإن خوفه كان أكثر لاخبار آبائه ع بان صاحب السيف من الأئمة الذي يملأ الأرض عدلا هو الثاني عشر وشاع ذلك عنهم حتى بين أعدائهم فكان الملوك يتوقفون عن قتل آبائه لعلمهم أنهم لا يخرجون بالسيف ويتشوفون إلى حصول الثاني عشر ليقتلوه أ لا ترى أنه لما توفي الحسن العسكري ع وكل السلطان بحرمه وجواريه من يتفقد حملهن ليقتل ولده كما فعل فرعون ونمرود لما علما أن زوال ملكهما على يد موسى وإبراهيم ع فوكلا من يتفقد الحبالى ويقتل الأطفال وفرقا بين النساء والأزواج فستر الله ولادتهما كما ستر ولادة المهدي لما علم في ذلك من الحكمة والتدبير مع أن حكمة الله في ذلك لا تجب معرفتها على التفصيل كما قدمنا ويجوز اختلاف تكليفه مع تكاليفهم لاختلاف المصالح باختلاف الأزمان كما كان تكليف أمير المؤمنين مرة السكوت ومرة الجهاد بالسيف وتكليف الحسن الصلح وتكليف الحسين الخروج وتكليف باقي الأئمة السكوت والتقية صلوات الله عليهم أجمعين.
الشبهة الثالثة لم لم يحرسه الله تعالى من الأعداء ويظهره فهل تضيق قدرته عن ذلك والجواب أن الله تعالى قادر على كل شئ وقد حفظ امام الزمان ومنعه بكل ما لا يوجب الجبر والالجاء أما ما يوجب الجبر والالجاء فلا يجب أن يفعله الله تعالى وإذا كان هناك تكليف لا يجوز الاجبار لأن شرط التكليف القدرة وبالاجبار ترتفع.
الشبهة الرابعة كيف يمكن أن يكون شخص حي بجسمه الحيواني موجودا في سرداب يرى الناس ولا يرونه ومن الذي يأتيه بطعامه وشرابه ويقوم بحوائجه والجواب أن هذا جهل ممن يرى أن الشيعة تعتقد وجود المهدي في سرداب بسر من رأى يرى الناس ولا يرونه فان ذلك لا أصل له ولا يعتقده ذو معرفة من الشيعة بل الشيعة تعتقد بوجود المهدي حيا في هذه الدنيا يرى الناس ويرونه ولا يعرفونه وقد رفع مولانا الصادق ع في الأحاديث السابقة المروية عنه في المهدي ع استبعاد ذلك بان أخوة يوسف تاجروه وبايعوه وخاطبوه وهم اخوته فلم يعرفوه قال ع وما تنكر هذه الأمة أن يكون الله يفعل بحجته ما فعل بيوسف أن يكون يسير في أسواقهم ويطأ بسطهم وهم لا يعرفونه حتى يأذن الله عز وجل أن يعرفهم نفسه كما أذن ليوسف وفي رواية عن الصادق ع أن في صاحب هذا الأمر سننا من الأنبياء إلى أن قال وأما سنته من يوسف فالستر جعل الله بينه وبين الخلق حجابا يرونه ولا يعرفونه وقد نشأت شبهة أن الشيعة يعتقدون بوجود المهدي في سرداب بسر من رأى من زيارتهم لذلك السرداب وتبركهم به وصلاتهم فيه وزيارة المهدي ع فيه فتوهموا أنهم يقولون بوجوده في السرداب وتقول بعضهم عليهم بأنهم يأتون في كل جمعة بالسلاح والخيول إلى باب السرداب ويصرخون وينادون يا مولانا اخرج إلينا وقال إن ذلك بالحلة ثم شنع عليهم تشنيعا عظيما ونسبهم إلى السخف وسفاهة العقل وهذا ليس بعجيب من تقولاتهم الكثيرة على الشيعة بالباطل وهذا الذي زعمه هذا القائل لم نره ولم نسمع به سامع من غيره وإنما أخذه قائله من أفواه المتقولين أو افتراه من نفسه حتى أنه لم يفهم أن السرداب بسامراء لا بالحلة وسبب زيارة الشيعة لذلك السرداب وتبركهم به أنه سرداب الدار التي كان يسكنها الإمامان علي بن محمد الهادي وابنه الحسن بن علي العسكري وابنه الإمام المهدي ع وتشرف بسكناهم له وقد رويت للإمام المهدي ع فيه معجزة يأتي نقلها فيما نقلناه عن عبد الرحمن الجامي ورويت عن أئمة أهل البيت ع فيه زيارة للمهدي ع فلذلك يزورونه فيه بتلك الزيارة ورويت فيه أدعية وصلوات يفعلونها فيه.
الشبهة الخامسة ما الفائدة في إمام غائب عن الأبصار لا ينتفع به الناس في زمان غيبته والامام إنما نصب لينتفع به الناس ويرجعون إليه في الاحكام وينصف المظلوم من الظالم والجواب انا لا نسلم عدم الفائدة في وجوده مع غيبته قال الشيخ ره في تلخيص الشافي ينتفع به في حال غيبته جميع شيعته والقائلين بإمامته وينزجرون بمكانه وهيبته عن القبائح فهو لطف لهم في حال الغيبة كما يكون لطفا في حال الظهور وهم أيضا منتفعون به من وجه آخر لأنه يحفظ عليهم الشرع وبمكانه يتيقنون بأنه لم يكتم من الشرع ما لم يصل إليهم انتهى وإلى ذلك يشير بعض علمائنا رضوان الله عليهم بقوله وجوده لطف وتصرفه لطف آخر وغيبته منا ومن أين لنا الجزم بأنه لا يتصرف في مصالح العباد الدينية والدنيوية من حيث لا يعرفونه وقد جاء في الأخبار أنه في حال غيبته كالشمس يسترها السحاب أي فكما أن للشمس المستورة بالسحاب منافع وفوائد في الكون فكذلك لصاحب الزمان مع استتاره فوائد ومنافع في الكون وإن خفي علينا بعضها أو جلها ولم نعلمها

نام کتاب : أعيان الشيعة نویسنده : الأمين، السيد محسن    جلد : 2  صفحه : 62
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست