responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : أعيان الشيعة نویسنده : الأمين، السيد محسن    جلد : 2  صفحه : 559

وقوله:
اني نزلت بكذابين ضيفهم * عن القرى وعن الترحال محدود إلى آخر ما مر من هذه القصيدة جوامع المحاسن كقوله: في الجمع بين مدح سيف الدولة وقد فارقه وبين مدح كافور وقد قصده في بيت واحد:
فراق ومن فارقت غير مذمم * وأم ومن يمت خير ميمم ثم قال معرضا بسيف الدولة:
وما منزل اللذات عندي بمنزل * إذا لم أبجل عنده وأكرم رحلت فكم باك باجفان شادن * علي وكم باك باجفان ضيغم المصراع الثاني تصديق لقوله: (ليحدثن لمن ودعتهم ندم) وما ربة القرط المليح مكانه * بأجزع من رب الحسام المصمم فلو كان ما بي من حبيب مقنع * عذرت ولكن من حبيب معمم وهذا أيضا من اجرائه الممدوح من الملوك مجرى المحبوب في كثير من شعره كما مر:
رمى واتقى رميي ومن دون ما اتقى * هوى كاسر كفي وقوسي وأسهمي وكقوله في مدح كافور والتعريض بالقدح في سيف الدولة:
قالوا هجرت إليه الغيث قلت لهم * إلى غيوث يديه والشأبيب إلى الذي تهب الدولات راحته * ولا يمن على آثار موهوب يا أيها الملك الغاني بتسمية * في الشرق والغرب عن نعت وتلقيب يعني انه مستغن بشهرته عن لقب كلقب سيف الدولة:
أنت الحبيب ولكني أعوذ به * من أن أكون محبا غير محبوب وهذا أيضا من ذاك. وقوله من قصيدة لسيف الدولة بعد ما فارق حضرته يعرض باستزادة يومه وشكر أمسه:
واني لأتبع تذكاره * صلاة الاله وسقي السحب وان فارقتني أمطاره * فأكثر غدرانها ما نضب ومنها في التعريض بكافور:
ومن ركب الثور بعد الجواد * أنكر أظلافه والغبب وقوله في هز كافور والتعريض باستزادته:
أبا المسك هل في الكاس فضل أناله * فاني أغني منذ حين وتشرب وهبت على مقدار كفي زماننا * ونفسي على مقدار كفيك تطلب وقوله أيضا في التعريض بالاستزادة:
ارى لي بقربي منك عينا قريرة * وإن كان قربا بالبعاد يشاب وهل نافعي ان ترفع الحجب بيننا * ودون الذي أملت منك حجاب أقل سلامي حب ما خف عنكم * وأسكت كيما لا يكون جواب وفي النفس حاجات وفيك قطانة * سكوتي بيان عندها وخطاب وكقوله في وصف الفرس:
ويوم كليل العاشقين كمنته * أراقب فيه الشمس أيان تغرب وعيني إلى أذني أغر كأنه * من الليل باق بين عينيه كوكب عينه إلى أذنه لأنه كامن لا يرى شيئا فهو ينظر إلى أذني فرسه فان رآه قد توجس بهما تاهب وذلك أن أذن الفرس تقوم مقام عينيه:
له فضلة عن جسمه في إهابه * تجئ على صدر رحيب وتذهب شققت به الظلماء أدنى عنانه * فيطغى وأرخيه مرارا فيلعب واصرع اي الوحش قفيته به * وانزل عنه مثله حين اركب وكقوله في التوديع:
واني عنك بعد غد لغاد * وقلبي من فنائك غير غادي محبك حيث ما اتجهت ركابي * وضيفك حيث كنت من البلاد وقوله في التوديع أيضا:
وإذا ارتحلت فشيعتك كرامة * حيث اتجهت وديمة مدرار وأراك دهرك ما تحاول في العدا * حتى كان صروفه أنصار أنت الذي بجح الزمان بذكره * وتزينت بحديثه الأسمار وكقوله في اللطف بالصديق والعنف بالعدو:
إني لأجبن عن فراق أحبتي * وتحس نفسي بالحمام فأشجع ويزيدني غضب الأعادي قسوة * ويلم بي عتب الصديق فاجزع وكقوله في حسن الكناية:
تشتكي ما اشتكيت من ألم الشوق * إلينا والشوق حيث النحول وكقوله في حسن الحشو:
صلى عليك الله غير مودع * وسقى ثرى أبويك صوب غمام وقوله:
ويحتقر الدنيا احتقار مجرب * يرى كل ما فيها وحاشاك فانيا وقوله:
إذا خلت منك حمص لا خلت أبدا * فلا سقاها من الوسمي باكره وكقوله في التهنئة:
المجد عوفي إذ عوفيت والكرم * وزال عنك إلى أعدائك الألم وما أخصك في برء بتهنئة * إذا سلمت فكل الناس قد سلموا ومحاسن شعره كثيرة يضيق عنها نطاق البيان وفيما ذكرناه منها كفاية.
ليس المتنبي ملحدا ولا قرمطيا قد ذكرنا في صدر الترجمة أن الظاهر تشيع المتنبي وذكرنا هناك جميع ما يمكن أن يستدل به على تشيعه ونقلنا هناك حكاية ابن حجر القول بأنه كان ملحدا ونقلنا هناك عن الأستاذ ماسينيون الإفرنسي بعض ما يستدل به على تشيعه. ونقول هنا أنه قد نقل بعض المحاضرين في المهرجان الذي أقيم للمتنبي بدمشق في 14 جمادى الأولى سنة 1355 عن الأستاذ ماسينيون أنه أثبت أن المتنبي كان باطنيا بتحليل بعض أشعاره وتفسير بعض رموزه وألفاظه كقوله مثلا قدس الله روحه واستعماله لفظ الفلك الدوار ووضع الشمس دون الهلال وقوله: خدد الله ورد الخدود مما فيه إشارة إلى رموز الباطنية ومصطلحاتهم وأنه لا يستبعد أن يكون للمتنبي صلة بدعاة الإسماعيلية حتى انبرى تحت تأثير ذلك للقيام على السلطان مع بعض قبائل بني كلب ويقول ماسينيون أيضا أن مذهب القرامطة كان قد انتشر في ذلك العصر فتأثر المتنبي بكثرة تردده إلى الكوفة بعقيدة القرامطة، وأنت ترى أن كل هذه الأقاويل لا تستند إلى مستند صحيح ولا إلى دليل ظاهر

نام کتاب : أعيان الشيعة نویسنده : الأمين، السيد محسن    جلد : 2  صفحه : 559
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست