responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : أعيان الشيعة نویسنده : الأمين، السيد محسن    جلد : 2  صفحه : 555

قال ابن جني لو لم يمدح أبو الطيب سيف الدولة الا بهذا البيت وحده لكان قد أبقى فيه ما لا يخلقه الزمان وهذا هو المدح الموجه لأنه بنى البيت على ذكر كثرة ما استباحه من أعمار أعدائه ثم تلقاه من آخر البيت بذكر سرور الدنيا ببقائه واتصال أيامه وكقوله:
عمر العدو إذا لاقاه في رهج * أقل من عمر ما يحوي إذا وهبا وقوله:
تشرق تيجانه بغرته * إشراق ألفاظه بمعناها وقوله:
تشرق أعراضهم وأوجههم * كأنها في نفوسهم شيم حسن التصرف في مدح سيف الدولة بهذا اللقب كقوله:
لولا سمي سيوفه ومضاؤه * لما سللن لكن كالأجفان وقوله:
يسمى الحسام وليست من مشابهة * وكيف يشتبه المخدوم والخدم كل السيوف إذا طال الضراب بها * يمسها غير سيف الدولة السام وقوله:
تهاب سيوف الهند وهي حدائد فكيف إذا كانت نزارية عربا وقوله:
تخير في سيف ربيعة أصله * وطابعه الرحمن والمجد صاقل وقوله:
قلد الله دولة سيفها أنت * حساما بالمكرمات محلى فإذا اهتز للندى كان بحرا * وإذا اهتز للعدي كان نصلا وقوله:
فلا تعجبا ان السيوف كثيرة * ولكن سيف الدولة اليوم واحد وأنت حسام الملك والله ضارب * وأنت لواء الدين والله عاقد وقوله:
لقد سل سيف الدولة المجد معلما * فلا المجد مخفيه ولا الضرب ثالمه على عاتق الملك الأغر نجاده * وفي يد جبار السماوات قائمه وان الذي سمى عليا لمنصف * وان الذي سماه سيفا لظالمه وما كل سيف يقطع الهام حده * وتقطع لزبات الزمان مكارمه وقوله:
من السيوف بان تكون سميها * في أصله وفرنده ووفائه طبع الحديد فكان من أجناسه * وعلي المطبوع من آبائه الابداع في سائر مدائحه كقوله:
ملك سنان قناته وبنانه * يتباريان دما وعرفا ساكبا يستصغر الخطر الكبير لوفده * ويظن دجلة ليس تكفي شاربا كالبدر من حيث التفت رأيته * يهدي إلى عينيك نورا ثاقبا كالشمس في كبد السماء وضوءها * يغشى البلاد مشارقا ومغاربا كالبحر يقذف للقريب جواهرا * جودا ويبعث للبعيد سحائبا وقوله:
ليس التعجب من مواهب ماله * بل من سلامتها إلى أوقاتها عجبا له حفظ العنان بأنمل * ما حفظها الأشياء من عاداتها لو مر يركض في سطور كتابة * أحصى بحافر مهره ميماتها كرم تبين في كلامك ماثلا * ويبين عتق الخيل في أصواتها أعيا زوالك عن محل نلته * لا تخرج الأقمار من هالاتها فيه مدح وضرب مثل وتشبيه نادر.
وقوله:
ذكر الأنام لنا فكل قصيدة * أنت البديع الفرد من أبياتها وقوله:
وما زلت حتى قادني الشوق نحوه * يسايرني في كل ركب له ذكر واستكبر الاخبار قبل لقائه * فلما التقينا صغر الخبر الخبر وقوله:
أزالت بك الأيام عتبي كأنما * بنوها لها ذنب وأنت لها عذر وقوله:
بعثوا الرعب في قلوب الأعادي * فكان القتال قبل التلاقي وتكاد الظبي لما عودوها * تنتضي نفسها إلى الأعناق كل ذمر يزيد في الموت حسنا * كبدور تمامها في المحاق كرم خشن الجوانب منهم * فهو كالماء في الشفار الرقاق ومعال إذا ادعاها سواهم * لزمته جناية السراق وقوله:
تمشي الكرام على آثار غيرهم * وأنت تخلق ما تأتي وتبتدع من كان فوق محل الشمس موضعه * فليس يرفعه شئ ولا يضع وقوله:
ارى كل ذي ملك إليك مصيره * كأنك بحر والملوك جداول إذا أمطرت منهم ومنك سحابة * فوابلهم طل وطلك وابل وقوله:
هم المحسنون الكر في حومة الوغى * وأحسن منه كرهم في المكارم ولولا احتقار الأسد شبهتها بهم * ولكنها معدودة في البهائم مخاطبة الممدوح بخطاب المحبوب مع الاحسان والابداع قال الثعالبي وهو مذهب له تفرد به واستكثر من سلوكه اقتدارا منه وتبحرا في الألفاظ والمعاني ورفعا لنفسه عن درجة الشعراء كقوله لكافور:
وما انا بالباغي على الحب رشوة * ضعيف هوى يبغي عليه ثواب وما شئت الا ان أدل عواذلي * على أن رأيي في هواك صواب واعلم قوما خالفوني فشرقوا * وغربت اني قد ظفرت وخابوا إذا نلت منك الود فالمال هين * وكل الذي فوق التراب تراب وقوله له:
ولو لم تكن في مصر ما سرت نحوها * بقلب المشوق المستهام المتيم وقوله لابن العميد:
تفضلت الأيام بالجمع بيننا * فلما حمدنا لم تدمنا على الحمد

نام کتاب : أعيان الشيعة نویسنده : الأمين، السيد محسن    جلد : 2  صفحه : 555
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست