responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : أعيان الشيعة نویسنده : الأمين، السيد محسن    جلد : 2  صفحه : 515

مما يشف عن قلة المبالاة بالدين لا يوجب الالحاد واستظهر تشيعه القاضي نور الله في مجالس المؤمنين وذكره السيد يوسف بن يحيى الحسني اليماني في كتابه نسمة السحر بذكر من تشيع وشعر وحكى فيه الجزم بتشيعه عن والده السيد يحيى فقال اخبرني القاضي العلامة أبو محمد أحمد بن ناصر بن محمد بن عبد الحق عن والدي رحمه الله ان أبا الطيب كان يتحقق بولاء أمير المؤمنين علي ع تحققا شديدا وان له فيه عدة قصائد سماها العلويات وانما حذفت من أكثر نسخ ديوانه لشدة التعصبات في المذاهب فلذا ذكرته اه.
وجزم بتشيعه الأستاذ ماسينيون المستشرق الإفرنسي مستدلا ببعض ما يأتي وهو رجل متتبع جدا.
ونحن نوافق على استظهار تشيعه ويمكن ان يستفاد تشيعه من أمور:
1 انه من أهل الكوفة الذين عرفوا بالتشيع وغلب عليهم كما عرف أهل البصرة بضده وغلب عليهم قال أبو تمام:
وكوفني ديني على أن منصبي شام وتجري أية ذكر النجر وحكى الذهبي في ميزان الميل عن الاعتدال عن يحي بن معين ان حفص بن غياث اجتمع إليه البصريون فقالوا لا تحدثنا عن ثلاثة أشعث بن الملك وعمرو بن عبيد وجعفر بن محمد فقال اما أشعث فهو لكم وانا اتركه لكم واما عمرو فأنتم اعلم به واما جعفر فلو كنتم بالكوفة لأخذتكم النعال المطرقة اه وفي نسمة السحر يقوي تشيعه انه كوفي والكوفة أحد معادن الشيعة اه.
2 ان قبيلة جعفي التي ينتسب إليها المتنبي وأبوه معروفة بالتشيع ففيها من رجال الشيعة جابر الجعفي من أصحاب الباقر والصادق ع والمفضل بن عمر الجعفي من أصحاب الصادق ع وولده محمد بن المفضل بن عمر من أصحاب الكاظم ع وعمرو بن شمر الجعفي من أصحاب الصادق ع ونقلت جريدة القبس في عدد 1108 عن ماسينيون المستشرق الإفرنسي المقدم ذكره انه جعل من جملة الأدلة على تشيع المتنبي ان قبيلة جعفي التي ينتسب إليها عيدان السقا والد المتنبي عرفت بصبغتها الشيعية وعدا ذلك فقد أنجبت هذه القبيلة أربعة من رؤساء الشيعة الغلاة وهم جابر ومفضل وولده محمد وعمر بن الفرات اه أقول عمر بن الفرات من أصحاب الرضا ع ونسب إلى الغلو لكن لم أجد من وصفه بالجعفي.
3 ان محلة كندة التي ولد فيها أبو الطيب هي محلة عرف أهلها بالتشيع وهذا أيضا مما جعله الأستاذ ماسينيون من أدلة تشيعه وقد عرفت في صدر الترجمة قول ابن خلكان انه منسوب إلى المحلة لا إلى القبيلة لكن الظاهر أن تسمية تلك المحلة بكندة لسكنى قبيلة كنده بها وكندة أيضا معروفة بالتشيع ومنها حجر بن عدي الكندي الصحابي شهيد مرج عذرا وقيس بن فهدان الكندي الشاعر الشيعي المشهور وغيرهما ولا تنافي غلبة التشيع في كندة شذوذ الأشعث بن قيس وأولاده.
4 ان والدة المتنبي همدانية صحيحة النسب من صلحاء النساء الكوفيات كما مر عن السمعاني وتشيع قبيلة همدان أشهر من نار على علم حتى قال فيها أمير المؤمنين علي ع فلو كنت بوابا على باب جنة * لقلت لهمدان ادخلوا بسلام فقد رضع المتنبي التشيع مع اللبن كما قال الشاعر:
لا عذب الله أمي انها شربت * حب الوصي وغذتنيه باللبن وكان لي والد يهوى أبا حسن * فصرت من ذي وذا اهوى أبا حسن وهذا أيضا مما جعله الأستاذ ماسينيون من أدلة تشيع المتنبي وهو ثالث الأمور التي ذكرها.
5 ما جاء في أشعاره فقد سمعت ما رواه صاحب نسمة السحر عن والده ان للمتنبي عدة قصائد في مدح أمير المؤمنين علي ع أسماها العلويات حذفت من ديوانه وسواء صحت هذه الرواية أم لم تصح ففيما نقل من شعره في هذا المعنى كفاية. فمنه قوله وقد عوتب على تركه مدح أمير المؤمنين علي ع نقله أبو الفتح الكراجكي في كنز الفوائد وذكره البرقوفي في شرح ديوان المتنبي مما استدركه من ذيل لشرح الواحدي المطبوع في أوروبا وفي رسالة جمعها الأستاذ عبد العزيز الراجكوتي الهندي جمعها من أربع نسخ خطية. وذكره صاحب نسمة السحر قائلا انه رأى في بعض اخباره انه آخر شعر قاله وقد عوتب في ترك مديح أهل البيت لا سيما أمير المؤمنين علي ع قالوا جميعا أنه قال حين عوتب على ذلك وليست في ديوانه:
وتركت مدحي للوصي تعمدا * إذ كان نورا مستطيلا شاملا وإذا استطال الشئ قام بنفسه * وصفات ضوء الشمس تذهب باطلا وقوله لما كانت الشام بيد الاخشيد محمد بن طغج فسار إليها سيف الدولة فافتحها وهزم عساكر الاخشيد في صفين اورده البرقوقي في شرح ديوان المتنبي فيما استدركه من ذيل لشرح الواحدي المطبوع في أوروبا وفي رسالة جمعها الأستاذ عبد العزيز الراجكوتي الهندي جمعها من أربع نسخ خطية وأورده صاحب نسمة السحر بذكر من تشيع وشعر فقالوا قال المتنبي وليست في ديوانه:
يا سيف دولة ذي الجلال ومن له * خير الخلائق والأنام سمي انظر إلى صفين حين أتيتها * فانجاب عنها العسكر الغربي فكانه جيش ابن حرب رعته * حتى كأنك يا علي علي وقوله في القصيدة التي يمدح بها أبا القاسم طاهر بن حسين بن طاهر العلوي:
فتى علمته نفسه وجدوده * قراع العوالي وابتذال الرغائب كذا الفاطميون الندى في أكفهم * أعز انمحاء من خطوط الرواجب [1] أناس إذا لاقوا عدى فكانما * سلاح الذي لاقوا غبار السلاهب نصرت عليا يا ابنه ببواتر * من الفعل لا فل لها في المضارب إذا علوي لم يكن مثل طاهر * فما هو الا حجة للنواصب هو ابن رسول الله وابن وصيه * وشبههما شبهت بعد التجارب حملت إليه من لساني حديقة * سقاها الحيا سقي الرياض السحائب فحييت خير ابن لخير أب بها * لاشرف بيت في لؤي بن غالب فقوله هو ابن رسول الله وابن وصيه وقوله خير ابن لخير أب كالصريح في التشيع وباقي الأبيات عليها مسحة حب وولاء. وقوله في القصيدة التي


[1] الرواجب مفاصل الأصابع.

نام کتاب : أعيان الشيعة نویسنده : الأمين، السيد محسن    جلد : 2  صفحه : 515
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست