responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : أعيان الشيعة نویسنده : الأمين، السيد محسن    جلد : 2  صفحه : 506

حوائجهم ويسعفهم فيما أهمهم ويعفو عن جرائمهم اه.
وقال اليافعي في مرآة الجنان. الخليفة الناصر الدين الله كان فيه شهامة واقدام وعقل ودهاء وكان مستقلا بالأمور بالعراق متمكنا من الخلافة يتولى الأمور بنفسه حتى أنه كان يشق الدروب والأسواق أكثر الليل والناس يتهيبون لقاءه وما زال في عز وجلالة واستظهار وسعادة عاجلة نسأل الله الكريم السعادة الآجلة اه والسعادة الآجلة مرجوة للناصر بولائه لأهل البيت الطاهر ع وقال ابن النجار: دانت السلاطين للناصر ودخل تحت طاعته من كان من المخالفين وذلت له العتاة والطغاة وانقهرت لسيفه الجبابرة وفتح البلاد العديدة وملك من الممالك ما لم يملكه أحد ممن تقدمه من السلاطين والخلفاء وكان أسد بني العباس اه.
وقال الموفق عبد اللطيف: أحيا هيبة الخلافة وكانت قد ماتت بموت المعتصم ثم ماتت بموته، وقال ابن واصل: كان مع ذلك ردئ السيرة في الرعية مائلا إلى الظلم والعسف يفعل أفعالا متضادة وكان يتشيع ويميل إلى مذهب الإمامية بخلاف آبائه حتى أن ابن الجوزي سئل بحضرته: من أفضل الناس بعد رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم فقال: أفضلهم من كانت ابنته تحته حكاه في شذرات الذهب وفي نسمة السحر: كان خليفة فاضلا حازما أديبا سعيدا وكان من الشيعة الإمامية وكان يرى نفسه نائبا للامام المنتظر ع وبذلك ذكره الذهبي وعجب منه، وفي أيامه استرجع بيت المقدس وسائر ساحل الشام الا القليل من أيدي الإفرنج بعد ان ملكوه من أيام الآمر باحكام الله الفاطمي إلى وقته اه.
اما ابن الأثير فلم يذكر من محاسنه شيئا بل قال: لم يطلق الناصر في مرضه شيئا كان أحدثه من الرسوم الجائرة وكان قبيح السيرة في رعيته ظالما فخرب في أيامه العراق وتفرق أهله في البلاد واخذ املاكهم وأموالهم كان يفعل الشئ وضده عمل دور الضيافة للحجاج ثم أبطلها وأطلق بعض المكوس ثم أعادها وجعل همه في رمي البندق والطيور المناسيب وسراويلات الفتوة وأبطل الفتوة في جميع البلاد الا من يلبس منه سراويل ولبسها منه كثير من الملوك ومنع الطيور المناسيب الا ما يؤخذ من طيوره، ومنع الرمي بالبندق الا من ينتمي إليه فاجابه الناس إلى ذلك الا رجل بغدادي يقال له ابن السفت هرب من العراق إلى الشام فرغبه في المال ليرمي عنه فلم يفعل، فليم على عدم اخذ المال فقال: يكفيني فخرا انه ليس في الدنيا أحد الا يرمي للخليفة الا انا، وإن كان ما ينسبه العجم إليه صحيحا من أنه هو الذي اطمع التتر في البلاد وراسلهم فهو الطامة الكبرى اه.
وأظن أن ستر محاسنه واظهار معائبه لم يكن الا لتشيعه وميله إلى مذهب الإمامية فما زال هذا كافيا في ذلك عند الكثيرين، وكذلك تهمة العجم له بما سمعت التي يكذبها العقل والنقل والله الحاكم بين عباده.
وذكره القاضي نور الله في مجالس المؤمنين فقال: كان من أفاضل الخلفاء ذا خاطر وقاد متبحرا في العلوم شجاعا وتشيعه شائع ثم نقل عن المبارك بن إسماعيل بن أحمد العباسي البغدادي المتطبب المعروف بابن الكتبي أنه ذكر في كتابه نوادر أشعار الملوك ان بعض معاصري الناصر طعن فيه بالتشيع، فقال في جوابه هذه الأبيات:
زعموا أنني أحب عليا * صدقوا كلهم لدي علي كل من صاحب النبي ولو * طرفة عين فحقه مرعي فلقد قل عقل كل غبي * هو من شيعة النبي بري ونقل أيضا عن الكتاب المذكور أن ابن عبيد الله نقيب الطالبيين بالموصل كتب إلى الناصر أنه بلغنا أنك عدلت عن مذهب التشيع إلى التسنين فإن كان ذلك صحيحا فمروا باعلامي عن السبب فاجابه الناصر بهذه الأبيات:
يمينا بقوم أوضحوا منهج الهدى * وصاموا وصلوا والأنام نيام أصاب بهم عيسى ونوح بهم نجا * وناجى بهم موسى واعقب سام لقد كذب الواشون فيما تخرصوا * وحاشا الضحى أن يعتريه ظلام ولما بويع الناصر بالخلافة أقر ابن العطار وزير أبيه أياما بسيره ثم نكبه وحبسه ثم اخرج ميتا بعد أيام على رأس حمال فرجمه العامة وأخرجوه من التابوت ومثلوا به بما يقبح ذكره، ثم وزر له جلال الدين أبو المظفر عبد الله ثم معز الدين سعيد بن علي بن حديدة الأنصاري ثم مؤيد الدين أبو المظفر محمد بن أحمد بن القصاب ثم نصير الدين ناصر بن مهدي العلوي الرازي ثم مؤيد الدين محمد بن محمد بن عبد الكريم القمي، وفي نسمة السحر ذكر الشيخ صلاح الدين الصفدي أن أبا يوسف يعقوب بن صابر المنجنيقي البغدادي الشاعر المشهور كتب إلى الامام الناصر يعرض بالوزير القمي [1] وكان يقال إنه شريف علوي:
خليلي قولا للخليفة احمد * توق وقيت الشر ما أنت صانع وزيرك هذا بين أمرين فيهما * صنيعك يا خير البرية ضائع فإن كان حقا من سلالة احمد * فهذا وزير في الخلافة طامع وإن كان فيما يدعي غير صادق * فأضيع ما كانت لديه الصنائع فلما وقف عليها الناصر كان ذلك سبب تغيره عليه وأمر فخرج إليه مملو كان مسرعين فهجما على الوزير في داره وضرباه بدواته على رأسه وحملاه إلى المطبق فكتب إلى الخليفة:
القني في لظى فان أحرقتني * فتيقن ان لست بالياقوت صنع النسيج كل من حاك لكن * ليس داود فيه كالعنكبوت فكتب إليه الناصر:
نسج داود لم يقد صاحب الغار * وكان الفخار للعنكبوت وبقاء السمند في لهب النار * مزيل فضيلة الياقوت وابن خلكان نسب الجواب إلى ابن صابر وقال عن البيتين المذكورين أنه لا يعرف قائلهما فقال في ترجمة يعقوب بن صابر المذكور رأيت بالقاهرة كراريس فيها شعر ابن صابر ورأيت فيها البيتين المشهورين المنسوبين إلى جماعة ولا يعرف قائلهما على الحقيقة القني في لظى إلى آخر البيتين السابقين قال فعمل ابن صابر جوابهما فقال:
أيها المدعي الفخار دع الفخر * لذي الكبرياء والجبروت نسج داود لم يفد ليلة الغار * وكان الفخار للعنكبوت وبقاء السمند في لهب النار * مزيل فضيلة الياقوت وكذاك النعام يلتقم الجمر * وما الجمر للنعام بقوت وفي نسمة السحر عن عمدة الطالب أنه ذكر فيه صحة نسب الوزير وشرح حاله وان الناصر لما قبض عليه ارسل الوزير رقاع جميع ما له من النقود والأموال إلى الناصر وقال إن هذا جميعه مما كسبته في خدمة مولانا وقد


[1] هكذا في النسخة مع أن الموصوف بالعلوي هو الرازي لا القمي فلينظر. المؤلف

نام کتاب : أعيان الشيعة نویسنده : الأمين، السيد محسن    جلد : 2  صفحه : 506
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست