responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : أعيان الشيعة نویسنده : الأمين، السيد محسن    جلد : 2  صفحه : 47

الأول أبو عمرو عثمان بن سعيد بن عمرو العمري بفتح العين وسكون الميم وكان أسديا فنسب إلى جده أبي أمه جعفر العمري وقيل إن أبا محمد الحسن العسكري ع أمر بكسر كنيته فقيل العمري ويقال له العسكري لأنه كان يسكن عسكر سر من رأى ويقال له السمان لأنه كان يتجر بالسمن تغطية للأمر وكان الشيعة إذا حملوا إلى الحسن العسكري ع ما يجب عليهم من المال جعله أبو عمرو في زقاق السمن وحمله إليه تقية وخوفا وكان علي الهادي ع نصبه وكيلا ثم ابنه الحسن العسكري ع ثم كان سفيرا للمهدي ع قال الشيخ الطوسي في كتاب الغيبة في حقه أنه الشيخ الموثوق به وقال علي الهادي ع في حقه هذا أبو عمرو الثقة الأمين ما قاله لكم فعني يقوله وما أداه إليكم فعني يؤديه وسأله بعض أصحابه لمن أعامل وعمن آخذ وقول من أقبل فقال العمري ثقتي فما أدى إليك فعني يؤدي وما قال لك فعني يقول فاسمع له وأطع فإنه الثقة المأمون وقال الحسن العسكري ع في حقه بعد مضي أبيه هذا أبو عمرو الثقة الأمين ثقة الماضي وثقتي في المحيا والممات فما قاله لكم فعني يقوله وما أداه إليكم فعني يؤديه وجاءه أربعون رجلا من أصحابه يسألونه عن الحجة من بعده فإذا غلام كأنه قطع قمر أشبه الناس بأبي محمد فقال هذا إمامكم من بعدي وخليفتي عليكم أطيعوه ولا تتفرقوا من بعدي فتهلكوا في أديانكم ألا وأنكم لا ترونه بعد يومكم هذا حتى يتم له عمر فاقبلوا من عثمان بن سعيد ما يقوله وانتهوا إلى أمره واقبلوا قوله فهو خليفة إمامكم والأمر إليه وعثمان بن سعيد هو الذي حضر تغسيل الحسن العسكري ع وتولى جميع أمره في تكفينه وتحنيطه ودفنه مأمورا بذلك قال الشيخ الطوسي في كتاب الغيبة وكانت توقيعات صاحب الأمر ع تخرج على يده ويد ابنه محمد إلى شيعته وخواص أبيه بالأمر والنهي وأجوبة المسائل بالخط الذي كان يخرج في حياة الحسن العسكري ع فلم تزل الشيعة مقيمة على عدالتهما حتى توفي عثمان بن سعيد [1] وغسله ابنه محمد ودفن بالجانب الغربي من مدينة السلام في شارع الميدان في قبلة مسجد الذرب يدخل إلى موضع القبر في بيت ضيق مظلم فكنا نزوره مشاهرة من وقت دخولي إلى بغداد سنة ثمان وأربعمائة إلى سنة ونيف وثلاثين وأربعمائة ثم عمره الرئيس أبو منصور محمد بن الفرج وأبرز القبر إلى برا وعمل عليه صندوقا تحت سقف ويتبرك جيران المحلة بزيارته ويقولون هو رجل صالح وربما قالوا هو ابن داية الحسين ع ولا يعرفون حقيقة الحال وهو كذلك إلى يومنا هذا وهو سنة أربع وأربعين وأربعمائة.
الثاني أبو جعفر محمد بن عثمان بن سعيد العمري روى الشيخ في كتاب الغيبة عن هبة الله بن محمد عن شيوخه قالوا لم تزل الشيعة مقيمة على عدالة عثمان بن سعيد وجعل الأمر بعد موته كله مردودا إلى ابنه أبي جعفر والشيعة مجمعة على عدالته وثقته وأمانته للنص عليه بالأمانة والعدالة والأمر بالرجوع إليه في حياة الحسن العسكري ع.
وبعد موته في حياة أبيه عثمان بن سعيد لا يختلف في عدالته ولا يرتاب بأمانته والتوقيعات تخرج على يده إلى الشيعة في المهمات طول حياته بالخط الذي كانت تخرج به في حياة أبيه عثمان وقال الشيخ أيضا لما مضى أبو عمرو عثمان بن سعيد قام ابنه أبو جعفر محمد بن عثمان مقامه بنص أبي محمد الحسن العسكري ع ونص أبيه عثمان عليه بأمر القائم ع قال الحسن العسكري ع إشهدوا علي أن عثمان بن سعيد العمري وكيلي وأن ابنه محمدا وكيل ابني مهديكم وقال ع لبعض أصحابه العمري وابنه ثقتان فما أديا إليك فعني يؤديان وما قالا لك فعني يقولان فاسمع لهما وأطعهما فإنهما الثقتان المأمونان وكانت لأبي جعفر محمد بن عثمان كتب في الفقه مما سمعه من أبي محمد الحسن ع ومن الصاحب ع ومن أبيه عثمان عن أبي محمد وعن أبيه علي بن محمد منها كتب الأشربة وروي عنه أنه قال والله أن صاحب هذا الأمر ليحضر الموسم كل سنة يرى الناس ويعرفهم ويرونه ولا يعرفونه وقيل له رأيت صاحب هذا الأمر قال نعم وآخر عهدي به عند بيت الله الحرام وهو يقول اللهم أنجز لي ما وعدتني وقال رأيته صلى الله عليه وآله وسلم متعلقا بأستار الكعبة في المستجار وهو يقول اللهم انتقم بي من أعدائك ودخل على محمد بن عثمان بعض أصحابه فرآه وبين يديه ساجة ونقاش ينقش عليها آيا من القرآن وأسماء الأئمة ع على حواشيها فقال هذه لقبري أوضع عليها أو قال أسند إليها وقد فرغت منه وأنا كل يوم أنزل فيه فاقرأ جزءا من القرآن فإذا كان يوم كذا من شهر كذا من سنة كذا صرت إلى الله ودفنت فيه فكان كما قال وفي رواية أنه حفر قبرا وقال أمرت أن أجمع أمري فمات بعد شهرين وكانت وفاته في آخر جمادي الأولى سنة خمس وثلثمائة أو أربع وثلثمائة وتولى هذا الأمر نحوا من خمسين سنة [2] ودفن عند والدته بشارع الكوفة في بغداد قيل وهو الآن في وسط الصحراء.
الثالث أبو القاسم الحسين بن روح بن أبي بحر النوبختي أقامه أبو جعفر محمد بن عثمان مقامه قبل وفاته بسنتين أو ثلاث سنين فجمع وجوه الشيعة وشيوخها وقال لهم إن حدث علي حدث الموت فالأمر إلى أبي القاسم الحسين بن روح النوبختي فقد أمرت أن أجعله في موضعي بعدي فارجعوا إليه وعولوا في أموركم عليه وفي رواية أنهم سالوه إن حدث أمر فمن يكون مكانك فقال لهم هذا أبو القاسم الحسين بن روح بن أبي بحر النوبختي القائم مقامي والسفير بينكم وبين صاحب الأمر والوكيل له والثقة الأمين فارجعوا إليه في أموركم وعولوا عليه في مهماتكم فبذلك أمرت وقد بلغت وكان محمد بن عثمان العمري له من يتصرف له ببغداد نحو من عشرة أنفس منهم الحسين بن روح وكلهم كان أخص به من الحسين بن روح وكان مشائخ الشيعة لا يشكون في أن الذي يقوم مقام محمد بن عثمان هو جعفر بن أحمد بن متيل أو أبوه لما رأوه من الخصوصية به وكثرة وجوده في منزله حتى أنه كان في آخر عمره لا يأكل طعاما إلا ما أصلح في منزل جعفر أو أبيه بسبب وقع له ويأكله في منزل أحدهما فلما وقع الاختيار على أبي القاسم سلموا ولم ينكروا وكانوا معه وبين يديه كما كانوا مع أبي جعفر محمد بن عثمان ومنهم جعفر بن أحمد بن متيل قال جعفر لما حضرت محمد بن عثمان الوفاة كنت جالسا عند رأسه أسائله وأحدثه وأبو القاسم بن روح عند رجليه فقال لي أمرت أن أوصي إلى أبي القاسم الحسين بن روح فقمت من عند رأسه وأخذت بيد أبي القاسم وأجلسته في


[١] لم يتيسر لنا الاطلاع على تاريخ وفاته.
[٢] هكذا حكاه الشيخ محمد بن الحسن الطوسي في كتاب الغيبة عن أبي نصر هبة الله بن محمد بن أحمد الكاتب ابن بنت أبي جعفر محمد بن عثمان العمري ولا يخفى ان هذه المدة هي من حين ولادة الصاحب (ع) وهي سنة 255 إلى وقت وفاة محمد بن عثمان وهي سنة 305 مع أن محمد بن عثمان لم يتول السفارة من حين ولادة الصاحب (ع) بل بعد وفاة أبيه عثمان فلا بد ان ينقص من هذه المد خمس سنين من ولادة الحجة (ع) إلى حين وفاة العسكري (ع) ويقنص منها مدة سفارة عثمان بن سعيد إلى حين وفاته وتولى ولده السفارة بعده.

نام کتاب : أعيان الشيعة نویسنده : الأمين، السيد محسن    جلد : 2  صفحه : 47
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست